الجاليات .. وقود الصادرات المصرية

يبدو أن المبادرات الشبابية بدأت تأخذ طريقًا لا يستهان به في المجتمع المصري، تلك المبادرات إن دلت فإنما تدل على شيء واحد، ألا وهو أن شباب مصر في الداخل والخارج اعتزم على التغيير لما هو أفضل.
شباب مصر، يعي جيدًا أعباء المرحلة الحالية، ويعلم وبكل وضوح أداوت الخروج من تلك الأزمة الاقتصادية.
وأحد أهم أدوات الخروج من الازمة الاقتصادية، زيادة الصادرات المصرية بمعدلات كبيرة، وانطلاقًا من تلك الفكرة، انطلقت مبادرة "بالمصري" بهدف تحفيز الصادرات المصرية.
مبادرة "بالمصري" ضمت مجموعة من الشباب المصري في الداخل والخارج، بهدف التفكير في وضع إطار لتحفيز الصادرات المصرية إلى دولة الكويت، والأخذ بها كنموذج يمكن تطبيقه في مختلف دول العالم.
وفور اقتناعي بأهدافها، أصبحت عضو مؤسس في تلك المبادرة، وبناءً عليه تم تكليفي بملف تحفيز الصادرات المصرية، وبالفعل قمت تطوعيًا بإعداد دراسة سوق مبدأية لدولة الكويت، ومقارنتها بوضع الصادرات المصرية إلى الكويت، واقترحت البدء بأربع مجموعات سلعية بصفة رئيسية وهي الادوية ومستحضرات التجميل، والاسمنت والزجاج ومنتجاته، والصناعات الغذائية.
وأشهد الله أن انضمامي إلى تلك المبادرة هو بدافع وطني من الدرجة الأولى، ولم أبغِ فيه تحقيق مكسب مادي أو إعلامي.
إيمانًا مني بأنه إذا ما تم استثمار هؤلاء المصريين في الخارج بمختلف طوائفهم؛ ويصل عددهم إلى 13 مليون نسمة؛ كما ينبغي، ودون التركيز على فئة وتجاهل الفئات الأخرى، ودون طائفية، أو تفضيل لمستوى تعليمي أو وظيفي، فيمكن أن يتم استثمارهم ويكونوا أداة تحفيزية للصادرات المصرية، يعملون جنبًا إلى جنب مع الأجهزة المؤسسية، وتحت رعايتها وبتوجيهاتها، فنسبة كبيرة من هؤلاء المصريين يمكن استثمارهم في الترويج للمنتجات المصرية ومن ثم تنمية صادراتنا.
وذلك اذا ما خلصت النوايا، دون بحث عن مكاسب شخصية أو ظهور إعلامي مفتعل، فسنصل إلى ما نبغي في زمن قياسي.
وتأكيدًا لما أقوله، فقد سبق وأن كتبت مقالًا بتاريخ 12 يناير 2017، بعنوان "الباحثون عن الشهرة"، ولم أكن أعلم إنني سأنضم إلى مبادرة "بالمصري"، هاجمت في تلك المقالة كل شخص يطلق مبادرة فردية، ويلصق اسمه بها في جميع وسائل الإعلام بحثًا عن الشهرة، وذكرت بالنص الأوحد التالي:
"ظهر مصطلح آخر، وهو "صاحب المبادرة"، هذا المصطلح بصراحة غريب، يذكرني بيافطة المحلات "لصاحبه وأولاده"!، وهو ما يفقد قيمة المبادرة، ويمنحها الصفة الفردية، ففي رأيي المتواضع أنه كلما تحلت المبادرة بروح الجماعة ونكران الذات كلما منحها ذلك صفة المصداقية، والقبول المجتمعي، خاصةً إذا كانت تستهدف المصلحة العامة، أما الإصرار على إلصاقها باسم فلان "وهو أصلًا لم يصل إلى درجة الشهرة التي تمكنه من أن يشار إليه بالبنان، فهو أمر يجعلنا نفكر في النوايا الخفية لتلك المبادرة وما تستهدفه".
لذا حرصت كل الحرص فور انضمامي إلى مبادرة "بالمصري" أن تكون في إطار جماعي، معترضة وبشدة عن محاولات البعض منحها صفة الفردية والاستئثار.
فكرة مبادرة "بالمصري" فكرة يمكن استغلالها وتطبيقها، ففكرتها تحمل نوايا ظاهرة جيدة، وأهداف قومية جليلة، إلا أن الأمر يتطلب تعاون الجهات الرسمية المتمثلة في وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، ووزارة الخارجية، ووزارة التجارة والصناعة، مع ممثلي الجاليات المصرية والعربية إن تطلب الأمر في مختلف دول العالم.
وعلينا أن نعلم جيدًا أن حسن استغلال الطاقات البشرية للمصرين في الداخل والخارج، سيكون الوسيلة الأمثل للخروج من أزمتنا الاقتصادية، وسيمكننا من مضاعفة الصادرات المصرية، فقط علينا التعاون والترويج لمنتجاتنا بمشاركة الجاليات في الخارج.
فتلك الجاليات يمكن أن تكون وقودًا للصادرات المصرية.