قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هم ونحن.. مصر ستظل نسيجا واحدا


مصر منذ بداية التاريخ، تعاقب عليها غزاة ومحتلين وثقافات وشعوب وقبائل من شتى الطوائف والبلدان، مكث بها من مكث وذاب بالنسيج المصريالمتماسك، منذ عصر الهكسوس والرومان والفتح الإسلامي، العصر الأيوبى والعباسي والفاطمي، الاحتلال الفرنسي، والاحتلال الإنجليزي.

لم تتغير مصر بل بقت مصر بشعبها كما هى شامخة على ضفاف النيل، أم الدنيا، لم يتلون شعبها ثقافة من ثقافات المعتدى ولم تتغير الألسنة، ولم تسيطر علينا لغة غير لغتي الأم اللغة العربية، بل طوع المصريون كل الثقافات والحضارات الأخرى، ووظفوها بأسلوب حضارى لتواكب آليات العصر الذي تعيشه.

عاش على أرضها طوائف وملل وجنسيات شتى، استوعبهم المصرى وظلوا محتفظين بتراثهم وحضارتهم وعرقهم لم يتبدل ولم يتغير على مر العصور والأزمنة.

عندما أنظر إلى منطقة مثل حي الحسين، حيث عبق التاريخ ورائحة الماضى العتيق، كم نرى العصور الإسلامية القديمة جميعها مجتمعة فى مكان واحد، ولم نلاحظ أى فروق فى ملامح الناس أو عاداتهم أو تقاليدهم أو لغتهم، فأبناء الحى كأبناء مصر عامة، محتفظين بطابعهم المصرى، المساجد جميعها تسير على نهج الأزهر الشريف منذ الألف سنة ويزيد، نجد الأديان السماوية، تجتمع فى منطقة واحدة، ويعيش أهلها بسلام آمنين على أرواحهم وأولادهم وممتلكاتهم فى نسيج واحد لشعب عرف التوحيد منذ الخليقة، نجد الأخوة الأقباط بكنائسهم وبجوارهم المساجد الشامخة، والأخوة اليهود بمعابدهم ومتاجرهم فى وسط الأزقة والحارات.
تلاحم قوى الشعب، مجتمع التسامح والإخاء والسلام والمحبة، شعب يعرف قيمة المحبة والتعاون، يقدر معنى كلمة الدين المعاملة، شعب متدين بطبعه لا يعرف قيمة للشكل بل يركز على المضمون قولا وفعلا، يطبق تعاليم دينه من خلال تعامله مع الآخر دون تفرقة، يشارك الآخر فى أعياده وأحزانه، ويتبادل معه الطعام، ويتعامل معه فى التجارة والصناعة والطب والأموال.

لا توجد لدينا فى مصر عبر العصور الساحقة مساكن أو مناطق أو مدن تصنف على أساس عرقى أو مذهبى أو طائفي، على مر العصور لم يعرف المصرى الطائفية أو العنصرية أو الوصم والتمييز.

طوال حياتنا كمصريين لم يستطع أحد منا الخوض فى موضوعات مثل هذا سنى وهذا شيعى وما الفرق بينهم هذا حنبلى وهذا شافعى وهذا مالكي، هذا يهودى وهذا مسيحى وهذا مسلم، هذا بهائى وهذا صوفي، وهذا لا يدين بدين، لم يشغلنا يوما من الأيام، البحث فى الفرقة والتفرقة، بل شعب نبحث عن المشترك بيننا، ننشغل بالعيش المشترك المحبة نقاط الاتفاق والالتفاف حول بعضنا البعض.

ومنذ قيام ما يطلق عليها الربيع العربى ثورة 25 يناير 2011 ، حدث لى كما حدث لكثير من غيرى من عموم الشعب المصرى ، ما يطلق عليه حالة من عدم الاتزان الانفعالي والفكرى ومحاولة لزعزعة الثوابت والاعراف والتقاليد التى تربينا عليها ، اكتشفنا أن هناك الأخر الذى يطلق على نفسه نحن ويطلق علينا هما، استيقظنا على فجيعة كبرى، أن هناك من يحاول أن يجعل الشعب المصرى هما ونحن قوى الخير وقوى الشر.

ولكن بفضل الله وحمده، استفاق الشعب المصرى سريعًا، واستعادت جيناته الحضارية عافيتها، وقرر عدم قبول التفرقة والانقسام على يد قلة من الشرزمة، ممن يطلق عليهم إخوان الشيطان.

مازالت محاولات البحث عما تفرق به قوى الشر أواصل هذا الشعب العريق ، يبحثون هنا وهناك، مرة من خلال عودة الفساد ونظام مبارك القديم، ومرة أخرى من خلال هذا شيعي وهذا مسلم سنى، ومرة من خلال هذا مسجد صوفى، ومرة أخرى من خلال ملف النوبة، ومرة أخرى من خلال ملف حلايب وشلاتين، ومرة أخرى محاولة التفرقة بين المسلم والمسيحى، التقليل من الإنجازات والمشاريع القومية، اللعب على ملف الأحوال المعيشية وغلاء الأسعار، وغيرها من الملفات التي يحاولون بها زعزعة استقرار وأمن هذا البلد.

كم هى محاولات عديدة تحاك بهذا الوطن وشعبه العريق، وكم نجد من أبناء هذا الوطن المغيبين بحق، يبثون بالشائعات واختلاق الأزمات، وبث روح التشاؤم والسلبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وداخل مؤسسات الدولة.

علينا جميعا أن نتحد ونسد جميع الفجوات التى تباعد بيننا كأبناء وطن واحد، علينا أن نجاهد داخليا من أجل نجاح دولتنا، بالعمل والتلاحم وسد الثغرات على كل من يحاول مد يده لإحداث الفرقة بين أبناء الوطن، ونشجع من يقف على حدودنا بالكلمة الإيجابية والمساندة لأسر الشهداء ولكل من يقوم بالبناء والتعمير على أرض هذا الوطن وللحديث بقية.