EN
فى بداية عام 2002 م اندلعت ثورة دعاية ضخمة عن مشروع توشكى الزراعى القومى والذى كان يهدف لحفر قناة من مفيض توشكى إلى الشمال من بحيرة أبى سمبل لاستصلاح أراضى زراعية واسعة.
ولكن قدر ما كثٌرت الدعاية قبل بداية ذلك المشروع القومى قدر ما توقف وأهدر المشروع مليارات من المال العام للدولة وفشل ليظل معُلقًا حتى الدقيقة الحالية !
ولكن على العكس تمامًا ودون حملة دعاية صاخبة ظهرت العاصمة الإدارية الجديدة وكأنها وليدة اللحظة –ولكن بالطبع هى وليدة سنوات من العمل والجًهد- وبعدها بدأت الدعاية وحتى لم تكن دعاية خاصة بالعاصمة ذاتها ولكن بالفندق المُقام بها.
هذا الترتيب الزمنى فى عالم التسويق والمفارقة بين مشروعين قوميين ماهو إلا إشارة توضح للمواطن وقادة التسويق الفرق بين المشروعات الناجحة والتى لم يحالفها التوفيق كما هى نقطة استدلال للمواطن الذى يتساءل دائمًا :- إلى أى اتجاه نسير؟
ولكن أكبر دليل على نجاح ذلك المشروع القومى هو النقد الذى وُجه له من قبل التيارات المعادية للوطن والتيارات المنزوعة لانتقاص وطنيتهم .
فالنقد من العدو هو الدليل الأوحد على نجاح المشروع فما أسهل أن يحتشد أعداء النجاح فى جهة واحدة .
وصرح واحد منهم منزعجًا من مظاهر البذخ التى ادعى أنها ظهرت فى الاحتفال وغرد الآخر ساخرًا :-
ما المبهج فى افتتاح أماكن فى الصحراء؟
إن النجاح الحقيقى فعلا والمرام وحتى المكتوب فى الكتب الدراسية التى حٌفرت فى ذاكرتنا هو تعمير الصحراء ..لأن تلك البيداء التى يسخر من تعميرها هى الأمل فى الخروج من التمركز حول خطين الأخضر –أى نهر النيل.
هى الأمل الوحيد فى الخروج الى مساحات واسعة فى ظل هذا الانفجار السكانى .
هى النجاح الحقيقى لتحويل تلك الرمال الى نقود بعد إقامة المجتمع السكنى والعمرانى وبيع الوحدات السكنية لتعود تلك الرمال بنقود لميزانية الدولة وربح حقيقى يثقل من ميزانيتها .
فضلا عن ذلك الربح الحقيقى والهدف الأول ..هو إقامة مجتمع عمرانى سكنى وادارى قويم البنية التحتية من البداية,مجتمع متكامل بمرافق صحيحة لاتحتاج الى الحفر كل حين والآخر لإصلاح أو تغيير مرفق واثقال كاهل الدولة أكثر.
حتى من الناحية المعنوية :وجود مجتمع راقى منفتح يجذب السياحة ويرتقى بالذوق العام ما هو الا مثال أولى ليحتذى حذوه باقى مجتمعات المحافظات وتنتشر تلك العدوى المعنوية الراقية والانضمام الى عداد المجتمعات الراقية العالمية مما يضع المجتمع المصرى فى الصدارة أمام العالم .
فبدلا من تلك التصريحات الصماء والتغريدات العمياء فهل لهم أن يصنعوا مجتمعًا مثل مجتمع العاصمة الادارية الجديدة؟
