الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المؤتمر الثاني للاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية (١)


سأظل على إيمان لا يعتريه شك من أن المصريين بالخارج أحد أهم عوامل نهضة مصر الحديثة، وسأبقى ما حييت على قناعة تامة في أن العمل العام للمصريين بالخارج أحد أهم وسائل الدولة المصرية في تنفيذ السياسات التي يمكن أن يتم رسمها، بالأخذ في الاعتبار دور المصريين بالخارج، في كافة مناحي الحياة: السياسية والثقافية والاجتماعية والدينية والاقتصادية التي تعمدت تذييلها تلك المناحي، لأشير لدور المصريين في الخارج بغير تلك النمطية التي ينظرون إليها وينتظرون الاستفادة منها، كما سأحيى مؤمنا بقدرة العمل المشترك والمنظم، حينما تتوفر الرغبة، وحتما ستتوفر، بين الاتحادات والجمعيات والروابط بل والأفراد الفاعلة لمصريي الخارج، ذلك يقين لن يعتريه شك، وإيمان راسخ، مهما بدت الصورة لا تنبئ بذلك.

انعقد منذ عدة أيام المؤتمر الثاني للاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية، والذي ترك حراكا هائلا بين المصريين بالخارج، وكذلك المهتمين بالأمر من المصريين بالداخل: أفرادٍ ومؤسسات، ذلك الحراك الذي أراه صحيا لأقصى درجة حتى ولو خرجت منه بعض السهام الطائشة التي تصيب البعض، في ذات الوقت الذي تعكس فيه قدرات وخصال وصفات بعض آخر.

إن تجربة الاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية تجربة فريدة، بغض النظر عن النتائج التي حققتها حتى اللحظة، وإن كنت أراها نتائج مقبولة، حتى لو اقتصرت على تلك الغيرة المحمودة المحمومة التي أصابت البعض، والتي آمل، بل أرى، أنها ستدفع هؤلاء الذين يريدون أن يقدموا شيئا، وأولئك الذين يسعون للظهور في المشهد، الذي نؤمن بأنه يتسع للجميع، للعمل، بعدما يفرغ الفريق الأخير ما بداخله من مشاعر "الغبطة"!، حتى ولو عن طريق النقد غير البناء، واللغة غير اللائقة، التي يجب أن نربأ بأنفسنا عنها، في ذات الوقت الذي يجب أن يغض الطرف عنها ولا يلقون لها بالا، ما تتناولهم هذه اللغة، حيث أننا ممن يؤمنون أن الرد يكون فقط لمن وما يستحق، ذلك الذي يمثله ذوي الرؤى والأهداف النبيلة.

لا أنكر أنني أحد مهندسي إنشاء الاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية، كما لا يمكن أن أتنصل من أنني أحد هؤلاء الذين كانوا يقومون على إعداد هذا المؤتمر، والذي وجهنا الدعوة فيه لكل الكيانات المصرية الفاعلة، والتي لم يلب تلك الدعوة، في مفارقة كاشفة، إلا الاتحاد الدولي للمصريين بالخارج برئاسة الدكتور محمد الجمل الذي حضر منه المهندس مجدي الألفي والسيد محمد الديب، والذي نعد مشروعا سويا سوف يظهر للنور قريبا، لنضرب مثلا في العمل المشترك.

وعلى الرغم من عدم قناعتي أن يصبح المؤتمر تحت رعاية رسمية من الدولة حيث إننا لم نخرج من عباءة وزارة ولا من معطف مؤسسة رسمية، ولكننا خرجنا من حاجة الدولة لدورنا، ولمساندة الدولة ومؤسساتها، ولكن جناح في الاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية كان له هذه الرغبة التي احترمتها، وفقا للأسلوب والأسس التي نعمل بها في الاتحاد ونحترمها جميعا، تلك الرغبة من ذلك الجناح كانت تدعو لإظهار ذلك التنسيق بيننا وبين وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والذي كنت أرى أنه ظاهر للعيان، بحكم قناعتنا التي تدعم مؤسسات الدولة التي منها الوزارة الوليدة التي هي في عامها الثالث من العمر، وتقترب من توديع مرحلة الحبو، لتنطلق سائرة في الاتجاه الصحيح بمشيئة الله.

إن المؤتمر الثاني للاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية شهد أكبر حشد في تاريخ كل المؤتمرات التي أقيمت للمصريين بالخارج، حيث كان، في تصورنا، أعظم ما فيه أن هذا الحشد حرص على الحضور، في غياب تمثيل رسمي للدولة، ذلك الذي يعكس نجاحا ساحقا، حيث إن المؤتمرات في مصر، وغيرها من دول شبيهة، لا تلقى الاهتمام إلا من خلال أحد أمرين: الأول في حضور مسؤول كبير، فيحرص العديد من الظهور بجانبه، والثاني هو أهمية الموضوع، وهو ما تحقق في هذا المؤتمر، الذي جعل قامات سياسية وحزبية وحقوقية واقتصادية ونسائية وقبائلية واجتماعية وخيرية وإعلامية وفنية، تحرص على المشاركة في هذا المؤتمر، حيث كانت القاعة التي أقيم فيها المؤتمر تمثل كل أطياف وفئات المجتمع المصري، في ظاهرة تستحق التوقف والدراسة، تعكس في جانب منها نظرة كل فئات وطوائف المجتمع المصري لأبناء مصر بالخارج، وما ينتظرونه منهم.

ولحديثنا عن المؤتمر الثاني للاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية بقية خشية الإطالة، واتساقا مع حجم مقالاتنا في متوسطات.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط