يبدو أن حادث العريش سيكون بدايات لحوادث أخرى ينظمها أعداء الحياة بأموال أعداء مصر وينفذها المأجورون المرتزقة الذين هم نسل من قتل شباب أهل الجنة ومثلوا بجثثهم غير نادمين ولا مكترثين، وهم أيضا من قتلوا ابن صديق رسولنا العظيم وأيضا مثلوا بجثته وتفننوا فى طريقة مبتكرة للتمثيل بها، وهم أيضا حفدة قتلة عثمان وعلى وغيرهم من النسل الصالح.
وعلى قدر حزننا على حادث العريش تجرؤ القتلة على انتهاك حرمة بيوت الله ومن فيها، على قدر ضرورة أن نسترجع التاريخ ونرى أن ما يجرى ليس بجديد على أعداء الحياة والأديان، فهم يغيرون أشكالهم ويتلونون بتلون الوسيلة والطريقة، والهدف واحد وهو الفساد فى الأرض وتهديد أمن الآمنين والشعارات واحدة لم ولن تتغير وكلها تتخذ من الدين عباءة ومن إرساء مفاهيم مغلوطة فى عقول أشخاص كان الوصول إليهم عبر المال والجهل أسهل ما يكون، وأيضا كان الجهل الدينى هو أقرب الطرق إلى تضليلهم وإضلالهم.
حادث مسجد العريش لن يكون الأخير مادامت الدولة تتعامل مع هذه النوعية بسياسة الأم التى تتغاضى عن أخطاء أبنائها إيمانا منها بأنهم سيكبرون ويعرفون خطأهم وسيكونون فى الغد أفضل بكثير، وأيضا هذه الأحداث ستتكرر مادام التعامل يأتى بعد وقوعها ويطلع علينا من يقول تتبعنا ودمرنا وأفنينا ولم يسبقهم بقبل وقوع الحدث بمنعنا، واحتوينا، وأنهينا.
هذه الحوادث اللاإنسانية لن تنتهى مادامت هناك منظومات مهملة، وأولها بالطبع المفاهيم الدينية الخاطئة التى تفتح الباب على مصراعيه لكل من هب ودب بأن يحلل ويحرم ويقتل ويمنح الحياة ويهب صكوك الغفران ويدخل من يشاء نار جهنم ومن يحب إلى جنةالخلد، وأيضا لن تختفى هذه العمليات الآثمة مادام هناك فقر وجهل وما يترتب عليهما من توابع مزلزلة.
نسينا أن نقول أيضا إن الإرهاب سيتصاعد من الآن وحتى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة لأن الإرهابيين ومموليهم يريدون بلبلة الدولة واستنزافها كهدف أسمى لهم تليه أهداف أخرى منها خلق حالة من السخط والرفض لتجديد فترة رئاسية ثانية للرئيس عبد الفتاح السيسى، وأيضا إرسال رسالة إلى المجتمع الدولى مفادها أن مصر غير آمنة وأن السيسى لم ينجح فى تأمينها، وعليه تتوقف عجلة الحياة لمصر وفى مصر، ويرتبك صعيد الاقتصاد والتنمية ويترنح البعد الأمنى ويخاف على أثره المستثمر لأن رأس المال جبان.
ما يحدث فى مصر أسلوب ممنهج لإرباك دولة وتخويف شعب وامتداد مثلث العبث من العراق وسوريا واليمن وليبيا إلى مصر لتغرق المنطقة كلها فى ظلام دامث ولتنفذ واشنطن وحلفاءها سياسة الشرق الأوسط الجديد وتعيش إسرائيل فى سعادة وهناء تستكمل بهم سعادتها منذ ما عرف بالربيع العربى.
ولكل من يسعون لزعزعة أمن مصر نقول لهم: اقرأوا التاريخ وتعلموا منه واعرفوا حقيقة راسخة إلى أبد الآبدين أن كل دعاوى تحليل المنطقة وزعزعتها تبدأ من العراق وتنتهى فى مصر، أتدرون لماذا مصر لأنها بلد خير أجناد الأرض، وأهلها فى رباط إلى يوم الدين، أتدرون لماذا مصر التى تتحلل عندها كل أحلامكم الاستعمارية والفوضوية لأن فيها شعبا متآلفا لا يعرف الطائفية ولا العصبية القبلية، أتدرون لماذا هى مصر؟ لأن فيها شعبا ينصهر ويتجانس وقت الأزمات ويصبح الكل فى واحد.ا
إن لم تكونوا تعرفون من هى مصر فلدينا جنود ورجال وشباب وشعب وأرض وحجر وشجر سوف يعلمكم ويدرس لكم فنون كيف يكون الانتماء إلى مصر وستدركون ساعتها أن مصر لن تفنى ولن ترهبها أذيال الخيبة أمثالكم وأنها ستحيا إلى الأبد لأنها مصر بلد الرسالات والحضارات وشعب الصبر والجلد والانتصار والنصر.