قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

يحيى الفخراني.. وسياسة النأي بالنفس


كما هو الحال في السياسة عندما تمتنع دول عن التصويت في الاجتماعات الكبرى بشأن قضية ما متبعين ما يعرف بمصطلح "سياسة النأي بالنفس"، نجد أن نفس المصطلح يستخدمه عدد من الفنانين، خاصة وقت الأزمات التي تعصف بالمجتمع، فلا يدخلون في صراع التصريحات وإبداء الآراء رغم أن الجميع "خاصة وسائل الإعلام" يتلهفون خروج أي تصريح منهم!

على رأس هؤلاء الفنانين الذين التزموا بهذه السياسة طوال تاريخهم الطويل كان "يحيى الفخراني"، فلا تجد تصريحا سياسيا له حول مشكلة ما إلا نادرا جدا ولم يتباهى على الملأ بثقافته الكبيرة مثل البعض الذين لا يملكون نصفها وخرجوا علينا ليلا ونهارا ليوسعوننا آراء وتصريحات! وظل رأي الفخراني يُسمع فقط في دائرة أصدقائه المقربين، وأعتبر ذلك ذكاءً منه خاصة خلال أحداث 25 يناير 2011 وما تلاها من مشكلات عصفت بالمجتمع المصري فالتزم الصمت عكس معظم الفنانين الذين تورطوا في تصريحات معظمها كان عن "جهل" سياسي و"تسرع"، فكان نصيبهم من الهجوم الشعبي كبيرا وفشل أغلبهم في الدفاع عن وجهة نظره وبعضهم تراجع وقال لم أكن أعلم!

مؤخرا وعلى غير عادته، وجدنا الفنان يحيى الفخراني "متورطا" في تصريح سياسي حول جزيرتي تيران وصنافير عبر أحد البرامج التليفزيونية وتلقف كلامه البعض ليعيد "تدوير" التصريح ويتم تحويله سلبا ضد الرجل وانطلقت الاتهامات عبر السوشيال ميديا من البعض ضده! ووجدها المتربصون فرصة "للنفخ" في النار! مستغلين المواقف المعلنة والمثيرة للجدل لزوجته الدكتورة لميس جابر رغم أنه ليس له علاقة من قريب أو بعيد بما يصدر عنها فلكل منهما رأيه الخاص.

وما إن هدأت الأمور حتى كانت شائعة وفاته تنطلق ويبدو أنه موسم الهجوم على الفخراني، لا أعرف وصف الشعور الإنساني للأشخاص الذين يطلقون مثل تلك الشائعات! هل تخيل أن يكون هو في نفس الموقف أو عزيزا عليه! بالطبع مثل تلك الشائعات يكون لها تأثير نفسي سيئ، وأقول هنا لم يعد لدينا من نجومنا الكبار سوى القليل جدا من الأسماء هي قوتنا الثقافية في الشارع العربي وطالما أسعدونا وأمتعونا بما قدموه، ومن يسافر لأي دولة عربية يعرف أن الفخراني ورفقاء جيله هم من صنعوا تاريخ وشعبية الفن المصري على المستوى العربي وانظروا كيف يتم استقبالهم وكيف يتم الحديث عنهم من الجمهور العربي، وللأسف الأجيال الجديدة لا يوجد لها تواجد بحجم الجيل السابق خارج مصر، فبدلا من تكريمهم يكون الهجوم عليهم وإطلاق الشائعات!

اللافت أن يحيى الفخراني التزم بهدوئه المعتاد ويستمر في عرض مسرحيته "ليلة من ألف ليلة" يوميا على المسرح القومي وهي المسرحية التي أعادت الجمهور لمسرح الدولة من جديد وتحقق أرقاما قياسية منذ عامين في الإيرادات وعندما ذهبت لمشاهدة العرض العام الماضي وجدت أسرا مصرية تملأ المسرح القومي وهم في غاية السعادة من عودة مسرح الدولة من جديد مع نجمهم المحبوب وبأسعار تذاكر مناسةبه لهم.

يحيى الفخراني الكلام عنه كفنان يطول هو من نوعية الفنانين القلائل المخلصين لفنهم بشدة وعشقه للفن يتغلب على أي شيء آخر، لا يتعجل تقديم الأعمال رغم الإغراءات المادية المستمرة هكذا هو دائما، عندما تتحدث معه عن شخصية فنية يجسدها تجده غاص في أعماقها وهو يتحدث عن تفاصيلها بحب وكيف جسدها لذلك يصدقه الجمهور في أعماله وحتى الآن تتذكر تعليقات وحوارت شخصياته سواء في السينما أو التليفزيون، مشهد واحد يؤديه كفيل بأن يجعلك تقف وتصفق طويلا بالتأكيد هو أحد أبناء جيل اسثنائي أضافوا لنا الكثير ويستحقون منا كل التقدير ولا يجوز أن نقذفهم باتهامات بسبب رأي ما هنا أو هناك.