قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

باحثة تكتب في الذكرى الثمانين لوفاة أمير الشعراء ..درس القرآن وتأثر بالثقافة الفرنسية

×

تحل بعد أربعة أيام فقط الذكرى الثمانين لوفاة أمير الشعراء أحمد شوقي، اشهر شعراء العصر الحديث ورائد المسرح الشعري وصاحب "الشوقيات الشهيرة"..وبمناسبة ذكراه كتبت لـ"صدى البلد" الباحثة صفاء السيد هذا المقال..
أحمد شوقي بن علي أحمد شوقي هو أشهر شعراء العصر الحديث، والملقب بأمير الشعراء ولد في 16 أكتوبر سنة 1868م، بقصر الخديوي إسماعيل، وهو من أصل مختلط يجمع بين الدم التركي واليوناني والشركسي والعربي عن أبيه وأمه، فقد كان والده أصل كردي عربي.
وقال "شوقي" إن والده قدم إلي هذه البلاد يافعا يحمل وصاية من أحمد باشا الجزار والي عكا إلي والي مصر محمد علي باشا الذي أدخله في معيته، ثم تداولت الأيام إلي أن أقامه سعيد باشا أمينا للجمارك المصرية فكانت وفاته في هذا العمل"، أما جده لوالدته فينحدر من أصول تركية، واسمه أحمد بك حليم، وقد زوجه إبراهيم باشا بمعتوقته تمراز وهي يونانية أسرتها الحملة المصرية على بلاد المورة، نشأت في القصر العلوي وكان لها منزلة كبيرة بين أهله.
وكفلته جدته لأمه بالرعاية، مما هيأ لشوقي الاقتراب من القصر والعيش في كنفه، فالتحق وهو في الرابعة من العمر بكَتاب الشيخ صالح بحي الحنفي في السيدة زينب، لتلقي علومه الأولي، وحفظ قدرا من القران الكريم، ومن ثم انتقل إلى مدرسه المبتديان الابتدائية فالتجهيزية الثانوية، ونتيجة لتفوقه التحق بمدرسة الحقوق، وقضي سنتين بقسم الترجمة الذي كان قد أنشأ بها حديثا، حصل بعدها علي الشهادة النهائية في الترجمة.
وما أن نال شوقي شهادته حتى عينه الخديوي توفيق في الخاصة الخديوية، وبعدها بعام أرسله سنة 1887 م إلي فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبيلييه لمدة ثلاثة أعوام أخري، حصل بعدها علي شهادة الحقوق، ثم أمره بالبقاء ستة أشهر أخري بباريس للإطلاع علي الأدب والثقافة الفرنسية، عاد بعدها شوقي إلي مصر سنة 1891 فعين رئيسا للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896 لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجنيف.
تزوج أحمد شوقي من السيدة خديجة شاهين ابنة حسين بك شاهين جار الأسرة الشوقية في حي الحنفي وأحد أصحاب الثروة، هذه السيدة الجليلة سليلة أسرة احتفظت بالتقاليد الشرقية والتركية القديمة، كانت رسالتها في الحياة أنها زوجة، وأم وربة بيت ولا صلة لها بعدئذ بالدنيا، فاقتصر حدود عالمها عند باب هذا البيت الذي لم تكن تفارقه، وكانت رقيقة الحاشية طيبة إلى حد بعيد مما جعل شوقي يشبهها بقطة من أنقرة بسبب هذه الرقة وإشارة إلى أنها من أصل تركي، أنجب منها شوقي أبناءه الثلاثة حسين شوقي، وعلي شوقي، وأمينة، ولم يبق من نسل أمير الشعراء أبناء سوي حفيدته خديجة رياض من ابنته أمينة، فلم ينجب ابنه حسين شوقي، كما أن نجله الأصغر علي شوقي لم يتزوج حتى وفاته، وهاجر أبناء السيدة خديجة رياض إلي كندا بشكل دائم.
مع تولي الخديوي عباس حلمي الثاني حكم مصر ازداد قرب أحمد شوقي منه لدرجة أن الخديوي اتخذه شاعره المقرب وأنيس مجلسه ورفيق رحلاته، قام شعر شوقي في هذه الفترة علي مدح الخديوي وإظهار وطنيته في صراعه مع الانجليز، ومدحه السلطان العثماني عبد الحميد الثاني والدعوة إلي الالتفاف حول الدولة العثمانية، مما جعل البعض يلقبه بشاعر القصر، ومع نشوب الحرب العالمية الأولي 1914م، أقدمت قوات الاحتلال علي فرض الحماية علي مصر وعزل الخديوي عباس حلمي الثاني.
ونتيجة لقرب أحمد شوقي منه وموقفه المساند للدولة العثمانية، التي دخلت الحرب ضد بريطانيا؛ الأمر الذي أثار حفيظة قوات الاحتلال فأجبرته علي مغادرة البلاد عام 1915م، فاختار أسبانيا لتكون منفاه، متخذا من ميناء برشلونة مقرا له، ثم سمح له بعد سنوات أن يتنقل إلى ربوع الأندلس فزار مدينة غرناطة وشاهد آثار دولة بني الأحمر، معانيا مرارة الغربة التي كانت إلهاما لإبداعه في اندلسياته الرائعة التي عبر فيها عن الحنين للوطن.
عاد شوقي إلي مصر عام 1920م، كانت الحركة الوطنية المصرية في عنفوانها،في أعقاب ثورة 1919؛ فبدأ يبتعد بعض الشئ عن الأسرة المالكة ويتقرب من الشعب وأخذ يظهر اهتماما خاصا بقضايا الأمة العربية في شعره، مما جعل شوقي شاعر الأمة المعبر عن قضاياها ألكبري وتقديرا لموهبته الفذة بايعه شعراء الأقطار العربية علي إمارة الشعر في حفل كبير أقيم له بدار الأوبرا المصرية سنة 1927م بمناسبة اختياره عضوا في مجلس الشيوخ المصري.
كتب أحمد شوقي حكايات أجراها علي لسان الحيوان محاولا من خلال رمزيتها إيقاظ الإحساس الوطني ضد الاستعمار، كما ترك ديوانا شعريا باسم الشوقيات بالإضافة إلي بعض الكتب النثرية وبعض الأعمال المسرحية تظهر تأثره بالمسرح الفرنسي الكلاسيكي منها مصرع كيلوباترا ومجنون ليلي ، قمبيز، وعلى بك الكبير.
وفي 14 أكتوبر 1932م، فاضت روح أمير الشعراء، عن عمر يناهز الرابعة والستين، بعدما خلف لأبناء العربية تراثا شعريا خالدا، وتقديرا لهذا الشاعر الكبير، وتخليدا لأسمه، أقامت له الحكومة الايطالية سنة 1962م تمثال في فيلا بورغيزي، أحد أكبر وأشهر حدائق روما، بوصفه فنانا عالميا.