قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

رفقًا بنساء تونس.. رفقًا بنساء العرب


تابعت مثل غيري البرامج الإعلامية على مختلف القنوات التلفزيونية، وحديثهم عن قيام تونس بالمساواة ما بين الرجل والمرأة في الأمور المتعلقة بالميراث، ولن أجادل كثيرًا في ذلك الامر فأنا لست من علماء الدين، إلا إنه إيمانًا مني بتكريم الدين الإسلامي للمرأة، يكفيني الاسترشاد بنتائج الدراسات المتخصصة في ذلك الشأن، والتي أثبتت بالدليل القاطع أن المرأة في الإسلام ترث نصف نصيب الرجل في حالات لا يتعدى نصيبها 33.1% من إجمالي حالات الميراث، ويرجع ذلك لأسباب محددة وعادلة إيمانًا بقوله تعالى (وما ربك بظلام للعبيد)، بينما ترث المرأة بمقدار مساوي للرجل أو قد تفوق نسبة ميراثه في حالات تصل نسبتها إلى 67.9%.

لذا لن أبالي بما اتخذته تونس في ذلك الشأن، فلا مجال للتشكيك في إنصاف الإسلام للمرأة.

أما ما استفزني هو الحديث عن حركات نسائية في تونس الشقيق تطالب بتعدد الأزواج للنساء والمطالبة بالمساواة بالرجال في ذلك الشأن، ويطالبون الأزهر بالرد، وكأن نساء تونس جميعهن يقتنعون بتلك الآراء.

ولن أتحدث عن الرأي الديني في هذا الموضوع أيضًا، فلست داعية دينية، ولم أدرس بالأزهر كي أقول رأيي، سواء بالرفض أو بالإيجاب لتلك المزاعم بأنها مطالب.

لكن سأتحدث من منطلق صداقتي لبعض التونيسيات، وما عرفته عن طبائعهن وأخلاقهن وتمسكهن بعقائدهن الدينية.

فمن خلال متابعتي للحوارات التلفزيونية تذكرت الثائر "محمد البوعزيزي"، وكيف أصبح الشرارة لثورات الخريف العربي، فهم يعرفون عاداتنا وتقاليدنا، ويعرفون مقدار تمسكنا بديننا، ويعرفون الدول العربية وطباع شعوب كلٍ منها، وأي من الدول العربية لديها نسبة من مواطنيها من الممكن أن تستجيب لمثل تلك الأفكار التحررية، ومن ثم تصبح تلك الدولة هي الشرارة التي يمكن البدء بها.
تلك هي تونس الخضراء، بلد التحضر والرقي، وحينما أقول ذلك فأنا أعني ذلك.

سأذكر مثالين لصداقات تونسية، شرفت بصداقتهما خارج حدود الوطن، وإلى الآن أحرص على التواصل المستمر معهما.

الصديقة الأولى هي "ليليا" التونسية، قابلتها في دولة الكويت الشقيق، واستمرت صحبتنا لمدة أسبوع، تركت لدي خلال هذا الإسبوع انطباع عام حول نساء تونس، فهي شخصية مثقفة، محجبة، مساندة لزوجها، بارة بوالديها، محبة لبيتها وبناتها، تضع بيتها في المقام الأول، وقبل أي شيء، تركت وظيفتها من أجل مساندة زوجها في غربته، تحرص على اتباع تعاليم دينها، حتى أسماء بناتها، حرصت أن تكون أسماء دينية، فلديها من البنات "خديجة، وعائشة، ورقية"، لن أخفي إنني تأثرت بتلك الشخصية، وأحرص على التواصل معها من وقت لآخر، عيد ميلادها أو عيد ميلادي هو مكالمة تليفونية مؤكدة، فمن شدة تأثري بتلك الشخصية تمنيت إنجاب فتاة كي أسميها "ليليا" وتعني الزهرة الجميلة، وأن تكون أخلاقها وثقافتها مثل أخلاق وثقافة "ليليا التونسية".

أما الصديقة الثانية فهي "إقبال" التونسية أيضًا، قابلتها في بلد الحريات، في الولايات المتحدة الامريكية، ضمن تجمع يضم العديد من جنسيات العالم، إلا أن التقارب المصري التونسي، كان لي بالمرصاد، فكانت الصديقة الأقرب، في حضور الاجتماعات، والتسوق، واستمرت صحبتنا لمدة شهر تقريبًا تنقلنا فيها بين عددٍ من الولايات الأمريكية وفقًا لبرنامج الزيارة، وخلال هذه الفترة، أكدت لي انطباعي الأول عن نساء تونس، فهي لم تختلف عن "ليليا"، تعلم جيدًا أنها في بلد الحريات، لذا كانت تحرص على البدء بالحديث عن بناتها وزوجها أمام الحضور، فكانت بمائة رجل، فما رسخ في ذهني عن نساء تونس أكدته "إقبال" وأكثر من ذلك، فأذكر لها أنها كانت تجوب الشوارع الأمريكية كي تبحث عن مطعم يقدم الأكل "الحلال"، وأنا أتبعها في ذلك، وحين نشتري شيء يؤكل تحرص على قراءة مكوناته كي لا يتعارض مع التعاليم الإسلامية.

فهذه هي نماذج نساء تونس التي قابلتها، فهن متحضرات، مثقفات، متدينات، اما ما نراه على شاشات التليفزيون، والبرامج الحوارية، ففي رأيي أنه لا يمثل نساء تونس اللاتي صادفت نماذج منهن، فالغربة كفيلة بأن تظهر الشخصيات الحقيقية، فما نراه أشبه بتمثيلية الخريف العربي.

لذا رجاءً إلى وسائل الإعلام المختلفة وإلى السادة الإعلاميين، من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر فلتقولوا خيرًا أو لتصمتوا، كي لا تساهموا في انهيار هذا الوطن، وما أعنيه هو الوطن العربي بأجمعه، فكفانا اتباعًا لأهداف لا نعرف مغزاها.

رجاءً رفقًا بنساء تونس.

رجاءً رفقًا بنساء العرب.