قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

قراءة في حوار الرئيس السيسي

×

إن تحلي الإنسان بثقة هائلة فيما يقول، له عوامل هامة، يأتي على رأسها التوافق النفسي للقائل فيما يضمر وفيما ينطق به، ذلك الذي يعني أنه يقدم رؤية قد تم دراستها بعناية، ومن ثم فهو قادر على إثبات تلك الرؤية؛ لا يخشى مناقشة، ولا يهاب مواجهة، ولا يسعى لإغلاق موضوع.

لقد خرج علينا ليلة أول أمس من خلال إحدى أهم القنوات الإخبارية في العالم " قناة فرنسا ٢٤" السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع محاور بارع متمرس لديه الثقافة والدراية وأدوات الإعلامي المتمكن، انتقل المحاور على القناة الفرنسية من موضوع شائك لآخر ببراعة شديدة وسرعة هائلة، وتعمد أن يلقي ببعض الألفاظ المتداولة – عن عمد – في الإعلام الغربي على مسامع الرئيس عبد الفتاح السيسي فإذا به هو الآخر يصحح – عن عمد – تلك المصطلحات والتي كان على رأسها توصيف المحاور للإرهابيين بلفظة المسلحين ليصحح له الرئيس ضاغطا على لفظة الإرهابيين ليستدرك المحاور في محاولة للتصحيح: المسلحين الإرهابيين، ما عكس إصرار الرئيس على تسمية الأشياء بمسمياتها من ناحية ووضع العالم من ناحية أخرى أمام مسؤولياته الجسام خاصة في قضية الإرهاب التي يعاني منها العالم في بقاعه المختلفة. فقال الرئيس: إن الإرهاب لا يضرب ويهدد مصر ودولا عربية فقط، بل يهدد المنطقة بأجمعها والشرق الأوسط وأوروبا، ولابد من أن نتكاتف جميعا وليس على قدر فرنسا ومصر فقط، مشيرا إلى أنه على كل دول العالم أن تنتبه لأنه التحدي الحقيقي للإنسانية والاستقرار وللأمن في العالم كله".

الثقة الهائلة التي بثها الرئيس في نفوس أبناء الشعب المصري جاءت في ردوده الحاسمة على الأسئلة المختلفة والتي كان من بينها ما تردده الأبواق الإعلامية "الغربية" التي تسير خلف من يعملون للنيل من مصر الدولة، ويأتي على رأسها ملف حقوق الإنسان الذي هو ذريعة غربية جاهزة ومعلبة" يتم استدعاؤها وقت الحاجة، فجاء رد الرئيس قاطعا، حيث عكس السؤال بعد ما أكد "إن مصر حريصة علي احترام مواطنيها والحفاظ عليهم وعلى حقوقهم ومساعدتهم، وقد انتخبوني لذلك".

وتساءل الرئيس السيسي عن حقوق الإنسان للشهداء وأسرهم والأطفال والأرامل والأمهات الذين فقدوا أبناءهم في كل حوادث الإرهاب خلال السنوات الثلاث الماضية، قائلا "أين حقوق الإنسان الخاصة بهؤلاء الشهداء" في رد مفحم، إذ كان الغرض من السؤال هو إحراج مصر، وفي توضيح للرأي العام الفرنسي والعالمي إن كان السؤال محايدا في حاجة إلى إجابة لمن لا يعرف الحقيقة.
لقد استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يضع النقاط على الحروف في أكثر القضايا الشائكة فأكد تأكيدا لا لبس فيه عن حرص مصر على الأمن القومي الخليجي لافتا ببراعة شديدة لدور حفظ مصر للأمن القومي العربي وذلك في معرض إجابته عن سؤال حول العلاقات المصرية الإيرانية فأكد الرئيس السيسي أن العلاقات مع دولة إيران منقطعة تماما منذ قرابة 40 عاما.

مؤكدا "نحن مع دول الخليج في أمنها واستقرارها، ونحن نرى أن الأمن القومي لدول الخليج جزء من أمننا، ومصر جزء من الأمن القومي العربي، وهذا يشمل أمن واستقرار منطقة الخليج".

إن الرئيس عبد الفتاح السيسي مختلف بكافة المقاييس عن غيره من الزعماء، ففي اللحظة التي ينكر الجميع – مجرد إنكار - وجود علاقات او اتصالات مع إسرائيل يعلن الرئيس عن لقاء جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إطار رؤية مصرية لتحقيق السلام في المنطقة "إن مصر تسعى الى أن يسود الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة ، ونرى أن هناك فرصة مواتية لتحقيق ذلك حاليا، وإن لقاءنا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان في إطار رؤيتنا لهذه الفرصة"، ذلك الذي يؤكد أن الرئيس لا يعبأ كثيرا بما يمكن أن يردده البعض أو تستغله القوى المعادية له، وأن كل ما يعنيه ويهتم به هو المصالح العليا للدول والشعوب العربية، ذلك الذي دفعه للنجاح في مصالحة فلسطينية تاريخية تحاول بعض الدول والقوى والجماعات إفسادها، لأن تلك الدول وهذه القوى وتلك الجماعات لا تعنيها مصلحة الشعوب ولا الدول بقدر ما تقتات على الخلافات والنزاعات والصراعات والاحتراب بين الدول المختلفة أو بين الشعب الواحد، ذلك هو نفسه الفرق الجوهري بين مصر الدولة: التي يمثلها خير تمثيل الرئيس عبد الفتاح السيسي وبين دول أخرى يمثلها أسوأ تمثيل رؤساء تملأ الدنيا صراخا ونباحا وعويلا مقدمة نفسها حامية الحمى وهي لا تعمل إلا لمصلحتها أنفسها فقط.

لقد لقن الرئيس المستخدمين ملف حقوق الإنسان ذريعة للنيل من مصر درسا قاسيا حينما أكد الرئيس السيسي حرصه الكامل على مصر وشعبها، وقال "إن مصر حريصة علي احترام مواطنيها والحفاظ عليهم وعلى حقوقهم ومساعدتهم، وقد انتخبوني لذلك".
وتساءل الرئيس السيسي عن حقوق الإنسان للشهداء وأسرهم والأطفال والأرامل والأمهات الذين فقدوا أبناءهم في كل حوادث الإرهاب خلال السنوات الثلاث الماضية، قائلا "أين حقوق الإنسان الخاصة بهؤلاء الشهداء".

وأضاف "تصور حجم الإرهاب والتطرف الذي تواجهه مصر، إنه وضع مماثل حدث في دول أخري دون ذكر أسماء، وترتب عليه تشريد مئات الآلاف والملايين عند خروج الأمور عن السيطرة، نحن مسؤولون عن أمن وسلامة 100 مليون مصري".

إن القراءة الدقيقة لحوار الرئيس عبد الفتاح السيسي مع القناة الفرنسية الأشهر تؤكد أن مصر قد استردت عافيتها وقدرتها الفاعلة، كما تعكس بكل قوة أن هناك عمل مصري مؤسساتي استطاع أن يعيد مصر كقلب للمنطقة ترسم السياسات بهدوء شديد، وتنفذ الخطط ببراعة فائقة، وتحقق الأهداف في هدوء بالغ، وأنها عادت قائدة بفضل قائد استطاع أن يفرض نفسه برؤى مدروسة وحكمة شديدة، استطاع من خلالها اكتساب احترام العالم بعد ما كان قد ملك افئدة أبناء شعبه إنه الرئيس عبد الفتاح السيسي.