الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مزيكا حسب الله


أنت تريد وأنا أُريد وإرادة الله تنفذ مشيئته بمصائرنا و تَرسِم لنا ما سنسير عليه لنِصل إلي ما أراد الله أن نصير إليه... إنتهت ليالي رمضان ولكن بقيت نفحاته وحكاياته، وإذا كانت نفحاته بين سِر و سريرة العبد وربه ، فكل منا يري بوضوح في مرآة قلبه ما كسبت يده ويعلم جيدًا نتيجة الإمتحان ولا يخفي علي كل من آتي الله بقلب سليم يحمل نبضة صادقة تخر ساجدة لِذِكْر الله موَاطن شقاء وبواطِن سعادة نفسه وربه لذا فالنفحات هي حديث الروح للروح ، أما الحكايات فهي مواضيع مشتركة بين العبد والعِباد عندما نتناولنها و نناقشها ونتشاركها تستقيم ظهورنا و تتسع عقولنا.

وبالفعل كان لدِي بعد إنقضاء الشهر الكريم حكايات وحكايات لم يستطع كَسَل قلمي وتشاغل وقتي خِلال الشهر الفضيل أن يمنَعا نشاط عقلي من تساوءلات وملاحظات مررت بها مرور " الخُبثاء " آسرتها في نَفْسِي علي أن يطلقها لساني وقلمي ولو بَعْد حين.

وإذا كانت سبحة رمضان لولي ومرجان و٣٣ حباية ( بالصوت الشجي للثلاثي المرح ) فإنها إرادة الله أن نبدأ الحكايات من اليوم الرابع والثلاثون وهي حكاية تتميز بأنها الحكاية الوحيدة اللتي يرويها كل الناس علي إختلاف تفكيرهم وتعليمهم ومستوي معيشتهم وقد تصبح هي حكاية" يوليو كله" ، وذلك علي غير عادتنا حيث إننا كمصريين لا تستطيع أقوي الحكايات أن تحيا بيننا لأكثر من أسبوع ثم ننسي ونهدأ وكأن ما كان لم يكن أبدًا !! ربما طبيعتنا الملولة السبب وراء ذلك أو الوفرة في حكايتنا هي اللتي لا تسمح لحكاية أن تنفرد بِنَا لأكثر من أيام معدودة.

 فإذا كان الشعب اللبناني كان يلقي بالتفاح في البحر( للوفرة ) فنحن نلقي بحكايتنا في أقرب مَصب ( للكثرة) !! إنها حكاية رفع أسعار المنتجات البترولية وما سيترتب عليها من زيادات متوقعة للأسعار حكاية قتلت وسُلخت بحثًا وقولًا لذا لا جديد لنضيفه فقد طُرِحَت كل الاسئلة بدءًا مِن التي تتساءل عن مدي صحة التوقيت بعد خروج الناس من شهر أثقل كاهلهم بطلباته ودخولهم في أشهر الصيف التي تُرهقهم بمتطلباتها !! حتي الأسئلة ( الوجودية) التي لا سبيل لوجود إجابة عليها سُئلت أيضًا وهي كمصير الملايين التي أنفقت علي منظومة كروت البنزين الذكية ؟؟ ومدي العلاقة بين رفع سِعر البنزين وشروط صندوق النقد الدولي؟؟

 ولم يخلو الأمر كعادة كل أمر من التحزُّب فسرعان ما تكونت الأحزاب والتكتلات وأشتعلت حالة العداء بين كل من يحتكر مصلحة الوطن حصريًا ويدافع عنها بلسان محموم إثباتًا لولائه لتراب هذا الوطن مستخدمًا سلاح (البذاءة) لكل من يعارضه.

إذًا فلا قول بعد كل ما قيل ليقال إلا ملاحظة فقيرة إلي الله من العبد لله ، بعد صدور خبر رفع أسعار البنزين بدقائق قليلة فوجئت بِكَمْ عجيب من الصور والفيديوهات التي تتناول الخبر علي كل مواقع التواصل الإجتماعي سواء بسخرية مفرطة أو بخفة ظِل محببة أو بتطاول سخيف علي الشعب نفسه قبل حكومته، والتساؤل هو متي تم تحضير كل تلك الصور اللتي لم يسْلَم منها حتي الْحِمَار الذي إقتسم البطولة مع العَجلة ولم يستطع حضورهم الطاغي أن ينتقص من الظهور المميز لقناديل البحر كوجه جديد في عالم التواصل الإجتماعي ويظل ضيوف الشرف أهالي الساحل الكرام هم فاكهة (البوستات).

إذا كنّا كشعب بهذا القدر من سرعة البديهة والذكاء لتخرج إلينا فيديوهات لمقاطع مِن مسرحيات وأفلام ومسلسلات وتصريحات لمسؤولين كأنها تحاكي الخبر فهذا إعجاز يبرهن عليه سرعة تداول تلك المقاطع بعد القرار " المفاجئ " لرفع سعر المنتجات البترولية !! ولكن كيف نحن بهذا القْدر من الذكاء ونعاني من هذا القْدر من المشاكل ؟؟ المصريون شعب خفيف الظل بطبعه وهبنا الله القدرة أن نتعامل مع أزماتنا مهما إشتدت علينا بالفكاهة حتي في أشّد المواقف إيلامًا فنحن من ندفن شهداءنا " بالزغاريد ".

شعب " أبن نكتة " هذا ما يُطلق علينا لكن أتلك تصرفات أبناء النكتة أم أبناء الفراغ !! لم تسلم رأس مِصر يومًا من دقات الطبول وقَرع الحِلل ومزيكا حسّب الله، ولكنها مِصر القوية ولعيون مِصر يهُون الصعب كله.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط