قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كيف تنتصر مصر في حرب الـ "3 شهور"؟


عندما تقع عيناك على تلك السطور.. وبينما نبحث عن وسائل تمنحنا الدفء من برودة الطقس.. وفي الوقت الذي تتكالب فيه قوى الشر بكل "خبث" مدعومة بـ"بوستات" نشطاء السبوبة لتصدير صورة عن مصر باعتبارها دولة تعيش في فوضى، يقوم أبطالنا من رجال الجبش والشرطة بتسطير بطولات جديدة بإستراتيجية عبقرية لتقليم أظافر الارهاب في سيناء.

العمليات البطولية التي يقوم بها حاليا مقاتلونا في سيناء والتي تعتبر امتدادا لجهود مضنية ومستمرة بدأت بشكل واسع عام 2012 وانطلاق عمليات حق الشهيد، تعتمد على إستراتيجية مختلفة وطرق جديدة لأنها هذه المرة مرتبطة بتكليف ومسئولية محددة المدة ، هذا التكليف الذي طلبه الرئيس عبدالفتاح السيسي (الاربعاء الماضي بالتزامن مع الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف) من رجال الجيش والشرطة بالقضاء على الارهاب واعادة الاستقرار والأمن الى سيناء خلال 3 أشهر.

عندما طالب الرئيس السيسي، أبطالنا بوضع حد للإرهاب في سيناء بشكل نهائي ، كان يعي تماما أن المقاتلين المرابطين على كل شبر من أرض الفيروز قادرون على تنفيذ المهمة ، ولكن لكي نعي طبيعة المهمة التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة الآن في سيناء يجب توضيح بعض الأمور والتي تعطي العديد من المؤشرات لنجاح مهمة بتر الارهاب في سيناء.

البطولات التي سطرها رجال الجيش والشرطة خلال الفترات الماضية فرضت واقعا جديدا ومختلفا عما كان تسعى "قوى الشر" لتنفيذه في سيناء وإحباط محاولة تحويلها الى ساحة معارك او أرض حرب ، فحاليا وبسبب تلك البطولات لا يوجد أي تجمع للعناصر الارهابية في بؤر محددة وثابتة حتى بالمنطقة الضيقة التي كانت أكثر سخونة وتُعد مركزا لقيادة الارهاب في شمال سيناء (المنطقة الواقعة بين رفح والشيخ زويد) علاوة على تطهير جبل الحلال الذي كان يُعتبر أيضا من حصون التكفيريين.

والأسلحة الموجودة بحوذة الارهابيين حاليا .. أغلبها أسلحة خفيفة تتمثل أغلبها في الرشاشات متعددة الطلقات علاوة على العبوات الناسفة التي يتم تصنيعها يدويا وبعض السيارات (ربع نقل) ، وهي الأسلحة التي استطاعوا الهروب بها من ملاحقات الجيش والشرطة وأيضا بعد تدمير الأسلحة الثقيلة ومخازنها وعدد كبير من سيارات الدفع الرباعي التي كانت تستخدمها الجماعات في عملياتها الارهابية، وبسبب عدم وصول أي نوع من الدعم للارهابيين خلال الأيام الماضية في ظل إحكام الجيش القبضة على الحدود ومنع تسلل أي عناصر او دعم بالأسلحة أو المال للعناصر في سيناء ، يلجأ التكفيريون الى عمليات الاتجار في المواد المخدرة لتوفير المال.

القوات المسلحة ومعها قوات الأمن تفرض سيطرة فعلية على الأرض في سيناء حاليا في ظل إستراتيجيات يتم تحديثها باستمرار لخنق أي تحركات للإرهاب هناك سواء من خلال توجيه الضربات الاستباقية او نشر الأكمنة المتحركة علاوة على التمشيط المستمر لكافة المناطق وكذلك الاعتماد على فرق متخصصة للتعامل مع العناصر المندسة وسط الكتل السكنية .

وبناء على الوضع الحالي في سيناء والتكليف الجديد (القضاء على الارهاب خلال 3 شهور) فإن الاستراتيجية الجديدة خلال الفترة المقبلة لضمان خنق "الارهابيين والتكفيريين" ستعتمد بشكل كبير على العمل الاستخباراتي في المقام الأول من أجل الحصول على معلومات دقيقة من شأنها تسهيل مهمة القوات التي ستتعامل مع الارهابيين من ناحية ، ومن ناحية اخرى لضمان عدم إلحاق أية أضرار بالمدنيين من أهالي سيناء.

وكذلك سيكون هناك تناغم تام بين القوات المختلفة وأسلحتها (طيران ومشاه وبحرية وغيره) بحيث يتم تكثيف الطلعات الجوية لرصد أية تحركات خاصة بالمناطق الجبلية بالتزامن مع قيام القوات الخاصة بالتعامل بالمناطق السكنية للتعامل مع اي عناصر مندسة بها في الوقت الذي تقوم المدرعات والمشاة بتمشيط أرض سيناء وتطهير "الجيوب" والدروب والكهوف المختلفة.

الاستراتيجية الجديدة تقوم كذلك على الدفع بقوات إضافية متخصصة تتميز بسرعة التحركة والحركة ، خاصة أن العناصر الارهابية الموجودة حاليا يتحركون بشكل سريع ولا يتمركزون في منطقة واحدة وذلك بهدف تصعيب مهمة القاء القبض عليهم، وتوسيع نطاق نشر الأكمنة المتحركة وليس الثابتة لتفويت أي فرصة على العناصر الارهابية لتنفيذ اية عملية ضد قوات الأمن، وتشديد عمليات تأمين المدنيين في سيناء حتى لا تستغلهم العناصر التكفيرية كدروع بشرية بسبب عجزها عن مقاومة القوات.

الخطوات الجديدة لمواجهة الارهاب تتطلب إجراء فحص شامل وتحريات على المقيمين في سيناء خاصة أن بعض العناصر الارهابية تتحرك ببطاقات هوية مزورة للهروب من الامن ، وكذلك تشديد القبضة الأمنية على كافة حدود سيناء لمنع تسلل أي عناصر ارهابية خارجها الى مناطق اخرى او تسلل عناصر لدعم الارهابيين الموجودين بالفعل، وزيادة تأمين المنشآت الحيوية والحكومية والخاصة في مناطق سيناء المختلفة حتى لا تتعرض لأية عمليات استهداف من الارهابيين بهدف تشتيت قوات الامن.

أثق تماما ان رجالنا في الجيش والشرطة قادرون كعادتهم على تطهير سيناء نهائيا من الارهاب ومن يقف وراءه من الباحثين عن نشر الفوضى في مصر ، لتبدأ مراحل جديدة من التنمية على تلك البقعة الغالية والتي كانت في حسبان القيادة السياسية الحالية منذ اليوم الاول وكان أول قراراتها مد جسور التنمية الى "سيناء" بدون شعارات جوفاء ، وهو ما بدأ بالفعل من خلال مشروع انفاق الاسماعيلية ومشروع محور قناة السويس وتنفيذ مدن جديدة في سيناء ومحيطها.

الحرب بالسلاح والتنمية هي الخطة التي يتم تنفيذها حاليا ليس فقط لمحاصرة الارهاب ولكن لخلق مجتمع جديد على ارض الشهداء (سيناء) وهو مجتمع تستحقه ويستحقه أهلها.