قلّب سطورك.. تأكل «ملبن» ..!!

وقح جدا هذا النوع من السطور عندما اشترك في معظم حروفه مع الساطور ...!
فهي تفعل فعلته .... تنام بمخادعه .... تهدد بنفس طريقته .... وتكسب لقمتها بغيته ...!!
آثارها تبقى في جبهة الأوطان علامات لا يمحوها الزمان ... فسجلات التاريخ لا تزول من أحشاء أي وطن
يومياتها ... الرقص فوق جثث الضحايا ... وكل جهد تبذله الراقصات لا يمضي إلا بثمن ...!!
فالساطور لا يعرف إلا القطع ... والسطور تجيد التلقيح والفقع ... فيقطع الساطور عِرق الأوطان ويستبيح قوتها...
بينما تعمل السطور على هزيمة نخوتها حين تمنع عنها طاقات الأمل ...!!
حول السطور يعيش المتزلفون لكل سلطة ممن تطرب قلوبهم لصرر الدنانير وتميل عيونهم لتراقب كل شنطة ..!!
لا شيء يشغلهم غير هزة الكراسي ونشوة الألقاب ... وحجم الأرصدة ... وكلها لا تجيء بالتضحية بل بالضحايا...!!
وهنا الضحايا أفكار بريئة وأوطان غريقة ...
هؤلاء المنافقون حملة الأقلام الملوثة لا يغيب منهم وطن ... يتجمعون حوله كما تتجمع الذئاب حول فريستها في جماعات منتخبة بعناية قادرة على الانقضاض في لحظة ...!
عددهم يحدده منسوب الرقي في الوطن ..
فالأوطان العظيمة المحكومة بسيادة القانون والعدالة لا ترى فيها هذه الوجوه المصفحة التي يعلوها برودة الصقيع ..
والأوطان التي يحتشد فيها الفساد يتمدد بها هذا النوع من الذباب ..
لم نعد نعرفهم بلحن القول...حيث لم يعد لدى القوم ما يخفونه ...
أصبحت براقة ألسنتهم في الفتنة تناصر كل قوي وإن كان ظالما ..
لا تنحني هذه السطور لحق الجماهير في العدالة والمساواة والأمن ... فلا تعرف إلا الانحناء لطوابير العطايا عند كل محتاج لخدماتها فتبتكر أساليبها في المراوغات والمراجعات والاتهامات والاعتذارات وتبدع في فن شق الصفوف وتضييع المهام ...!!
هذه السطور هي طابور يختبئ ليبدأ الطريق معك وفي المنتصف ينزلق ... كما فعل من قبل ابن سلول من أجل توهين العزيمة والتعجيل بالهزيمة ..!!
عندما تجدونهم في وطن فاعلموا أنه في حاجة لأن يتطهر سبع مرات منها واحدة بفيضان نيلي يعلو في اليابسة مترين لعله يفيض على هذه الأرض بخير ..!
وقد كان عمل بعضهم يوم الاجتماع الذى عقد في مؤسسة الأهرام تحت عنوان جبهة تصحيح المسار بمنتصف 2016م لبيع حرية الكلمة والتضحية بشرف مسئوليتها ... !
التزاما بخط يعمل على مواجهة نقابة الصحفيين حينها وحق النقابة أن تُحترم رمزيتها إذا واجهت السلطة أي سلطة ولا يتم اقتحامها عملا بالقانون والدستور الذى يتم تطبيقه بشكل انتقائي ..!
وبدلا من تصويب الأسلوب ... ورفع قيمة الكلمة فوق كل الرؤوس تقديرا لتاريخها كما كان مطلوبا ...
ذهب هؤلاء في زفة أم المطاهر ليقدموا ما يستطيعون إليه سبيلا من الاعتذار الذي تنحني له الجباه ويخرج صبيانهم ليعتذروا على الشاشات ....!!
لقد أرادت جماعة الأهرام هذه تأصيل منظومة جديدة في واقع يقول للجماعة الصحفية والله لن تجمعكم السطور أبدا ولن توحدكم الكلمة بعد اليوم ولن تجدوا قانونا تصطفون خلفه ..!!
لم يكن مطلوبا في المشهد غير انصر أخاك مظلوما .... وانصره ظالما برده عن ظلمه ... وبأسلوب يجعل الاجتماع فريضة ووحدة الصف واجبا مقدسا لحماية الوطن من الانزلاق في فتن الانشقاق التى يعمل عليها عدو متربص بالجميع ...!
ليست الصحافة بريئة من الخطايا وحملها ينوء بمئات الساقطين من بين سطور الفضيلة ..
وكذلك فليست الداخلية بريئة من التجاوز في حق هذا الوطن عندما تقدم فرصة تلو الأخرى أمام الإرهابيين ليقتصوا من أمن البلاد بسبب فساد يعيش بين صفوفها كشفته قضية الدكش وأخواتها في الطريق وقد قلنا من فترة سابقة إنها أكثر الوزارات التي تحتاج إلى إعادة تأهيل وترتيب للأوراق والاساليب قبل أن تتسبب في كارثة الغريق التي تشرف عليها البلاد لو ظل أسلوبها في العمل وفق أساليب التوسع في الشبهات فتزيد من أعداد المنفضين من حول النظام من مؤيديه السابقين ..!
الابتكار ضرورة .. الحنكة والمهنية فرض على من يتصدى للعمل العام ..ولتكن لنا في التاريخ قائمة طويلة تمدنا بما نحتاج اليه من العبرات. ليصبح على الجميع أن ينتقدوا بعدالة .. ويقدموا الحلول بإيجابية من أجل هذا الوطن... !
ومن ركبه كبر سنه ولم يعد صالحا لأن يُركب سطورا يقلبها ذات اليمين ليأكل منها ملبنا بعدما يئست من سوءاته وأصبحت تبث سمًا عليه أن يركن في فناء فيلته ويستريح ..!
لأن السطور التي تقلبونها اليوم ... ستنقلب عليكم في دفاتر التاريخ لعنات وستصبح حينها الشيء الوحيد الذي لا يرحم .
لنكن جميعا مع الوطن كل بطريقته .... ولنتوقف عن كيد النساء أملا في موقف يظهر الشيكات ..!!
فاعتدلوا يرحمكم الله .. ولا تستهينوا بذكاء الجماهير المحبة لوطنها..