قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

شاكر: المصريون القدماء أول من كرموا ذوي الاحتياجات الخاصة


يوافق اليوم 3 ديسمبر الذكرى السنوية للإعاقة وذوى الإحتياجات الخاصة، وذلك لدمجهم بالمجتمع والتعريف بمشاكلهم، إلا أن كثيرين لا يعلمون أن المصرى القديم أول دعم دمج ذوي الإحتياجات الخاصة في المجتمع فتولوا مناصب مهمة بالدولة المصرية، كما أن هناك ثلاثة فراعنة كانوا ملوكا مشاهير من ذوي الإحتياجات الخاصة.

يقول مجدى شاكر كبير أثاريين بوزارة الآثار في تصريحات لصدي البلد" نسى العالم أن أجدادنا المصريين القدماء هم أول من قدسوا واحترموا ذوى الإعاقة، وكانت الدولة المصرية القديمة منذ نشأتها الأكثر التزاما بحقوق الإنسان،دون التفرقة فى النوع أو الشكل أو البناء الجسدى أو ظروفه الخاصة،وكانت مصر سباقة في تمكين أصحاب الإعاقة قبل ظهور الأديان السماوية،حيث مارسوا كل الوظائف ووصل بعضا منهم لأن يكون فرعونا لمص"ر.

وتابع: جاورت مصر حضارات كانت تتعامل مع المعاقين علي أنهم فئة شاذة وفقا لقاعدة البقاء للأصلح،وكان ينظر لعاهاتهم أنها نوع من مس الجن والتخلص منهم فك للسحر،فالحضارة الإغريقية لم تقدم أية رعاية للمعاقين وكانت نظرة أثينا لهم بإزدراء وإحتقار،حتي أن الفليسوف أفلاطون رأي إخراجهم من جمهوريته الفاضلة لأن وجودهم يعيق قيام الدولة.

وإستطرد: الرومان تركوا تقرير مصير المعاقين بيد شيخ القبيلة أو بالقائهم فى البحر أو بتركهم فوق الجبال فى الصحراء،وكان القانون ينص على التخلص من الأطفال المعاقين عن طريق تعريضهم للبرد القاسى ،أو القائهم فى نهر أورتاس أو فى الطريق،وكان العرب قبل الإسلام يتفاخرون بين القبائل بخلوهم من العاهات.

وكشف شاكر عن موقف الاديان السماوية من المعاقين،ففى المسيحية كان السيد المسيح يهتم بأمرهم ويعالج الأبرص والأعمى والأجذم،ونظر الإسلام للإنسان على أساس عمله وليس جنسه أو عرقه أو تركيبه الجسمانى،وأشار القرآن لذلك فى سورة عبس وعاتب الرسول عند إعراضه عن الأعمى عبدالله بن أم مكتوم وإنشغاله بهداية صناديد قريش.

وقال: أما الحضارة المصرية كانت فى مقدمة الحضارات التى إحترمت الإنسان،وقد أظهرت نقوش المقابر أن صاحب الإعاقة كان يعامل كفرد عادى فى المجتمع، ونجد فى كثير من الحفلات كفيف يعزف على الهارب. والإهتمام بهم إمتد إلي المرض،حيث سجلت بردية أيبرس الطبية من القرن16 ق.م محاولات معالجة لصاحب الإعاقة السمعية،وأسمت الحالة باسم"الأذن التى لا تسمع جيدا"،ووصفت حالات مرضية فى الأعاقة الذهنية وعلاجات لها،كما توجد مومياء من العصور المتأخرة من الفيوم لفتاة إلتهم تمساح ساقيها وظلت حية لمدة شهور،وعندما ماتت قام المحنطون بوضع ساقين صناعيتين من الخشب لها.

وتابع: وقد مارس بعض المصريين من ذوي الاعاقة أعمال فى المجتمع فهناك العازف الكفيف الذى يظهر فى معظم الحفلات،وهناك القزم الشهير سنب الذى كان عانى من التقزم،ورغم ذلك شغل العديد من المناصب فكان رئيس أقزام القصر الملكى،وكان المشرف على العناية بالملابس الملكية ودفن فى قبر فخم قرب هرم خوفو. وقد تزوج سنب الكاهنة سينينتس وكانت ذات بنية طبيعية وجميلة،ولهما تمثال شهير بالمتحف المصري بإرتفاع 34سم،ويظهر جالسا بنقبة قصيرة بيضاء وبجواره زوجته تضع يديها اليمنى على كتفه اليسرى، وعلى وجهها ابتسامة رضا تعبر عن فخرها بزوجها،وتحت قدم سنب صور ولد وبنت لهما.

وكشف شاكر أن نظرة المصرى للقزم الأفريقى كانت تختلف عن المصرى،حيث كان القزم الأفريقى يعمل فى قصور الملوك كمهرج وجالب للفرح والضحك،لكن الأقزام المصريين كانوا أناس عاديين يعملون فى صناعة المشغولات الذهبية الدقيقة ونسج الأقمشة نظرا لصغر حجم أناملهم مما كان سببا فى دقة عملهم.

وقال أنه قد وصل بعض من ذوى الإعاقة إلى أعلى المناصب فى مصر القديمة وكرسى العرش،فهناك الملك الشهير توت عنخ أمون الذى قيل أنه كان يعانى مشكلة فى أحد ساقيه،وقد عثر فى مقبرته على أكثر من مائة عصا مختلفة الأشكال وكان دائما يصور جالسا حتى وهو يصوب الرمح. كذلك الملكة حتشبسوت التى كانت أول سيدة فى العالم ترتدى القفازات المطعمة بالأحجار الكريمة،وعندما تم الكشف عن المومياء الخاصة بها وجدت ستة أصابع فى إحدى يديها،فكانت ترتدى القفازات لتدارى هذا العيب الخلقى.

وأضاف: هناك الملك سيبتاح الذى كان أحد أحفاد الملك رمسيس الثاني،وحكم مصر أواخر الأسرة19 لمدة سبع سنوات،وكان يعانى من قصر فى قدمه اليسرى نتيجة شلل أطفال،مما جعله يعرج أثناء المشى وظهر ذلك من صوره وموميائه التى عثر عليها فى مقبرة أمنحتب الثانى عام 1898 مع 15 مومياء أخرى،وهكذا نجد أن حضارتنا المصرية كانت الأسبق في تكريم وإحترام ذوى الأعاقة.