تطورت المجتمعات علي مر العصور وازداد عدد سكان الأرض في الدول المختلفة وازدادت معه الثقافات المتعددة والأفكار المتحررة عن الفكر أو التيار الديني القديم، وتنبهت الحكومات لتلك التغييرات الجذرية في المجتمعات المختلفة مما أدي إلي ظهور طرق جديدة للحروب وهي الحروب التي تنشر الفوضي والفساد في البلدان المتعددة وذلك اعتمادًا علي التلاعب بالأفكار والعقول المختلفة.
استفادت كثيرًا بعض الدول العظمي من التغير الإنساني الطبيعي ونتج عن تلك الإستفادة مخططات جديدة لتقوية النفوذ وإحكام القبضة علي الدول المستهدفة والتي تجد فيها الدول العظمي مصالح عديدة ومتنوعة يمكنها الحصول عليها من جراء السيطرة علي تلك الدول.
من أبرز أنواع التطور الفكري هو التطور الليبرالي الحر والذي يهدف إلي استقطاب الفئات التي يتحكم الإحساس بالظلم في انفعالاتهم وتصرفاتهم. ومن أكثر الفئات العمرية التي تأثرت بالفكر الليبرالي هم فئة الشباب الذي تتحكم فيه التحولات الجينية والهورمونية خلال تلك المرحلة العمرية. مع وجود أحلام عريضة للمستقبل وعدم تقبل الواقع والنظام والقوانين الموضوعة من فئة عمرية مختلفة تتعارض مع الفكر الشبابي المنطلق.
وَمِمَّا أدي إلي وجود أمثال تلك الأيدولوجيات المتعددة إنتشار الدماء والحروب في مختلف العصور وصولًا للحرب العالمية التي تركت أثرًا واضحًا في المجتمعات المختلفة والشعوب المتعددة بمختلف بلدان العالم ، حتي باتت البلاد أَمَس حالًا لوجود أفكار جديدة للتصدي لهذه الأفكار الحربية المدمرة.
وظهر الفكر الليبرالي في تلك الأجواء بحثًا عن العدالة والمساواة وحقوق الإنسان للوصول إلي الحياة الآمنة العادلة إلا أن سرعان ما تم الانتباه لتلك الأفكار لاستخدامها في الحروب في العصر الحديث والتي تعمل علي تفتيت النظام المجتمعي الآمن للوصول إلي الغاية المنشودة من إضعاف الدول ومحاولة تفتيتها إلي دويلات صغيرة متعددة يسهل القضاء عليها في أي وقت دون وجود عائق مادي أو بشري يمنع ذلك.
أصبحت الحروب ممنهجة بطريقة فكرية مستحدثة وقوية في ذات الوقت ولكنها تطلب المزيد من الوقت والجهد لدراسة العدو ونقاط الضعف الموجودة في المجتمع المستهدف تدميره والوصول إلي أصحاب الطموحات العريضة والاستحواذ عليهم أو الوصول إلي مرضي المجتمع نتيجة الاضطهاد الناتج عن الفقر والجهل وعدم القدرة علي تغيير الواقع المؤلم للحياة واستقطاب عقولهم بمنهج منظم للتحول إلي الفكر الليبرالي الشارد والذي يحمل الحرية المطلقة في القول والفعل حتي يصل بالمجتمع إلي الفوضي الخلاقة التي تفيد العدو وتساعده علي تنفيذ مخططاته.
ويعتبر اختيار الفكر الليبرالي لبث السموم في المجتمعات أمر من الأمور الناجحة في الدول التي تحكمها الأديان وتطبق من خلالها الأحكام القانونية فدائمًا ما تتعرض تلك الدول لنزاعات داخلية من فئات العمر المختلفة أو الطوائف المتعددة في الدين الواحد يظهر معها بعض الأفراد التي تبحث علي وسيلة للهروب من قبضة الحكم الديني والتوسع في المفهوم الليبرالي ظنًا منهم أن الحرية المطلقة هي مفتاح الوصول للأمان المجتمعي والسعادة الدنيوية.
ويتناقض الفكر الليبرالي مع الفكر الديني السماوي في العديد من الأحكام ينشأ من خلاله نزاعات متعددة في المجتمع الواحد عندما ينتشر الفكر الليبرالي به مما يؤدي إلي التفكك والضعف وظهور بعض حالات العنف بصور متعددة تؤدي إلي دمار المجتمع وسهولة الفتك به من الأعداء.
يجب علي الدول المستهدفة توخي الحذر من تسريب تلك الأيدولوجيات إلي المجتمعات وخصوصًا مع ازدياد أعداد السكان في بعض البلاد حيث يصعب تحقيق العدل والمساواة بين الأفراد فيزداد الفقر والجهل والمرض مما يجعل تلك المجتمعات أرض سهلة المنال من العدو الذي يتربص بشتي الطرق للوصول إلي غايته. كما يجب الاستمرار في توعية المجتمع بخطورة الانقسام والتفتت الذي يؤدي في النهاية إلي سقوط الأوطان و القضاء علي الحضارات والأُصول للمجتمع الواحد.