أتابع بإعجاب تجربة السيدات اللائي تم تعيينهن في مناصب وزارية وتنفيذية داخل مصر والعالم وأبرزهن على المستوى الدولي هي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والتي تقود أكبر تكتل برلماني سياسي في البرلمان الألماني منذ العام 2005 وحتى الآن ونجاحاتها معروفة للجميع وتقود أقوى دولة في أوروبا وعملاق اقتصادي.
وهي باحثة في علم الكيمياء الفيزيائية ودخلت عالم السياسة في أعقاب الحراك السياسي الذي دار في ألمانيا الشرقية عام 1989 وسقوط سور برلين عقب إصلاحات جورباتشوف وتفكك الاتحاد السوفيتي القديم ونجحت ميركل في المعترك السياسي بجانب استمرار حياتها الزوجية والأسرية والتي تعتبرها مقدسة بالنسبة لها وهي حاليا متزوجة من (جواكيم ساور) الذي يهوى الطبيعة ويحب عمله ونادرا مايشتكي أو يطالب أنجيلا ميركل (زوجته) بترك السياسة والتفرغ لأسرتها على العكس يدعمها ويشجعها على الاستمرار في خدمة المانيا وطنهم .. وباقي تاريخ وانجازات أنجيلا ميركل معروفة للجميع.
المهم هنا الإشارة إلى نجاح السيدات والآنسات في معترك السياسة في أمريكا والعالم وطبعا هناك تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا وقبلها كانت مارجريت تاتشر (المرأة الحديدية) وهنا سأعدد لكم عدد الوزيرات في أوروبا سابقات وحاليات : ( وزيرة العدل الأرمينية – وزيرة الدفاع الأسبانية – وزيرة دفاع السويد – وزيرة الإسكان في فرنسا – وزيرة للدفاع في ألمانيا – وزيرة الثقافة في فرنسا وفي النرويج – وزيرة حقوق المرأة في فرنسا – وزيرة التعليم السويدية – وزيرة العمل الفرنسية ووزيرة الشئون الاجتماعية الألمانية ) ونصل الى مصر وتجربتهن الناجحة وطبعا أقصد الوزيرة الشابة الأنيقة سحر نصر التي تتولى حقيبتي الاستثمار والتعاون الدولي بنجاح كبير يشهد به الجميع وأيضا الوزيرة الأنيقة السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج.
ورغم توليها حقيبة وزارة كانت في السابق هامشية على مدار عقود لأسباب عديدة منها تشابك اختصاصات المصريين في الخارج بين عدد من الوزارات وكذلك الثقة المفقودة بين المصريين في الخارج وبين الحكومة في الوطن الأم مصر وأسباب عديدة .. وإنما نجحت السفيرة نبيلة مكرم في إعادة هذه الثقة بين المصري المغترب وبين وطنه الأم مصر وهذا ما سمعته وشاهدته بنفسي في عدد من المناسبات ومن شخصيات مصرية بارزة في الخارج ولديها قناعة ومثابرة ودأب وتؤمن بأهمية دور المرأة في إعادة بناء مصر وتوعية الشباب بمخاطر الهجرة غير الشرعية وأخرها كانت الدورة التدريبية التي نظمتها الوزراة بالشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة نهاية الشهر الماضي حول الهجرة والتنمية بهدف إشراك المغتربين المصريين بالتنمية المستدامة وفقا لرؤية مصر 2030.
ومكرم دائمة السعي وإطلاق المبادرات من خلال التعاون بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني لإعادة التواصل بين المصريين في الخارج ووطنهم الأم مصر وخاصة الأجيال التي ولدت ونشأت في المهجر والاستفادة من الخبرات المصرية الكبيرة والقامات العلمية المصرية الدولية وإشراكهم في التنمية وإعادة بناء مصر من جديد.
ما اريد قوله إن نجاح سحر نصر ونبيلة مكرم وغادة والي في تولي منصب الوزير بنجاح يجب أن يشجع القيادة السياسية على تمكين المرأة المصرية والاستفادة منهن ومن قدراتهن في إعادة بناء مجتمع سليم وواع فالأم هي التي تربي وتعلم وتنشئ الأجيال القادمة .. يجب أن تتغير المفاهيم البالية والمغلوطة والدخيلة على مصر والمجتمع المصري الذي لم ينهض ولن ينهض من جديد بدون تمكين المرأة الواعية المثقفة والتي أثبتت وجودها في مصر القديمة والحديثة في مطلع القرن الماضي وكانت طالبة في الجامعة في عشرينيات القرن الماضي وطبيبة ومحامية ومهندسة وقائدة طائرة وعالم وأديبة وصحفية.
مصر تحتاج شبابها وفتياتها ورجالها ونسائها .. يجب تشجيع المرأة في كافة المواقع وخاصة في موقع الوزير خاصة وأن منصب الوزير لم يعد للوجاهة ولكن أصبح منصبا للعمل والاجتهاد (خاصة في وجود رئيس مثل الرئيس السيسي يعمل ليل نهار وهناك فرق سرعة كبير بينه وبين باقي المسؤولين والمشاريع الجبارة التي يتم تنفيذها حاليا أكبر دليل على ذلك ونجاحاته الخارجية وجولاته التي أعادت مصر لمكانتها الإقليمية والدولية اكبر دليل على ذلك ) يجب تشجيعهن وباقي الوزراء مع توجيه النقد الموضوعي والبناء للفت الانتباه لبعض المشكلات وتوجييهم ومحاسبة المقصر والمخطئ .. لأن من آمن العقاب يفسد .. ولكن هذا لا يمنع أن نوجه التحية لكل نجاح أو إنجاز حققه وزير أو حققته وزيرة .. على حد سواء .. والله المستعان.