EN
حكاية "كرسي الولادة" منذ الفراعنة حتى العصر الإسلامي
كشف عبد الحميد عبد السلام أبو عليو مدير التدريب والنشر العلمي بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة حكاية "كراسي الولادة"، عبر التاريخ وخاصة في العصر الإسلامي، حيث قال إن المرأة أتبعت منذ أقدم العصور جلسة تقليدية تساعدها على الولادة.
وتابع: ظهرت أقدم نماذج هذا الوضع كنقش على جدران المعابد المصرية حيث كانت المرأة الحامل تجلس على كعبيها ( القرفصاء) مع ثني الركبتين ووضع اليدين على الفخذين،وتحت ركبتيها يوجد لبنه أو لبنتين ( قالب طوب أو اثنين) حتي يحدث الفراغ المناسب للجنين النازل.
وكانت إحدي النساء تسندها من الظهر وأخري تقف أمامها تتقبل الوليد، وكان يعرف هذا الوضع باسم " الجلوس على الأحجار"،ثم تم التوصل إلي إيصال نهاية اللبنات بلبنات أخريات فتحولت الأحجار أو اللبنات إلي كراسي للولادة.
وقال: توراثت الأجيال كراسي الولادة كوسيلة مساعدة على أتمام الولادة، وظل الكرسي محتفظًا بشكله البسيط منذ عصر قدماء المصريين، ذو الفتحة فى المقعدة على هيئة حدوة الفرس، وكل ما كان يحدث عليه من اختلاف هو تفاوت ارتفاعاته وحجمه.
واستطرد: ثم تطور شكله ليصبح له ظهر ومسندين وتطورت طريقة صناعته، إذ عادة ما كان يصنع من الخشب ويترك بدون أي زخارف وأحيانًا أخري كان يستخدم في زخرفته الزخارف النباتية والمجردة والكتابات أو يطعم بالعاج والصدف.
وتابع: وإذا كان كبير الحجم تكون له مفصلات ليمكن طيه وإعادة فتحة وتثبيته لحظة الولادة، وتختلف إحجام وكراسي الولادة تبعا لحجم السيدة وعلى الرغم من قله ما وصلنا من كراسي الولادة عبر العصور المختلفة، إلا أن صور المخطوطات تكفلت بتوضيح شكل كراسي الولادة في البلاد الإسلامية المختلفة، ولم يكن بها أختلافات عن الشكل المألوف المشار إليه.
وأوضح أن متحف جاير أندرسون يحتفظ بالعديد من النماذج لكراسي الولادة،منها الشكل البسيط وهو عبارة عن كرسي من الخشب عبارة عن قاعدة مستطيلة يتوسطها فتحة على هيئة حدوة الفرس ويستند علي رجلين ومؤرخ بالقرن(7هـ/13م)،ويحتفظ نفس المتحف بكرسي مصنوع من الخشب له ظهر ومسندين، وله أربعة أرجل ويتوسط مقعدة فتحة على شكل حدوة الفرس.
واستطرد: وتستند جلسة المقعد من الأمام على كوابيل خشبية مثلثة الشكل وله حواف مخروطية فى شكل أنصاف دوائر، ويوجد ما يماثلها أعلى ظهر ومسند الكرسي ويتكون الظهر والمسندين من قوائم خشبية فى صفين على هيئة مساطر خشبية فى الصف الأول من أعلى، ومخروطية الشكل فى الصف الثاني الضيق من أسفل، ويعلو الصفين المشار إليهما عارضة خشبية محفورة.
وأَضاف: ويحتوي هذا النوع من الكراسي الكبيرة على مفصلات يمكن من خلالها فتح الكرسي وطيه حتي تتمكن القابلة من حمله من مكان إلي آخر وقت اللزوم إعادة تركيبه مرة أخري،ومما يرتبط دومًا بكراسي الولادة القابلة أو"الداية"وهي مهنه تقدم فيها القابلات الرعاية للنساء المقبلات على الولادة خلال فترة الحمل والمخاض والولادة وما بعدها،ويهتممن أيضا بحديثي الولادة حتى سن ستة أسابيع، بما في ذلك مساعدة الأم في الرضاعة الطبيعية.
