سنة أولى حياة

بعد أن صعدت أرواحهم الى خالقها وادخلوا القبور ولانعلم أكان برغبتهم أم أنهم كانوا يصرخون رفضا للنهاية ومطالبة بعمر فوق عمرهم ،تجمعوا ولعجب القدر والقدرة فى برزخ واحد مع انهم مختلفو المناصب والمراكز ،وقد استهل احدهم الحوار وقال انا ملكت دنيا وملكا وشعبا ،وتوقف لوهلة وقال وهو يبكى ..اى ملك واى شعب واين هذه الدنيا التى ظننت اننى ملكتها ؟

ولم يكترث لنظرات مرافقيه وقال نعم كنت على سدة الحكم سنينا طوالا ،ونعم كانت الامور كلها بين قبضة يدى ولكنى سأحاسب ايما حساب عن رعيتى كلهم من اسرتى وحتى اخر رضيع فى زمام حكمى وتحت امرة حكومتى ،عندما جئت الى هذا البرزخ كنت احسب اننى لازلت فى دنيتى ولكنى الان ادركت انها اخرتى واخراى ونهاية حياتى ،وفى ظلمة المكان هدأت روحه لتقوم روحا اخرى تقول وتتحدث عن مكانتها ومكانها وعن أعمالها واوضاعها وتتحسس المكان لتبحث فيه عمن كانوا مصفقين لها داعمين مباركين كل خطواتها.

ولكنها لم تسمع لهم صوتا ولم تجد لهم اثرا فسكنت من حيث هدأت من سبقتها ومن تلتها وجارتها واختها.بين الملوك والرؤساء والوزراء والعظماء كانت هناك عظام متناثرة ولم توجد لهم ارواح متناحرة فقد حملت فى مكانة عالية فى انتظار يوم لن تشرق فيه شمس ولايوجد فيه ضياء لقمر وكل نفس عن نفس لاهية ،فى هذا اليوم ينتظر وننتظر يوم التلاقيا ويوم يأخذ كل ذى حق حقه ويقول السعيد منهم لقد اصلحت فى دنيايا وانا الان فى عيشة راضية...

وحتى يأتى هذا اليوم وتنتهى فيه هذه الحياة الفانية هل تخيل كل منا وخاصة المسؤلين عن الرعايا وهم راعية كيف سيلاقى ربه ويقرأ كتابه ويكون من النفوس الراضية ؟هل كل مسئول يعلم ان على كاهله مسئولية متناهية ؟وهل عمل مايخلصه من رهبة الوقوف بين يدى الله وعرض كتابه واعماله فى يوم يفر المرء من ابيه وصاحبته وبنيه لان ساعتها كل له شأن يغنيه !!هل ينام كل مسئول ويستيقظ وهو مدرك يوم العرض الذى يجعل الولدان شيبا !!هل المناصب والاموال والتعالى والتفاخر جعلهم يتناسون وينسون ذلك اليوم ..ياأهل الارض لاتنسوا من فى السماء فلديه حفظة كاتبين كل صغيرة وكبيرة ..