قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الأربع الحُرُم

×

أربعة أشهر ذكرها المولي عز وجل في كتابه الكريم ، هي أشهر حُرُم ، يحرم فيها القتال إلا صدًا للعدوان وردعًا للمفسدين، أمهل المولي عز وجل المشركين فيهم ليعودوا عن شركهم ، قال عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب، شهر مُضر، الذي بين جمادى وشعبان" .تغلظ فيها الدية في مذهب الشافعية تأكيدًا علي حرمانية تلك الأشهر ... تضاعف فيها الحسنات وتضاعف فيها السيئات فاحرص علي تقوي الله واحترم حرمات المولي عز وجل.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: ": تحفَّظوا على أنفسكم فيها واجتنبوا الخطايا، فإن الحسنات فيها تضاعف والسيئات فيها تضاعف "وما بال من اجتمعت عليه حرمة الشهر وحرمة المكان هنا تعظم الأجور وتضاعف السيئات أضعافًا مضاعفة علي هذه البقعه المباركة خير بقاع الأرض والتي قال عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم : «والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلي، والله لولا أني أُخْرِجْتُ منك، ما خرجت»

احرص علي أن لا تجمع فيها من سيئات ما قد تحمله خلال سنوات طوال من الأيام الأخري واغتنم الفرصة لمضاعفة الحسنات في تلك الأيام المباركة ، اطرق أبواب الخير وكن عونًا لأخيك ، تذكر قدسية الزمان مهما كنت بعيدا عن قدسية المكان
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
فَلَاتَظْلِمُوافِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}[التوبة:36].

وقد سُميت الأشهر الحُرُم لزيادة حُرمتها عن باقي الأشهر. وقد كانت تُعَظَم في عهد نبينا إبراهيم ومن بعده ولده إسماعيل واستمرت العرب في تعظيمها حتي جاء ذكرها في الكتاب الكريم تأكيدًا لقدسيتها وحرمانيتها وقد حرم الله فيها الظلم فالظلم ظلمات يوم القيامة ، وهما بمثابة أشهر تدريبية يتأهل فيها الانسان للطاعة ويبتعد فيها عن المعصية وكأنها منحة من المولي عز وجل تشيد بكرمه في مضاعفة الحسنات وقوته وجلاله في مضاعفة السيئات ولو أدرك الانسان هول الموقف لاتقي الله عز وجل وابتعد عن كل عمل مشين ... استمتع بعظمة المولي وقَدِس شعائره فقد قال تعالي" ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب ". اشهد بنفسك علي حكمته وقدرته في إعطاء المرء فرصة للمراجعة ، مراجعة النفس ومراجعة الأعمال .

شرع الله عز وجل فيهم أعظم الشعائر والتي اعتبرها رسول الله صلي الله عليه وسلم جهاد في سبيله ، فالحج جهاد لا محالة .. يجتهد فيه المرء في قضاء الشعائر وتعظيمها والبعد عن المعصية رغم كل شئ رغم الزحام الذي يمثل يوم الحشر الأعظم وهول مني والجمرات ومشقة السفر بين مناسك الحج المختلفة ... كلها جهاد محسوم للجسد والنفس تري فيه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ومن الصعب عليك تخيله ... الطواف حول البيت العتيق وأنت تلبي وتسبح وتناجي المولي عز وجل ومن حولك مناجاة بكل اللغات بالكاد بعضهم ينطق العربية وربما لا يفهم معناها ، إلا انه يجتهد ويسبح بعظمة المولي ويشهد الملائكة علي عظمة ملكوت الإله العظيم .. حركات تناغمية وكأن البشر تحول إلي نجوم وكواكب تدور في أفلاك ومدارات موحدة حول نقطة ثابتة هي مركز الأرض وبيت الله العتيق ... سبع أشواط متلاحقة قد تجتمع فيها مع أشخاص ووجوه تعرفها وقد تجد نفسك غريب وسط الجموع العظيمة، مهما اشتدت زحمة المكان تجد نفسك منساب في طواف دائري دون حول لك ولا قوة تعظم فيها شعائر الملك العظيم في شهر مبارك محرم تمتلئ أركان الارض المباركة فيه بجموع من البشر من كل بقاع الأرض ، تتوحد فيه الملابس والأحكام وتصطف فيه الجموع في دقة متناهية وكأنهم البنيان المرصوص ... رغم الزحام وشدته وصعوبة التعامل مع الأغراب تتذكر فقط حرمة وقدسية المكان وحرمة وقدسية الزمان حتي يأتي يوم عرفة وتنتشر الجموع علي جبل الرحمة تناجي ربها وتدعو بالمغفرة ويطلب كل ذي حاجة حاجته ... ويتباهى الملك بالمصلين ويتباهى بالداعين ويمسح الذنوب ويضاعف الأجور.

احرص علي أن تعيش هذه الحالة المباركة أينما كنت وأنت في الأشهر الحرم... اذكر المولي .. اطلب منه ما تريد بكل رحابة صدر وأنت موقن بالاجابة... اطلب العفو والمغفرة ... وتذكر هول المشهد العظيم يوم تأتيه فردا وتختفي الجموع وتبتعد الأصوات إلا صوت الحق ... وتري نفسك عاريًا أمام الحقائق في كتابك ... وحينها لا مفر ... اللهم ارنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.