أنا و"هيلين هنت" وأحلى شباب والأيزيدية .. ودموع السيسي

أسعدني حضور منتدى شباب العالم المنعقد حاليا في شرم الشيخ المدينة الساحرة والتي لا يوجد مثيل لها في العالم ولكنها عانت ومازالت تعاني من تراجع السياحة بشكل كبير بسبب الأحداث التي بدأت منذ عام 2011 والحرب على الارهاب الاسود التي تخوضها مصر نيابة عن العالم أجمع وتدفع ثمنا باهظا من أرواح أبنائها علاوة على التكلفة الاقتصادية الباهظة والرسالة القوية التي انطلقت من المنتدى والتي تؤكد أن مصر تحارب الارهاب نيابة عن المنطقة وعن العالم، ما جاء على لسان الفتاة الأيزيدية لمياء حجي بشار خلال افتتاح المنتدى أو بمعنى أدق مأساة ما حدث للعراق وفتياتها ونسائها وأطفالها من معاناة ومآس بسبب ما أسموها كذبا ديمقراطية .. واطاحوا بصدام حسين في بداية المؤامرة التي أطلقت عليها الحيزبون كونداليزا رايس ( الفوضى الخلاقة) حتى تأتي بالإخوان وتيارات الاسلام السياسي الى الحكم في المنطقة .

ومأساة لمياء بشار كما جاءت على لسانها في افتتاح المنتدى وأبكتني وشاهدت أيضا تأثر الرئيس السيسي ودموعه تأثرا بما روته لمياء حجي بشار والتي أصبحت ناشطة في مجال حقوق الانسان بعد هروبها من داعش بعدما تعرضت للسبي والاغتصاب عشرات المرات ولمدة 20 شهرا في عهد دولة الخلافة المزعومة والمدعومة من أردوغان بتاع السلطانية وصاحب مشروع الخلافة العثمانية المزعومة أيضا .

وشاهدت تأثر السيسي وجميع الحضور بقصتها .. ووقف الرئيس السيسي والحضور مصفقين لها تأثرا بمعاناتها وصبرها واحتسابها رغم معاناتها التي استمرت لمدة 20 شهرا وقالت لمياء في كلمتها ( انها تبلغ من العمر 19 عاما ووقعت في أسر داعش أو دولة الخلافة المزعومة وهي في الـ 15 عاما من عمرها حيث كانت تعيش بإحدى قرى العراق قبل دخول داعش لقريتها وحصاره لها وأخذوا النساء والفتيات سبايا وقتلوا الرجال وكان هناك الاف البنات مثلي .. كلنا في سوق النخاسة نباع لأعضاء التنظيم بعد أن فرقونا عن عائلتي وباعوني في سوريا .. كنا في سوق النخاسة حاولت الهروب أكثر من مرة لكن دون جدوى .

وفي المرة الخامسة خلال محاولة هروبي انفجرت بنا عبوة تفجير استشهدت على أثرها صديقاتي .. وبعد علاجي بألمانيا قررت أن أروي قصتي للعالم وقصة الآلاف من الفتيات مثلي .. ) وهنا ضجت القاعة بالتصفيق ودموع الجميع ومنهم السيسي .. ثم أكملت لمياء رواية مأساة أمتنا التي ضحكت من جهلها الأمم وقالت : ( كان حلمي أن أصبح معلمة ولكن أنا اليوم أمامكم لكي أرسل رسالتي للعالم وتعرفون مايجري وتقفون ضد الارهاب والتطرف والقتال ورسالتي للشباب في كل أنحاء العالم، أحلامكم كبيرة والتحديات كبيرة ولكن عزيمتكم أكبر ) .

