الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الخطيب رئيسًا .. عندما تعشق الجماهير!


نجح النجم الكبير محمود الخطيب ليصبح الرئيس الخامس عشر للنادي الأهلي أعرق الأندية المصرية والعربية والأفريقية، نجح بعد معركة انتخابية لم تشهد مثيلا لها بالأندية الرياضية المصرية ولا العربية، ولا نبالغ إن قلنا العالمية، هذه المعركة التي تم استخدام كافة الأساليب فيها: المشروعة وغير المشروعة من قبل جبهة منافسي النجم الخلوق محمود الخطيب.

لقد رأينا - وغيرنا كذلك - في هذه المعركة استخدام المال "السياسي"، وكذلك وسائل الإعلام المختلفة قد انبرت جميعها لتشارك في هذه المعركة الانتخابية، كما شارك فيها نجوم الرياضة والفن والشخصيات العامة، فانحاز أصحاب رؤوس الأموال للمهندس محمود طاهر، ومن ثمَّ سيطر سيطرة كلية على وسائل الإعلام التي تستهدف الربح، فرأينا قنوات أساطين المال تعادي الكابتن محمود الخطيب وتبحث عن أي نقيصة تظنها في النجم، بل تخترع تلك النواقص، حيث لم تجدها.

ولعله من المناسب هنا أن أشير إلى ما ذكره أحد رؤساء التحرير الذي يقدم برنامجا تليفزيونا، والذي لا يختص بالمجال الرياضي، ولكنه لا يترك تلك المعركة حامية الوطيس بين "بيبو" ومنافسه، فإذا به يغمز ويلمز مستخدما التهمة الأكثر سوءا وبشاعة وهي تهمة الانتماء لجماعة الإخوان أو على أقل تقدير التعاطف معها، وهو يعلم - يقينا - أن النجم الكبير لم تحم حوله شبهة في هذا المضمار، هنا أيقنا أنه يتم استخدام كافة الأساليب غير الشريفة في هذه المعركة التي ظن كثيرون أن الخطيب خاسر فيها لا محالة، فمن ذلك الذي يستطيع أن يقف أمام هذه الحملة الإعلامية الشرسة والمسعورة، التي جعلت من الخطيب لاعب كرة موهوبا فحسب، ولذا فالرجل لا يصلح لعمل إداري وبالتالي لا يصلح لرئاسة أكبر مؤسسة رياضية في مصر والعالم العربي.

المتابع للعملية الانتخابية في أولى خطواتها منذ فتح باب الترشيح كان يدرك استحالة نجاح النجم الذي سُنَّتْ له السكاكين، تلك الاستحالة التي لم يقتنع بها مطلقا جمهور النادي الأهلي العاشق لبيبو عشقا لا نهائي، والذي يود أن تتوج رئاسة النادي الكبير بالخطيب وأن ترصع أسماء رؤسائه باسم نجم النجوم، ولكن هذه الجماهير العريضة والتي يقدرها أنصار النادي بسبعين مليونا داخل مصر ومائة مليون حال أضيف لهم جماهير النادي خارج مصر، هذه الجماهير ليس من حقها الإدلاء بصوت في اختيار رئيس ناديهم، وهنا حمد الله منافس الخطيب أن هذا العامل الهام والحاسم ليس له صوت وإلا كان من العبث الاستمرار في منافسة محسومة قبل بدايتها.

لقد اكتفى منافسو الخطيب بمخاطبة أعضاء الجمعية العمومية للنادي الأهلي، كما حجزوا العديد من ساعات البث التليفزيوني والإذاعي لعرض الإنجازات، التي تمت، وهي كثيرة، وتقديم البرنامج، الذي يأمل تحقيقه في دورة قادمة.

لم يكن الخطيب الذي قدم عبر سنوات تاريخه الحافل مسوغات أحقيته برئاسة النادي مكتفيا صامتا بتلك المسوغات، على اعتبار أن العقل الجمعي لجماهير النادي الأهلي قد حفظتها وتعلمها علم اليقين، ولكن الرجل، الذي لنجوميته، تسعى له وسائل الإعلام سعيا، أصر على الظهور في البرامج الأكثر مشاهدة، ليذكَّر الأهلاوية بما قدمه، ويستثير فيهم حمية الحفاظ على الكيان، كان ذلك الظهور للنجم الكبير أحد عوامل حسم المعركة الانتخابية، حيث التف جميع جماهير النادي "السبعين مليونا" حول رمزهم، ولأن هؤلاء السبعين مليونا لا يملكون قنوات فضائية وليس لهم صوت انتخابي، فكان عليهم أن يجدوا الوسيلة التي يحمون - في قناعاتهم - كيان النادي الأهلي، ويرفعون إلى كرسي الرئاسة نجمهم المحبوب، فكانت وسائل التواصل الاجتماعي هي وسيلتهم الإعلامية الأكثر نجاعة، وسبيلهم لتحقيق هدفهم.

لقد استطاعت الجماهير العريضة للنادي الأهلي بما عرضته على وسائل التواصل الاجتماعي أن تضع الجمعية العمومية للنادي الأهلي أمام مسؤولياتها وأن تجعلها في خيار واضح: ما بين مصلحة النادي العامة وما بين مصلحة خاصة ضيقة للأعضاء، فانحازت الجمعية العمومية للجماهير وقدمت نموذجا في إعلاء المصلحة العامة باختيار محمود الخطيب الذي ملك قلوب محبي النادي الأهلي ومحبي لعبة كرة القدم عموما، كما أبهر الجميع بسلوكه الأخلاقي الرفيع، وحقق نجاحات فيما تم إسناده إليه من أعمال إدارية، ذلك الذي كان سببا في انحياز الجميع إليه، ومنحه الثقة في إدارة أكبر ناد مصري وعربي، في ظاهرة تؤكد أن الجماهير حينما تعشق وتريد فإنها لا محالة محققة لهذه الإرادة.

ومن انتخابات الأهلي الذي حسم مصيرها لمن يستحق جماهير النادي الكبيرة والتي تمثل نموذجا للشعب المصري، الذي لا يرفع إلى كرسي الحكم إلا من يستحق، ومن يقدم مسوغات هذا الاستحقاق، وتلك رسالة إلى من يعرضون أنفسهم لانتخابات الرئاسة في مصر منافسين للرئيس عبد الفتاح السيسي، نعم يكفل الدستور لمن تتوفر فيه الشروط أن يتقدم للمنافسة في الانتخابات الرئاسية، ولكن - في تصورنا - أنه لابد أن يكون هناك مسوغات معقولة لهذا الترشح، وليس كل من يخطر على ذهنه الترشح لينال لقب مرشح رئاسي محتمل أو سابق، فذلك بكل تأكيد يضر بالعملية الانتخابية، ويضر بسمعة مصر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط