قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

لو بطلنا نحلم نموت


الحلم هو سر من أسرار البقاء لو تنازلنا عنه نتحول إلي حطام متحركة لا تستطيع مقاومة أمواج الحياة العالية.. فالحياة مقوماتها الأساسية لا تخرج عن الصبر والأمل في غد مشرق والحلم الذي يسعي الإنسان إليه .. قد تكون شخصين في جسد واحد أحدهما إنسان موهوب ممتلئ بالأحاسيس والأحلام وحب الحياة والتجربة والآخر إنسان لا يقوي علي الصدام ولا يستطيع مقاومة الضغوط والفشل وتحمل الصبر.

أمثلة متعددة نراها في المجتمع المصري وتتكرر في مجتمعات كثيرة تتمثل في الانكسار والحياة بلا أمل والأحلام المقيدة وقلة القدرة علي الصبر حتي تتحول الحياة بالتدريج إلي عبء كبير علي صاحبها يفقد الرغبة تدريجيًا في التقدم في تجربة الحياة ، ويتحول الحلم الوحيد هو الموت الأبدي للتخلص من الأعباء.

تتحول الأحلام إلي سراب وتتحول الآمال إلي سواد حالك ويتحول الصبر إلي رغبة في الخلاص.. حينئذ تزداد رغبة المرء في الهروب من ظلمة الحياة إلي ما وراء الحياة .. هروبًا من الفراغ الذي يتكون من حولهم فراغ الحلم والتأمل والصبر.

الحياة ليست من الأمور السهلة إنما هي دنيا تأتي إليك بالسعادة علي سبيل الفتنة أو بالتعاسة أيضا علي سبيل الفتنة لتحيا تجربة مثيرة تتميز بالقدرة علي تحمل المتغيرات من حولك وإلا تسقط في براثن الفشل النفسي المحتم وتتحول حياتك من النور إلي الظلمة وتنجرف تدريجيًا إلي بحر الظلمات.

حينئذ تفقد إيمانك بالمولي عز وجل وبمقدرات الحياة وتنظر لملكه علي انه ظلم محتم وتتناسي سر الحياة والاختبارالصعب الذي ولدت علي هذه الأرض لتحياه وتعبره لتخرج منها إلي مصيرك المحتم من جنة أو نار.

احذر أن تتحول حياتك إلي فراغ ، حاول أن تشغل وقتك بما ينفع اقترب بحذر من الأديان حتي لا تصل الي المبالغة في التشدد أو المبالغة في الفجور والعصيان ... تمسك بمجموعة من الأحلام واسعي لتحقيقها لا تقف عند حلم واحد قد يستحيل تنفيذه ، حاول أن تتعلم كيف تفرح وكيف تكون سعادة الرضا بما قُدر لك ، فالقنوت المستمر لا يؤدي سوي للكفر وسواد القلب وضيق بعد النظر.

كل منا قد يكون مر بتجربة حلم فاشل لم يتحقق والبعض يتخطاه إلي حلم آخر قابل للتحقيق والبعض يقف عنده دون حراك ويملؤه الفراغ وتزداد الوساوس داخل صدره فيبتعد ويعتزل الناس من حوله ويعتزل القرب من الله فإما أن تُفتَح له الدنيا علي سبيل الفتنة لتأخذه إلي ما لا يُحْمد عقباه وإما تزداد الأمور سوءًا فيزداد انغلاقًا ويأسًا ويكره الحياة الدنيا وقد يكره الآخرة ظنًا منه أنه لن ينال حظًا منها كما كانت دنياه.

تذكر قول المولي عز وجل وتدبر معانيه مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِّكَيلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ إنما هي حياة محسومة بحلوها ومرها فلنتحملها ونتدبر القصد منها فإنها مهما طالت قصيرة ولن تدوم ويومًا ما قد يكون في القريب العاجل أو بعد حين تنتهي القصة و نرحل ونعود من حيث أتينا ونتفهم ما وراء الحياة.