وأعود لمنتدى شباب العالم والذي جاءت فكرته في شهر ابريل الماضي وبالتحديد خلال انعقاد مؤتمر الشباب وكانت فكرته عبارة عن دعوة الشباب من مختلف دول العالم للمشاركة في منتدى يجمعهم مع الشباب المصري ينعقد في شرم الشيخ مدينة السلام حتى يكون المنتدى وعنوانه رسالة سلام للعالم ورغم محاولات التشكيك التي اعتاد عليها أعداء مصر من أبنائها للأسف الشديد والمنتشرين مثل البوم والغربان على السوشيال ميديا ورغم كم الطاقة السلبية التي اعتادوا على بثها كالسموم في الشعب المصري .. نجح المنتدى وفاق التوقعات وكان التنظيم غاية في الروعة والجمال وكل القائمين عليه شباب في شباب، أسعدني حضور المنتدى والمشاركة في هذا الحدث العظيم (من أجل التغطية الاعلامية) ورغم مرضي ومروري بظروف صحية صعبة وقتها إلا أن نجاح المنتدى أضاع كل الآلام .

وشاهدت أكثر من 3000 شاب من مختلف أنحاء العالم يتفاعلون مع الشباب المصري الجميل .. وأسعدني أيضا أن أتعرف على نماذج مضيئة من شباب الجيل الثاني للمصريين المقيمين في الخارج شباب زي الورد والفل والياسمين على سبيل المثال لا الحصر ( الدكتورة نهى عبد الكريم .. المصرية الامريكية الخبيرة الدولية في مجال الطاقة والتغييرات المناخية ) والدكتور طارق عمران القادم من فنلندا والخبير في تنمية القدرات الشبابية على القيادة وهو سفير منظمة ويست ساوث الفنلندية ) وأيضا الدكتور عبد الرحمن أيمن القادم من هولندا وهو أيضا أحد الخبراء في التنمية المستدامة وتنمية قدرات الشباب على القيادة وعضو منظمة ISEC او الايسك وهي منظمة دولية معنية بتنمية قدرات الشباب على مستوى العالم ) وغيرهم كثير .. وهو ما يعطينا الامل في مستقبل أفضل لمصر بهؤلاء الشباب والاف غيرهم أعطتهم رغبة القيادة السياسية والمتمثلة في الرئيس السيسي وايمانه بهم ورغبته القوية في تمكينهم من اجل مستقبل أفضل لمصر وللأجيال القادمة .

الرجل صادق ويوفي بما وعد به والدليل ما تحقق خلال عامين لم يتحقق في 30 عاما، لم تتقدم مصر فيها ولم تعط الشباب ربع ما تحقق لهم في عامين .. وها هو منتدى شباب العالم المقام في شرم الشيخ بحضور السيسي وبمشاركة 3000 شاب من 113 جنسية مختلفة وسيستمر ان شاء الله حتى 10 نوفمبر وهو كما شاهدت منصة حقيقية وفعالة للحوار المباشر بين الدولة المصرية والرئيس السيسي وكافة شباب العالم ويتضمن 64 جلسة يتحدث فيها 222 متحدثا يمثلون 64 دولة ومن جنسيات مختلفة .

كما أن الفن حاضر بقوة في هذا المنتدى وكان حضور النجمة العالمية هيلين هنت وهي (النجمة المفضلة لدي) خاصة صوتها الذي يعبر عن صدق لا ينفصم .. وكلمتها الجميلة وتغريداتها على تويتر عن مصر وشرم الشيخ والتي حصدت أكثر من 40 مليون متابع .. ودعوتها للحضور أكبر دليل على أن من نظموا هذا المنتدى شباب لديه فكر مختلف والحمد لله أنني عشت وشفت في مصر الشباب يتولى زمام الأمور حتى ولو كانت أمور منتدى دولي مثل هذا .. أتمنى على الله وهو قادر على كل شيء أن يترك عواجيز مصر (وأنا وجيلي منهم) وعواجيز العواجيز اللي هما تجاوزوا السبعين والثمانين ومازالوا مصممين رغم فشلهم وفشلنا على الظهور وتولي كل مايستطيعون من مناصب أن يتركوا الفرصة للشباب .. ولا مانع من بقائهم مستشارين أو كبار مستشارين ولكن ليسوا أصحاب قرار، كيف نترك اتخاذ القرار لمن هم غير قادرين على المشي بمفردهم وينامون وينامون وينامون في المنتديات والمؤتمرات .. كفانا كفانا واتركوا الشباب ينطلقون بنا وبما تبقى لنا من عُمر .. فهم أحق بالقيادة نحو مستقبلهم .. والله المستعان.