المجمع العلمى: ما فعله الجهلاء يفوق اجتياح المغول لـ"بغداد"

أصيب العديد من علماء مصر ومفكريها بصدمة شديدة وانهيار كامل بعد الحريق الذى اجتاح المجمع العلمى الذى أنشأه نابليون بونابرت عام 1798 .
أكد الدكتور محمود المناوى، عضو المجمع والاستاذ بجامعة القاهرة، أن الكارثة التى حدثت أمس لن نستطيع تعويض خسائرها مهما فعلنا فلقد فقدت مصر كنوز يقدر ثمنها بالمليارات ونبه المناوى إلى أنه لن يتبقى لمصر من تراثها شىء أمام ما تفعله أيادى الدمار التى يستحيل أن تعرف معنى الوطنية أو الانسانية أو تاريخ هذا البلد.
وقال "المناوى": لصالح من الذى يحدث فمكتبة المجمع العلمى بما كانت تضمه من كنوز تراثية وعلمية تفوق ما يوجد فى مكتبة الإسكندرية فأين دور الشباب والثوار والدولة المصرية فى كل ما حدث وأشار الى أن الشئ الوحيد الذى تم تسجيله على ديجيتال هو كتاب وصف مصر لكن النسخة الأصلية مصيرها مجهول, وقال إنما فعله الجهلاء بتراث مصر يفوق ما فعله التتار فى العراق.
من جانبه قال الدكتور علاء شاهين، عميد كلية الاثار بجامعة القاهرة السابق، إن المجمع يحتوى على مجموعة من الكنوز الاكاديمية والعلمية توازى نفس قيمة الاثار التى يحتويها المتحف المصرى بما تمثله هذه المحتويات من وثائق تاريخية ومخطوطات من كنز تاريخى لتاريخ مصر المعاصر خاصة أن المجمع كان يضم العديد من المخطوطات الخاصة بالعديد من المعاهدات السياسية وأضاف أن خطورة الحادث تتمثل فى أننا فقدنا جزءًا من تراث مصر والذى إنتهى للأسف ويستحيل استعادته متمنيًا أن يكون هناك نوع من الفهرسة لهذه المقتنيات محفوظًا فى مكان آخر.
وأشار الى أن الخطورة الأكبر فى ضرورة الحفاظ على المبانى المحيطة بالمجمع العلمى وأهمها الجمعية الجغرافية الملكية والتى تضم العديد من الوثائق الخاصة بحدود مصر الشرقية والغربية وأضاف أن الحادث مصيبة كبيرة بكل المقاييس يضاهى حريق الأوبرا الذى فقدت فيه مصر وثائق الاحتفال بقناة السويس.
وقال إن هذا الحريق يأتى من بين أكبر 3 كوارث للكنوز التراثية إذا ذكرنا حريق مكتبة الاسكندرية وما فعله التتار فى بغداد وقال ان الحريق سيمحو جزءًا من تراث مصر وأكد ضرورة ان تفرض الدولة هيبتها للحد من خسارة كنوز مصر وأن تعود الدولة لصورتها الطبيعية حتى يعود الاستقرار الى البلاد.
وقال إنه بغض النظر عن أن الحادث وقع بالخطأ أم عمدا ففى كلتا الحالتين خسرنا حقبة مهمة من تاريخنا المعاصر.
من جانبه عبر د. محمد الجوادى، عضو المجمع العلمى المصرى، عن صدمته الشديدة ومعه جموع العلماء من تعرض المجمع العلمى للحريق . لافتا الى أن مصر خسرت نتيجة هذا الحريق مكتبة من أعظم المكتبات النادرة فى العالم . حيث كانت تضم أكثر من 200 الف كتاب أبرزها كتاب وصف مصر وتاريخ الحملة الفرنسية.
وطالب "الجوادى" بوضع حد للتخطيط الاجرامى الذى يستهدف حرق مصر وثرواتها العلمية والمادية بالكامل مطالبا بتأمين المبانى المحيطة بالمجمع والتى تمثل تاريخ مصر وأهمها مبنى الجمعية الجغرافية الملكية ومبنى الجامعة الامريكية.
وأشار "الجوادى" الى أن المجمع العلمى أسسه نابليون بونابرت فى 1798 ورأسه العالم الفرنسى مونج وكان نابليون نائبا له تقديرا منه لقيمة العلماء، ثم انتقل مقره للإسكندرية وعاد للقاهرة فى 1880 وتعاقب على رئاسته اكثر من 100 عالم أبرزهم الاديب الكبير د. طه حسين ومحمد كامل حسين وآخرهم د. محمود حافظ وقال إن المجمع يضم 150 عالمًا فى عضويته من خيرة العلماء والمفكرين.
وتساءل د. حسام كامل، رئيس جامعة القاهرة وعضو المجمع عن العلاقة بين الأحداث السياسية الاخيرة التى تشهدها البلاد وإحراق المجمع العلمى والذى يضم مئات الالاف من الكتب والمخطوطات النادرة وقال إن مصر كلما عبرت خطوة نحو مسيرة الديمقراطية والاستقرار تفاجاً بأحداث تجرها الى المربع الصفر.