26 يوليو.. عندما تحقق الحلم بكلمات

لم يكن اللون الأبيض هو الرمز وحده لرجال هيئة قناة السويس، ولكن كان خلف هذا الصرح أيضًا رجل في العصر الحديث يدعى جمال عبد الناصر اختلف شخصيًا وكثيرًا على قرارته وأسلوب إدارته للعديد من الملفات بالغة التأثير في الاقتصاد الوطني، وكذلك على منهج الدولة ككل.

ولكن يصبح اتخاذ قرار التأميم بكلماته الرنانة في الخطاب الشهير مساء يوم 26 يوليو هو القرار الحلم وكلمات من ذهب أعطت لمصر بريق سلطة اتخاذ قرارها السياسي في إدارة مقدراتها الاقتصادية.

لم يكن القرار في التأميم ولكن في رمزية الموقف، ولم ولن نتوقف عند 26 يوليو وما يجب إطلاقًا أن نعتبر تلك الخطوة هي قمة ما يجب أن نصل إليه، فالاقتصاد الوطني وكذلك جراءة اتخاذ القرار اليوم يجب أن تجعلنا نرى الآن مئات بل آلاف من 26 يوليو، أن نبدأ في إعادة صياغة الفكرة وأن نعلم ان استخدام الأدوات السياسية وخاصة الخارجية هي لتحقيق مصلحة شعب هذا الوطن في العيش الكريم ورفع مستواه الاقتصادي والصحي والتعليمي للحد الذي بكل تأكيد يليق به.

نعم أصبحنا على مسار جديد اليوم بلا شك، رأينا تقاربا وتفاهما بين جرأة اتخاذ القرار وتحقيق برنامج المصلحة العامة، والذي يتخذ صورة إصلاح اقتصادي عميق من جهة، والبدء في خطوات لإعادة صياغة عميقة لهيكل الدولة بضخ دماء لم تكن يومًا على خريطة الاختيارات كمناصب قيادية قادرة على تطبيق تلك الرؤية بكل حيوية.

ولكن وهنا أود أن أكن في غاية الصراحة مع نفسي قبل الجميع، كما كان 26 يوليو حلما تحقق، فما تم إنجازه مؤخرًا هي مجرد خطوة للتقارب وتقليل الفجوة بين المصلحة العامة وبناء وتوطيد وصياغة اقتصاد مختلف، لا يجب أن نرى اليوم أننا وصلنا لكل شيء، أو أن جميع مانقوم به اليوم هو أفضل الاختيارات على الإطلاق، ولكن ما قد نأسف عليه أن نكتشف ونوقن أن بإمكاننا تحقيق إنجازات أكثر وأعمق وتجعل مؤشر السعادة للمصريين - إن وجد - عند أعلى مستوياته، فقط نحتاج بعضًا من المشاركة، والمصارحة، والبدء في تنفيذ جميع أحلامنا حتى وإن كانت منقوصة، تجربة 26 يوليو حلم.. تحقق.. ومستقبلنا سلسلة من الأحلام، يجب أن نؤمن ونعمل سويًا لتحقيقه.