الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المؤتمر الثاني للاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية (٢)


أخذ يخفت، في ظاهرة طبيعية، ذلك الصخب، وتلك الجلبة، وذاك الضجيج الذي سبق وصاحب وعقب انعقاد المؤتمر الثاني للاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية.

وعلى ما يبدو أن الفريقين: المؤيد والمعارض ارتضيا بما حققا من نتائج في هذا السجال الذي دار دون قواعد تحكمه، ولا أسس يقاس عليها، حيث رأى أعضاء الاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية أنهم حققوا نجاحا ساحقا لم يُسْبَقوا إليه، حيث أقاموا مؤتمرين كبيرين في عشرة أشهر، في حين، كما يرون، فشل منتقدوهم في إقامة مجرد اجتماع على مدار عدة سنوات، ورأى معارضوهم أنهم استطاعوا إفساد، على الأقل فرحتهم بهذا النجاح، كما ظهرت في الأفق محاولات البعض لنقل البندقية من الكتف الشمال إلى الكتف اليمين في محاولة اللحاق بالركب وتحقيق أهداف: شخصية أو عامة.

لعله من المناسب، أن نعلن إعلانا صريحا واضحا لا لبس فيه، أن أعضاء الاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية لا يمثلون جاليات الدول التي أتوا منها، بل يمثلون فقط الروابط والمؤسسات التي يقومون عليها، وهو ما يثبته بكل وضوح وجود أكثر من رابطة في دولة واحدة: المملكة العربية السعودية والكويت نموذجان لذلك.

وأظن ظنا هو لليقين أقرب أن بعض المنتقدين للمؤتمر اتخذوا هذه النقطة سوطا يلهبون به بعض أعضاء الاتحاد ويرفضون تمثيلهم لجاليات الدول، وهم يعلمون أن هؤلاء لا يمثلون إلا روابطهم أو جمعياتهم، ولكنهم تغاضوا عن هذه المعرفة ليجدوا لأنفسهم مدخلا مناسبا يكسبون به أنصارا في الهجوم، ونحن لا ننكر أن بعض تصريحاتٍ لأعضاء من الاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية ساعدتهم على ذلك، ومنحهم تلك الفرصة، ذلك الارتباك الذي يحدث أحيانا أمام كاميرات التليفزيون، أو أمام أصحاب القلم من الإعلاميين الذين غطوا فعاليات هذا المؤتمر والذين كان أعضاء الاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية هدفا لهم ينشرون على ألسنتهم أخبار المؤتمر، وهنا نود أن نعيد التأكيد علي أن أعضاء الاتحاد يمثلون فقط جمعياتهم؛ التي تتباين فيها أعداد الأعضاء تباينا كبيرا؛ ذلك التباين الذي يخضع لعدة عوامل يأتي على رأسها نوع الجمعية؛ حيث إن جمعية ثقافية مثلا، لا شك أن المنتمين إليها، باعتبارها جمعية نوعية، يقلون في العدد كثيرا عن جمعية اجتماعية خدمية، وكذلك يؤثر في عدد الأعضاء المنتمين لجمعية أو أخرى عدد أبناء الجالية في ذلك البلد أو تلك المدينة التي نشأت وأقيمت فيها، فلا شك أن أعداد أعضاء بيت العائلة المصرية بمدينة جدة السعودية يفوق عشرات المرات عدد أعضاء بيت العائلة المصرية في أمستردام الهولندية، بحكم تباين عدد أبناء الجالية المصرية في المدينتين، وإن وضعت فلسفة الاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية كل من عضوي الاتحاد: الدكتور محمود السلاموني رئيس بيت العائلة المصرية بأمستردام، وخيري البهلول رئيس بيت العائلة المصرية بجدة في مكانة واحدة.


لقد كان اسم الاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية مدخلا للهجوم؛ داخل مصر أو خارجها، في حالة عكست بعض سوء وضيق الفهم؛ فالقاعدة تقول أنه "لا وشاح في الاصطلاح"، وليس هناك ، في تصورنا، ما يدعو للاعتراض على الاسم، لا من مؤسسة الأزهر الشريف التي نؤمن يقينا أن قاماته - بل أصغر خريج في تلك المؤسسة العريقة - يستطيعون، دون أدنى عناء، إدراك أمرين: الأول أن اسم الاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية يختلف كليا عن اسم "بيت العائلة " الموجود في مصر، والثاني أن اختيار اسم الاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية جاء تيمّنًا وإعلاءً للقيمة الكبيرة والهدف النبيل لما خرج من المؤسسة العريقة " بيت العائلة "، ولكن هناك وشاية قد حدثت ما أظن أن أمثال القائمين "إداريا" على بيت العائلة في مصر يمكن أن يقعوا فريسة لها ويعادون الاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية الذي خرج ليدعم الدولة المصرية ومؤسساتها ومنها المؤسسة العريقة العزيزة على القلب: الأزهر الشريف.

أما وصف الاتحاد بالعالمي فهو يتفق وانتشار فروعه في قارات العالم المختلفة من ناحية وأهدافه التي تخدم الوطن "المحلي" في الداخل من خلال العمل في الخارج في كل دول العالم، بعدما ينجح في ضم الجمعيات والمؤسسات الأهلية المصرية الفاعلة تحت مظلته، كما أعلن ذلك هدفا من أهدافه من ناحية ثانية.


أما ما قيل حول أن الاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية مغلق على أعضاء أو على جمعيات بعينها، فالواقع يدفع هذه التهمة دفعا، حيث أنه كل يوم يظهر ما ومن يريد الانضمام إلى الاتحاد، ويَبْحَث الأمر ويتم الانضمام لما يتفق والسياسة العامة للاتحاد الذي تم تسجيله رسميا بدولة النمسا في شهر يوليو العام الماضي ٢٠١٦ والذي بدأ بتسعة جمعيات وصل عددهم خلال عام إلى عشرين ما يؤكد أن الاتحاد يفتح مصراعيه لكل من يجد في نفسه القدرة على العمل، بل إن خطة الاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية التي كنت ومازلت من القائمين عليها، كانت وضعت انضمام الجمعيات والمؤسسات مرحلة أولى، على أن يتم فتح الباب للشخصيات العامة المؤثرة والفاعلة في الخارج أولا كمرحلة ثانية وهو ما سيظهر قريبا في الإعلان عن انضمام بعض الشخصيات التي تعد إضافة نوعية لهذا الكيان.

وللحديث بقية سوف نتناول في آخرها الشق الاقتصادي الذي يتخذه البعض مدخلا للهجوم.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط