عاد مصنع إدفينا بعزبة البرج بدمياط، إلى العمل بقوة ليقوم بإنتاج أول علبة تونة بعد توقف دام لـ25 عاما، حيث استطاع المصنع أن يفلت من البيع وإن تناله الخصخصة مثله مثل الكثير من المصانع وآخرها مصنع ألبان دمياط والذى تم بيعه ودمج العاملين بمصنع الألبان للعمل بمصنع ادفينا فهو المصنع الوحيد بمحافظة دمياط للمواد الغذائية وتعبئة الأسماك.
ويعد أدفينا من المصانع القليلة التى تتبع القطاع العام، ويعمل به 88 عاملا وعاملة، بالإضافة إلى 65 إنتاج وهندسة، ويعملون فى وردية واحدة، من السابعة صباحا حتى الثالثة ظهرا، وكان عدد العاملين فى السابق 1800 عامل، يعملون فى 3 ورديات.
من جانبه يؤكد المهندس أيمن أبو العينين، مدير مصنع إدفينا، أن المصنع تمكن من إنتاج أول علبة تونة منذ 25 عامًا، على خط تشغيل تجريبي داخل المصنع.
وأشار إلى أن فكرة إنتاج التونة داخل المصنع ليست وليدة اليوم، لأننا في الماضي كنا ننتج جميع أنواع الأسماك ولكن نظرا لعدم توافر الدعم والإمكانات فتم التوقف عن إنتاج الكثير من المنتجات وجاء عدد من الإعلاميين من أبناء دمياط وقاموا بإنتاج وعمل فيلم قصير عن التونة وصيد التونة بعزبة البرج، والمطالبة بإعادة إنتاج التونة من جديد بمصنع ادفينا فتمكنا من إصلاح بعض الماكينات منذ شهور وتم بالفعل إعادة إنتاج التونة بعزبة البرج.
وطالب أبو العنين، جميع الجهات المعنية بالدولة بدعم المصنع من الآلات وماكينات للعودة مرة أخرى للصدارة وإنتاج الكثير من المنتجات لأنها صناعة مصرية خالصة.
وأضاف أن علبة التونة التجريبية التي تم إنتاجها، تم تصنيعها من سمك تونة " الألباكور"، المتواجدة في البحر الأبيض المتوسط، والتي يقوم بصيدها أسطول الصيد في عزبة البرج، مؤكدا أن نوع لحم هذه السمكة من أجود من سمك التونة الذى نستورده من دول أخرى.
وكشف أن الآلات المستخدمة في صناعة علب التونة في المصنع، كانت ستباع فى مزاد علني كـ "لوطات" لولا أن الإعلاميين المخلصين من أبناء دمياط، شنوا حملة كبيرة على هذا المزاد وتم وقفه في عام 2016، وتم إصلاح هذه الماكينات بجهود أبناء المصنع، وبتكلفة بسيطة جدا لن يتخيلها أحد، والحمد لله نجحنا فى إنتاج أول علبة للسمك التونة، وعليها ملصق صنع في مصنع دمياط.
وأضاف أن الجهود مستمرة لتشغيل خط إنتاج علب التونة، بشكل دائم،والبداية تجريبي ويتم الآن استكمال إصلاح هذه الآلات وإيجاد حلول لها، حتى تعمل بالشكل اللائق والمستمر، في إنتاج علب تونة مصرية تساعد على وقف الاستيراد، وتوفير العملة الصعبة للبلد، ببديل محلى عالي المستوى، بجانب إنتاج باقي منتجات المصنع من مواد غذائية معلبة ومشروبات جنبا إلى جنب مع انتاج التونة.
ومن جانبه يشير حلمى ياسين، مؤلف ومخرج فيلم "التونة كنز الأبيض" أن فكرة الفيلم جاءته نتيجة لأن صيد التونة يعد من أهم أنواع الأسماك التي يصطادها الصياد المصري وهى متوافرة وبكثرة وتناولت في الفيلم فكرة إعادة إنتاج التونة بمصنع ادفينا من جديد وعند عرض الفيلم لاقي إعجابا شديدا من جهات عديدة وتواصلت مع إدارة المصنع وتناقشنا في محاولة اعادة تصنيع التونة من جديد، وهو ماتم بالفعل بفضل الجهود الذاتية لإدارة المصنع والعمال وتم تصليح وصيانة بعض الآلات المستخدمة في تصنيع التونة ونجحوا في إنتاج أول علبة تونة بعد توقف 25 عاما من تصنيعها.
وطالب ياسين، جميع الجهات المعنية بدعم المصنع من جديد والاهتمام بتشغيل خطوط إنتاج جديدة تحت شعار صنع في مصر وبيعها للمواطن بسعر مدعم.
جدير بالذكر، أن المصنع تم إنشاؤه فى عام 1960 فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وفى نفس التوقيت تم بناء مصنعين يحملان نفس الإسم، الأول فى الإسكندرية، والثانى فى بورسعيد، وكان الهدف من بناء الثلاث مصانع، هو الاستفادة من البيئة المحيطة ومنتجاتها، مثل الأسماك التى يتم صيدها من البحر الأبيض، وتعبئتها وبيعها، وجميع الآلات المتواجدة فى مصنع دمياط منحة يابانية، وذلك لخبرة اليابان فى مجال تعليب وتصنيع الأسماك، وقد تم حل وبيع مصنع بورسعيد منذ 10 سنوات، وبقى مصنعى الإسكندرية ودمياط.
وتبلغ مساحة المصنع التابع للشركة القابضة لقطاع الأعمال حوالي 11 ألف متر يقام عليها ثلاثة مصانع لإنتاج مسحوق بودرة الأسماك، ومصنع لإنتاج الثلج وآخر لإنتاج وتعبئة الأسماك، ويحتوى المصنع على7 ثلاجات لحفظ المنتجات الغذائية بواقع 500 طن لكل ثلاجة، تعتمد في صيانتها على تواجد مكابس تبريد تكلفتها مليون جنيه لكل مكبس، إلَّا أن المصنع متوقف عن الإنتاج منذ عدة سنوات، ويعاني العمال من ضعف الإمكانيات بالمصنع، الذي يقتصر العمل فيه على وحدة تعليب المنتجات التي تصل من مصنع إدفينا بمدينة الاسكندرية, خاصة الفول والفراولة والجزر والبسلة، حيث يتم العمل بها طيلة العام وتعليب الأسماك يكون شهر فقط في السنة.