قامت كاميرا موقع "صدى البلد" بجولة في القاعة رقم 19 بالمتحف الإسلامي بالقاهرة، والتي تضم عشرات من شواهد القبور من عصور إسلامية مختلفة، وتمثل جانبا مهما من تاريخ الفن والحضارة الإسلامية.

وقال الدكتور ممدوح عثمان مدير عام المتحف إنه من أبرز محتويات القاعة شاهد قبر من الحجر الجيري يرجع لعصر الخلفاء الراشدين "القرن 1 هــ / 7 م" ويحمل في المتحف رقم الحفظ 1508/20"،وهو أقدم تحفة مؤرخة في الآثار الإسلامية الباقية، وأقدم وأول نموذج للكتابات في الفن الإسلامي في مصر حتى الآن.

وقال إن الكتابات علي اللوح الحجري عبارة عن ثمانية أسطر بالخط الكوفي البدائي، تحتوي على اسم المتوفى وهو عبد الرحمن بن خير الحجرى أو الحجازي، والدعاء له بالمغفرة وتاريخ وفاته في جمادى الآخرة من عام 31 هـ / يناير أو فبراير 652م أي في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان "رضي الله".

وأشار أيضا إلي شاهد قبر من الرخام "مصر-العصر العثماني القرن 12هجري/18 ميلادي"، وهو شاهد قبر مركب من ثلاثة أجزاء، الجزء الأوسط منهم له ثلاثة جوانب، وأحدها عليه كتابات بخط الثلث في أربعة أسطر ونفذت بالحفر البارز، وتتضمن الشهادة والآية القرآنية "كل من عليها فان".

وشاهد قبر من الرخام "مصر-العصر العباسي القرن 2هجري/8ميلادي"، ويتضمن عشرة أسطر بالخط الكوفي البسيط منفذة بالحفر الغائر، وتضمنت الكتابات إسم المتوفي وهو"عبد الله بن لهيعة الحضرمي"، وتاريخ وفاته في جمادي الأخرة 174 هجري/أكتوبر- نوفمبر 790 ميلادي،وقد نقل هذا الشاهد من جبانة عين الصيرة جنوب القاهرة.

وشاهد قبر من الرخام"مصر-العصر العثماني القرن 12هجري/19ميلادي"، وكتب في الشاهد 6 أسطر بالتركية العثمانية، وتتضمن إسم صاحبة الشاهد وهي"زليخة زوجة الأمير إبراهيم بك"، وقد رافقت زوجها عندما نفاه الفرنسيون أثناء إحتلالهم القاهرة في 1798 م، وتاريخ وفاتها في 28 محرم 1216 هجري/10 يونيو 1801 ميلادي.

وشاهد قبر من الرخام"مصر-العصر الفاطمي القرن 5 هجري/11ميلادي"، ونقشت الكتابات علي الشاهد بالخط الكوفي ذي الزيادات المثلثة،وتتضمن الكتابات أيات قرأنية،كما تشير إلي تاريخ وفاة القاضي"إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن علي بن محمد بن علي بن هارون"في 5 رجب 412 هجري،وقد نقل من مدينة إسنا التي تقع علي ضفاف النيل علي بعد حوالي 50 كم جنوب الأقصر.

من جانبها قالت شيماء محمود الباحثة المتخصصة في الآثار الإسلامية ان قاعة شواهد القبور بالمتحف الإسلامي تغير اسمها الي الكتابات بعد التطوير الأخير للمتحف، وتحتوي علي بعض التراكيب الرخامية التي تعلوها شواهد .

وتابعت الشاهد عبارة عن قطعة من الحجر او الرخام مستطيلة او مربعة او أشكال أخري متعددة، ويكتب عليها اسم المتوفي وتاريخ وفاته والدعاء له ببعض الآيات القرآنية والبسملة،وأحيانا الشهادتين، وأحيانا أخري يذكر سبب الوفاة مثل الطاعون وغيره .

وأشارت إلي ان شواهد القبور كانت تتضمن أحيانا الرنك او شارة المتوفي مثل الكأس ويعبر عن وظيفته وهي الساقي،كما كانت تتضمن في بعض الأحيان ابيات شعر رثاء للمتوفي،وكانت توضع عليه علامة لبيان ما إذا كان ذكرا أو أنثى، كأن يوضع شكل زهرة للمرأة او طربوش في العصر العثماني للرجل.

وقالت إنه كانت الشواهد وتراكيب المقابر تزخرف بأشكال وزخارف نباتية وهندسية متنوعة ومنها الزهور، والكتابات عليها كانت تنفذ بأنواع خطوط مختلفة،وأبرزها النسخ والرقعة والفارسي والكوفي، كما نفذ أكثرها بأسلوب الحفر وغيرها من أساليب الكتابة.