الكیانات الاقتصادیة المھنیة المحلیة

ما أسعدني وبشدة ظهور أفكار اقتصادية جديدة خلال المرحلة السابقة تنادى بالإصلاح الاقتصادى من أجل تنفيذ إستراتيجية ثابتة مرتبطة بطبيعة التحديات التى تواجه مصر فى هذه المرحلة الحاسمة وتعبر عن التوجه الجديد فى وضع إصلاحات اقتصادية جديدة.. وما أسعدنى أكثر أن مؤسسات أهلية غير تابعة للحكومة بشكل مباشر اتضح أن لديها من الأفكار التى لو نفذت سنقف سريعا على طريق الإصلاح بشكل محترم.

وما جذب انتباهى كمتابع جيد للساحة الإعلامية الطرح الذى قدمه الدكتور أسامة عبد المنعم خبير التنمية المحلية والمنسق العام لحملة "يا أبناء مصر اتحدوا" , ومناداته مؤسسات الدولة سواء الحكومية أو مؤسسات المجتمع المدنى لبدء تطبيق مبادرة " خذ بإيدى " .. وهذه المبادرة تعتبر مشروع الكیانات الاقتصادیة المهنیة المحلیة أو ما يسمى بالرأسمالیة الشعبیة لكونها الطریق الأسرع لتحقیق التنمیة والعدالة الاجتماعیة فى كل محافظات مصر, حسبما جاء فى ورقة العمل والتصور الذى قدمه الدكتور أسامة للرأى العام تمهيدا لتكاتف الجميع من أجل تنفيذ هذه الفكرة .

وبرغم أن الفكرة بدأت تنتشر بشكل جيد , لكن لا يكفى إنتشارها فقط بل يجب البدء فى تطبيقها , ويجب أن تتبناها مؤسسة الرئاسة خلال الفترة القادمة , بل يجب أن تكون على رأس أولويات البرنامج الرئاسى للرئيس عبد الفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة القادمة , وخاصة أن الرئيس يعمل دائما فى مثل هذا السياق الصعب , فالخطوات الصعبة دائما يخطوها من أجل مصر , فهو الزعيم الذى يدرك تماما ماهية المرحلة الحالية .

والفكرة المطروحة من خلال مبادرة " خذ بإيدى " قائمة على إنشاء كيانات اقتصادية قوية تأخذ بيد الكيانات الضعيفة , وكل هذا يأتى فى إطار تغيير هيكلى وجذرى فى معظم هياكل الاقتصاد الوطنى على خلاف النمو الذى يركز فقط على حجم السلع والخدمات التى يحصل عليها الفرد متمثلة فى زيادة دخله من خلال كونه شريكا أساسيا فى العمل يحافظ عليه وينميه بدلا أن يكون عاملا فقط ويشعر بعدم الأمان فى كثير من الأحيان .

كما أن الكيانات الاقتصادية الجديدة والتى تتبناها مبادرة " خذ بإيدى " ستعمل على توفير القروض فى شكل أسهم بما يضمن عودة أموال القروض للدولة فى شكل مشروعات حقيقية ويقينية موجودة على أرض الواقع , ومن ناحية أخرى يشعر العامل بأنه صاحب عمل وصاحب كيان مما يحفز الشباب على العمل لأنهم يعملون عند أنفسهم ومن ثم تقل نسبة البطالة بشكل كبير, كما تحفز الفكرة الدولة على إعطاء قروض مضمونة بالإضافة لخلق جيل جديد من رجال الأعمال الشباب .

يا سادة .. يجب تعاون كل الجهات المعنية فى الدولة وخاصة وسائل الإعلام للقيام بدورها فى نشر الأفكار الإيجابية والتى لو طبقت لساعدت الإقتصاد المصرى على التعافى بشكل أسرع , كما يجب التواصل مع الدكتور أسامة عبد المنعم صاحب الفكرة لوضع كافة الخطوط والجوانب المرتبطة بالفكرة أمام الرأى العام وأمام المسئولين, لأن الجميع عليه مسئولية فالبعض عليه مسئولية التفكير الإيجابى وطرح الأفكار والبعض الأخر عليه مسئولية تنفيذ هذه الأفكار .