في ذكرى ميلاد أجاثا كريستي.. لم تلتحق بالمدرسة.. وتعشق مصر وسوريا
كاتبة إنجليزية، تركت رصيد هائل من الروايات تخطى 80 رواية فضلًا عن القصص القصيرة، واعتمدت على الكتابة للروايات البوليسية، ترجمت أعمالها لـ103 لغة حول العالم، وبيعت أكثر من 2 مليار نسخة، وتعتبر بهذا العدد الكاتبة الإنجليزية الأشهر بعد شكسبير.
ولدت أجاثا كريستي في 15 سبتمبر 1890، واسمها الحقيقي أجاثا ميري كلاريسا، في قرية "توركوي" جنوب بريطانيا، وكانت طفولتها سعيدة جدًا، ويرجع الفضل في ذلك لشخصية والدتها القوية التي أعطتها حرية التصرف كما تشاء منذ الصغر، وكانت السبب في اتجاه أجاثا للكتابة والتأليف منذ سن صغير.
وكانت البداية حين أصيبت أجاثا ببرد ألزمها الفراش، فنصحتها والدتها بالراحة وكتابة قصة قصيرة وهي في فراشها للاستفادة من وقتها والتسلية أيضًا، ورغم جهل أجاثا بالكتابة وعدم معرفتها بكيفية البداية والخطوات اللازمة، إلا أنها حاولت واستمتعت بهذه المحاولة، فقضت أولى أعوامها في كتابة قصص قصيرة حزينة.
ولكن بدايتها في النشر لم تكن موفقة، فبعد انتهائها من كتابة ثاني رواية "قضية غامضة"، والتي نشرت في صحيفة رئيس بدلي، لم تلق النجاح المرجو، ولم تلتحق أجاثا بالمدرسة ولكنها تلقت التعليم في المنزل كعادتهم قديمًا.
تزوجت في عام 1914 من "أرتشي كريستي" وكان رجلًا عسكريًا، وحصلت منه على هذا اللقب الذي لازمها طيلة حياتها، وانفصلت عنه بعد عدة سنوات بعد إنجابها لابنتهما "روزلند" بسبب كثرة علاقاته النسائية، وفقًا لـ "جانيت مورجان" كاتبة السيرة الذاتية لأجاثا كريستي.
لقبت أيضًا بالسيدة طمالوان" بعد زواجها من ماكس مالوان، حيث وفر لها الاستقرار النفسي والفكري، ووفر لها زوجها الثاني السفر بصحبته وزيارة معظم البلاد خاصة الشرقية، حيث زارت بلاد الشام ومصر والعراق، ووفر لها اختلاف هذه الثقافات مناخ خيالي للتأليف، حيث ابتكرت شخصيات غامضة ومثيرة بطريقة مذهلة، مثل شخصية "شرلوك هولمز"، و"السير آرثر كونان دويل"، و "الكولونيل بريس".
وأصر زوجها على تعيينها في فريق التنقيب في المواقع الأثرية، في العراق في عام 1932، ورغم ما بذلته من مجهود في العمل إلا أنها وجدت الوقت الكافي للكتابة، حيث كان لها غرفة صغيرة خاصة بها، تكتب فيها ما تؤلفه من روايات على الآلة الكاتبة فورًا وأنهت 6 روايات بهذه الطريقة.
وأقامت برفقة زوجها في جزيرة شمال شرق سوريا، وكتبت أثناء تواجدها في حلب قصتها الشهيرة (جريمة في القطار السريع)، وفي قصتها (لؤلؤة الشمس) سجلت زيارتها إلى البتراء برفقة زوجها، وفي رواية (موعد مع الموت) وصفت المسجد الأقصى وروعة بنائه وما يحتويه من نقوش جميلة والصخرة المرتفعة، وكتبت روايتها (موت على النيل) بعد زيارتها إلى مصر والتي تحولت إلى مسرحية، وأكملتها بالجزء الثاني (الموت يأتي في النهاية)، فضلًا عن كتابتها لرواية (إخناتون) عن الملك المصري الذي يحمل نفس الاسم بعد عودتها من زيارتها إلى الأقصر.
أتمت أجاثا عامها الخامس والثمانين ووصل رصيد مؤلفاتها لـ85 رواية بمعدل رواية في السنة وهذا الرقم يعتبر كبير، وتربعت بأعمالها على عرش روايات الجرائم الإنجليزية لأكثر من نصف قرن، وتُرجمت أعمالها لأكثر من 103 لغة حول العالم، ومن أسباب نجاحها خيالها الجامح وتسلسل الأحداث الجذاب المنطقي واستخدامها ايضًا للغة سهلة وبسيطة.
واعتمدت في كتاباتها بشكل أساسي على الحبكة، حيث تحتوي أعمالها على عدد كبير من الألغاز والبناء القصصي الغامض، وحتى بناء الأحداث يكون مشوق، ممتلئ بالإثارة، مما دفع الكثير من المنتجين لتحويل هذه الروايات إلى أفلام سينمائية ومسرحيات.
توفيت أجاثا في 2 يناير 1976 عن عمر يناهز 85 عامًا برفة زوجها مالوان والذي استمر زواجها منه 46 عامًا حتى وفاتها.