قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الرئيس السيسي في مواجهة الفساد ..!!


الفساد الذي يحيط بالدولة المصرية أكبر من ملف... وأضخم من تجاوزات وزارة ... وأعقد من مجموعة أوراق ذهبت في بيع الوطن لصالح ثلة آثمة ... !!

لقد أضحى بوطني الفساد أسلوب حياة ... يمارسه كل في موقعه وفقا لفنياته ومكانته وقدراته التسيلية على صناعة الحبكة اللازمة لتمرير حزمة السرقات والنهب ..!

لا يكاد يخلو منه مقعد وظيفي في البلاد بعدما أصبحت لكل المكاتب الإدارية التى تتعامل مع المواطنين والأخرى الخلفية التى لا تكفيها الملايين أدراج تمتلك لسانا وأسنانا ومطالب خارج إطار القانون ..!!

بل إن الفساد لم يعد فقط أسلوب حياة، لقد أضحى عطرها أيضا تشمه في كل الدوائر والشوارع والإدارات الرئيسية والفرعية على حد سواء ...!!

يبدأ في الدولة يوميا مع دفتر الحضور ولا ينتهي مع دفتر الانصراف ... يمارس بغيه مع التكدس الوظيفي الذي يلتهم ميزانية الدولة بلا مقابل حين يحيط بمجموعات شللية تريد أن تعيش فوق جماجم الآخرين ...!!

تنتفخ حوله وبه جيوب مؤسسة على الحرام وقد كبرت في فضاء الجريمة المنظمة بعدما تم تغيير ملامحها ببدلة إفرنجية مؤنقة.

لتجد الفقير الذي لا يملك قوته قد أصبح ثريا يملك أسطولا من السيارات الفارهة في غمضة عين بمجرد مروره من فوهة الغسالة الكبرى ليخرج من الطرف الآخر قبل أن يجف ثوبه متخم الأرصدة من دون أن يمتلك العمر الطبيعي الذي يحتاجه الثراء ليكبر ويتراكم .. ومع ذلك استمر ينمو ويتوحش ويتنوع بعدما أغلقنا على قانون من أين لك هذا الباب وظل حبيسا انفراديا بزنزانته تصعقه قوانين الفاسدين بالكهرباء وتحت سطوره بركة من الدماء ..!!

الكل يعرف ذلك في بلادي ... من خلال التعامل اليومي مع الناس في الشارع والدولة ... ومن خلال ثقافة الهليبة وتسقيع الضمير التى عملت كتجارة تجلب الحظ للصوص المشمرين أيديهم لنهب الوطن ... !!

لقد أضحى الفساد إرثا يورثه جيل لجيل حتى ظن أنه أصبح عصيا على المقاومة ..!!

إلى اللحظة التاريخية التى طل على مصر فيها الرئيس السيسي ,,,

تسمعت إليه .. تأملت خطابه الأول .... وجملته الشهيرة .. إن هذا الوطن وهذا الشعب لم يجد من يحنو عليه ... شممت منها عمق معرفته بالأزمة وإحاطته بالخطر ... كما عرف الآخرون الذين وضعوا في طريقه المتاريس ... ولكن خبرته المخابراتيه الكبيرة جعلته قادرا على الإفلات من كمائن البغاة والظالمين ...

وإلى اليوم الذي أعلن فيه أمام الناس تنازله لمصر عن نصف ثروته وتنازله لمصر عن نصف راتبه الذي يتقاضاه من عمله كرئيس للجمهورية ...

هنا .. بتلك اللحظة تجمعت أقلام النصر لتوقع لمصر وثيقة وثبتها إلى الطريق الذي سيخرجها من النفق ويعيدها بلدا للتاريخ والمستقبل أيضا ..!

كان البسطاء بقرانا يتساءلون ..
كيف نمد أيدينا ومصر تمد جسدها بين ثلاث قارات ..؟
وكيف نستدين ونحن نملك كل عوامل النجاح والثراء ... ؟

وكيف نفتقر وفي مصر يعيش غنى التاريخ وغنى الموارد وعقول قادرة على الإبداع بدل الهروب في الترحيلة خلف الغربة الكبيرة والخطيرة ...؟

ولم تكن دولة مبارك الفاسدة بقادرة على تقديم الجواب .... !

تجمعت هذه الأسئلة مرة ثانية دفعة واحدة أسفل المنصة التى خطب من عليها الرئيس خطابه الأول لمصر ,,, وقد أدرك أن مصر أم الدنيا وأكد أنها ستصبح أد الدنيا ...!

هرش اللصوص بصلعة أسقط المكر شعرها .. وتحسس الأغنياء المحدثون جيوبا الحرام يتحرش بها ...!

ومن يومها يدرك المراقبون أن الرئيس مقدم على فتح ملفات الفساد واحدا تلوا الآخر .. فهو القادم الخبير من المخابرات المفتوحة عيناها على الوطن لترى فيه ومنه كيف تتحرك الأمواج حوله وما هي حدود اصطدامها بحواجز الأمان الحامية للدولة واستقرارها ...

ولكن كما لكل وقت أذانه فلكل ملف وقته ..!!

اليوم ترى مصر كلها كما لم يسبق بتاريخ الشرق الحديث وزيرا يركب بوكس الشرطة بعدما تم القبض عليه في ميدان عام بالشارع وأمام العامة وبعده تتوالى الحوادث حتى يتم القبض على رئيس محكمة في قضية رشوة ..

وحول المشاهد يعلق الرئيس السيسي بتصريح أشبه بقانون غير قابل للاختراق ... قائلا "اللى يمد إيده على فلوس المصريين هيروح السجن ...!"

ليتهم يصنعون منها لوحات تعلق في الميادين والدوائر الحكومية بدلا من صور النفاق التى تلتف حول منظومة الفساد الذي يسحق قاع الدولة ...!

لا زلت مدركا أن الطريق مفتوح ... والملفات سيتم تناولها واحدا تلوا الآخر بقرارات سيادية عندما يحين لكل ملف وقته ..واحدا لحماية الاقتصاد وآخر لبتر التراخي السياسي وأخطرها الملف الذي يعبث تحت مظلة دينية في عقول الناس داعما للإرهاب من منابر كانت مهمتها الاشتراك في تطهير الوطن ..!

فلينتظر المفلسون أو يكفوا عن مصر أذاهم .. وليدرك الجميع أن ثورة الشعب المصري إنما تؤسس في الشرق الأوسط البنى التحتية لدولة حديثة وقد ركبت القاطرة وإن تعثرت يوم ركب وزير الزراعة بوكس جهات التحقيق حول أضخم ملف فساد تم فتحه في مصر الجديدة المقبلة بروح شفافة على مستقبل واعد ينتظر ثم تلتها الضربات في عمق ولن تكن آخرها ما تقوم به الرقابة الإدارية البطلة بعدما أُطلقت في الوطن يدها الشريفة لتخنق الفساد في مرابضه الوثيرة .