تعرضت التماثيل افي الميادين المصرية للإهمال، حيث تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مقطع فيديو لمدة دقيقة أثناء محاولة لنقل تمثال الشهيد عبد المنعم رياض من ميدان في محافظة بورسعيد، ولكن باءت هذه المحاولة لنقله بنجاح بالفشل، حيث سقط التمثال وتحطم في ثوانٍ معدودة.
وتحولت ميادين القاهرة لتصبح مزينة ومسماة بشخصيات مؤثرة في المجتمع المصري بتماثيل تشبه القطع الفنية، وبعد مرور أكثر من مائة عام بدأ النحاتون مؤخرًا في صنع تماثيل لتزين ميادين مصر المختلفة، ولكن تحول الأمر ليصبح سلسلة متتابعة من التماثيل القبيحة غير المتقنة وغير المتناسقة مع الذوق العام، فلم يصب التماثيل الإهمال فقط ولكن القبح أيضاً.
تمثال الملكة نفرتيتي:
كانت البداية عندما أُزيح الستار عن تمثال الملكة نفرتيتي في مدخل مدينة سمالوط، وكانت النتيجة قبيحة ومثيرة للسخرية، خاصة أن الملكة نفرتيتي تصنف من أجمل نساء العالم القديم.
تمثال أم كلثوم:
يقع تمثال كوكب الشرق المطربة أم كلثوم بجوار البرج الذي يحمل اسمها في حي الزمالك بالقاهرة، وتم تصنيعه بنفس المظهر الشامخ الذي اعتاد الجميع على رؤيتها به وتحمل في يدها منديل، ورغم عدم إتقان ملامح الوجه، إلا أن ما أثار غضب الكثير هو تلوين التمثال بألوان غير متناسقة معها ومع المنظر العام للتمثال.
تمثال الكاتب عباس العقاد:
بعدما تم الإعلان عن تمثال الكاتب عباس محمود العقاد في مسقط رأسه بأسوان نال سخرية واستنكار الكثير، خاصة أن التمثال لا يمت بصلة للكاتب الكبير وهذا ما اعتبره البعض إهانة لرمز أدبي.
تمثال الموسيقار عبد الوهاب:
تكفلت إحدى المدارس الفنية للفتيات بتزيين ميدان باب الشعرية، فكانت النتيجة تمثال بأنف طويل وأبعاد غير متناسقة لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وبعدما نال سخرية الكثير حاولوا تجميله وتم تغيير لونه للون الذهبي والبني، فكانت النتيجة أكثر سوءًا مما دفع رئاسة الحي للتعهد بإزالته وهذا لم يحدث حتى الآن.
تمثال الثوري أحمد عرابي:
كان لهذا التمثال النصيب الأكبر من السخرية، فالتمثال الذي تم نحته ليقع في أحد الميادين في محافظة الشرقية، حيث نشأة المناضل الثوري أحمد عرابي، كان في منظر عام وإطلالة سيئة للغاية، فالتمثال بشكل عام غير متقن الصنع وتم طلاء الجزء العلوى من التمثال لأحمد عرابي باللون الأخضر مع جلوسه على حصان يشبه الحمار إلى حد كبير باللون الأبيض، واعتبر البعض أن هذا التمثال بمثابة إهانة له.
ويوجد الكثير من التماثيل التي لا تمت بصلة لفن النحت، فتماثيل الأسدين في نقابة المعلمين غير محددة الملامح، ووجود التمثال غير المفهوم باللون الأزرق في مدينة بورسعيد، أما في محافظة الإسماعيلية فيوجد تمثال لرجل لا يرتدي إلا سروال أبيض، اتضح أن المسئول عنه كان يود جعله مثل تماثيل أوروبا ولكن الأمر لم يفلح.
اعتبر الفنانون التشكيليون هذا الأمر بمثابة كارثة فنية، وتعليقًا على هذه التماثيل قال النحات أحمد عبد الفتاح لـ"صدى البلد": "التماثيل دي إهانة للفن المصري، خاصة إن في مواهب في مصر وفنانين مبدعين، وفي رأيي إن اللي بيأمر بالتماثيل دي في الحي في كل مدينة مش بيجيدوا اختيار الناس اللي هتنحت، على عكس لو اهتموا من الأول إن التمثال المطلوب يبقى مع نحات أو فنان فبالتالي هتبقى التماثيل فنية ومناسبة والألوان كمان هتكون متناسقة ومينفعش تماثيل زي دي تبقى موجودة وإحنا عندنا تحف فرنسية في الميادين".