قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أفريقيا يا صن داونز !

×

فرحة عارمة إجتاحت الملايين من جماهير الزمالك بعد هزيمة النادى الأهلى من فريق الوداد البيضاوى المغربى، بهدف نظيف، فى إياب الدور النهائى من بطولة دورى رابطة أبطال أفريقيا، وإعلان الوداد البيضاوي بطلًا للكأس الأفريقية للمرة الثانية فى تاريخه.

وبمجرد إطلاق حكم اللقاء، الجامبى بكارى جاساما، صافرته معلنًا خسارة الأهلى للبطولة، تحولت صفحات الزملكاوية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" الى مسرح للسخرية من هزيمة الأهلى، لدرجة أن عدد كبير من الجماهير البيضاء، أجرى مداخلات تليفونية فى البرامج الرياضية المذاعة بالقنوات الفضائية المصرية، مهنئين الوداد المغربى ومعبرين عن سعادتهم بخسارة الأهلى.

لاتندهشوا من الفرحة الكبيرة لجماهير الزمالك، حيث جاءت ردًا على جمهور النادى الأهلى، الذى فعل الشي نفسه، وفرح وهلل بعد خسارة الزمالك أمام فريق صن داونز بثلاثية نظيفة فى مباراة ذهاب نهائى دورى أبطال أفريقيا والتى أقيمت فى جنوب افريقيا.

جمهور القلعة البيضاء لم ولن ينسى هاشتاج "أفريقيا يا صن داونز" الذى أطلقته جماهير النادى الاهلى وتصدر موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" قبل مباراة الإياب فى نهائى بطولة دورى أبطال افريقيا تشجيعًا ودعمًا لفريق صن داونز الجنوب افريقى على حساب ممثل مصر نادى الزمالك.

ولن ينسى احتشاد الأهلاوية بالمقاهى، لمشاهدة لقاء الإياب الذى أقيم باستاد برج العرب، وبمجرد انتهاء المباراة بفوز الزمالك بهدف نظيف وفشله فى تعويض نتيجة لقاء الذهاب، خرج جمهور الأهلى فى مسيرات ضخمة بالشوارع، وأشعلوا الشماريخ، وهتفوا ضد الزمالك، وكانوا فى قمة سعادتهم لخسارة الفريق الأبيض البطولة الأفريقية وكأن النادى الأهلى حقق اللقب.

جمهور الزمالك لم ينس ظهور بعض الإعلاميين الاهلاوية، فى البرامج الرياضية بالفضائيات، تمنوا صراحة خسارة الزمالك للبطولة حتى لايشارك فى كأس العالم للأندية، لتقتصر المشاركة فقط على النادى الأهلى، لدرجة أن أحدهم تمنى حدوث كارثة فى اليابان تلغى البطولة، لو حدث وفاز الزمالك بالكأس الأفريقية.

أؤكد أن حالة الكراهية والحقد والشماتة المتبادلة بين جماهير الأندية الشعبية سببها الرئيسى الإعلام الرياضى "خاصة المرئى" بعد ان تفنن بعض العاملين به فى صناعة الفتن والأزمات وبث روح العداء بين جماهير الكرة المصرية.

بعض مقدمى البرامج الرياضية بالفضائيات لا تتصف أفكارهم بالحيادية، وباتوا أداة لتنفيذ أجندات مرتبطة بالمؤسسة الإعلامية التى ينتموا إليها، ويعملون على تزويد الجماهير بأكبر قدر من الأكاذيب والتزييف ونشر الأخبار المغلوطة والمضللة فينحط مستوى الوعى لدى الجمهور والنتيجة إثارة الحقد والكراهية بينهم، وقد تصل فى بعض الأحيان إلى العنف.

أيضًا لم يسلم الإعلام الرياضى من بعض مخرجى المباريات وعددًا من الملعقين، الذين تحولوا إلى مشجعين للأندية أثناء تعليقهم على المباريات بعيدًا عن الحيادية والمهنية المطلوبة، وهؤلاء يزيدون حدة التعصب والاحتقان بين الجماهير المصرية، والأدهى أنها باتت فى أكثر من لعبة رياضية، ولم تعد مقتصرة على كرة القدم فقط.

ياسادة الإعلام الرياضى "المرئى" يصل إلى الملايين من الأشخاص، لذلك يجب علينا أن نبث من خلاله روح التنافس الشريف، وليس زرع الحقد والكراهية بين الجماهير. وعلى كل من يعمل فى هذا المجال أن يتحلى بالحيادية التامة والرقابة الذاتية على أدائه، وأن يمتلك الوعى الذى يجعله يقدم رسالة إعلامية صحيحة للجماهير، بعيدة عن التعصب الأعمى، حتى لانفاجئ بكارثة أخرى داخل الملاعب المصرية.