EN 
في نفس اليوم الذي خسر فيه الزمالك بثلاثية أمام فريق ضعيف ليتذيل مجموعته الأفريقية، كان منتخب ألمانيا يتوج ببطولة كأس القارات بمنتخب الصف الثاني على حساب منتخبات قوية وعريقة مثل البرتغال وتشيلي وروسيا والمكسيك ، بل وكان قبلها بـ48 ساعة فقط يتوج بكأس أمم أوروبا للشباب.
ويجب ألا يمر هذا الأمر مرور الكرام ، لعقد مقارنة بين فريق كان بطلا لأفريقيا خلال السنوات الماضية ليتراجع ويصبح بالمركز الرابع والأخير في مجموعته "حصالة المجموعة"، ويتراجع أيضا للمركز الثالث في جدول الدوري، وبين منتخب أصبح ضيفا دائما على منصات التتويج والوصول للمراحل النهائية للبطولات العالمية الكبرى.
الفارق الشاسع بين فريق الزمالك ومنتخب ألمانيا، يكمن في الاستقرار الكبير الذي ينعم به المنتخب الألماني وخاصة على مستوى الأجهزة الفنية منذ سنوات طويلة، وبين حالة التشتت التي يعيشها فريق الزمالك بفضل القرارات الخاطئة والمتسرعة من مجلس إدارته برئاسة مرتضى منصور وخاصة في تغيير الأجهزة الفنية للفريق.
يكفي أن أوضح لكم أن منتخب ألمانيا طوال تاريخه بالكامل الذي مارس فيه كرة القدم بدءا من عام 1908 وحتى عام 2017 قام بتغيير 11 مديرا فنيا فقط طوال التاريخ على مدار 109 سنوات ، أي أن معدل بقاء المدرب الواحد لمنتخب ألمانيا 10 سنوات كاملة، وكان أطول مدرب استمر 28 عاما كاملة، فيما أقل مدرب استمر عامين فقط.
على الجانب الآخر فإن فريق الزمالك في آخر 3 سنوات فقط منذ انتخاب المجلس الحالي بقيادة مرتضى منصور قام بتغيير 17 مديرا فنيا؛ أي أن معدل بقاء المدرب الواحد 68 يوما فقط ، وأكثر مدرب استمر 9 أشهر ونصف، فيما أقل مدرب استمر 10 أيام فقط.
الفارق أن الزمالك خلال فترة المجلس الحالي لم يتوج ببطولة مهمة وكبيرة سوى بطولة واحدة فقط هي الدوري الممتاز 2015 ، باعتبار أن بطولة كأس مصر ضعيفة تقام من 5 مباريات فقط منها 3 مباريات سهلة، وبطولة السوبر المحلي مباراة واحدة فقط.
وتوج الزمالك ببطولة الدوري الوحيدة في هذه الفترة مع مانويل فيريرا وهو أكثر مدرب استمر في الزمالك وكان هناك استقرار لمدة 9 أشهر ونصف، كما أنه أكثر مدرب منع مجلس الإدارة ورئيس النادي من التدخل في أموره الفنية.
على الجانب الآخر فإن منتخب ألمانيا المستقر هو ثاني أكثر منتخبات العالم تتويجا بكأس العالم (4 مرات) بعد البرازيل، وهو أكثر منتخب توج بكأس أمم أوروبا (3 مرات) بالتساوي مع أسبانيا، وهو أحد منتخبين في العالم توج بالبطولات الثلاثة الكبرى المونديال واليورو والقارات مع منتخب فرنسا.
يواخيم لوف مدرب ألمانيا الحالي بدأ مدربا مساعدا للمنتخب في 2004 برفقة يورجن كلينسمان ثم أصبح مديرا فنيا للمانشافت بدءا من 2006 وحتى الآن على مدار 11 عاما وهي أزهى عصور المنتخب الالماني.
خلال هذه الفترة حصل منتخب ألمانيا على ثالث كأس العالم 2006، وثالث كأس العالم 2010، وبطل كأس العالم 2014، ووصيف اليورو 2008، ووصل المربع الذهبي لليورو في 2012 و2016، كما أنه كان ثالث كأس القارات 2005، وبطل كأس القارات 2017.
منتخب ألمانيا أيضا يتصدر مجموعته في تصفيات كأس العالم 2018 حيث خاض 6 مباريات فاز فيها جميعها، وسجل 27 هدفا ولم تهتز شباكه سوى بهدف واحد فقط وهي أفضل نتائج حققها أي منتخب في العالم في تصفيات المونديال.
منتخب ألمانيا خلال آخر 21 مباراة خاضها لم يخسر سوى مرة وحيدة وفاز في 16 مباراة وتعادل 4 مرات، كما أنه لم يخسر أي مباراة في آخر 15 مباراة خاضها، بينما الزمالك خلال أخر 6 مباريات خاضها على ملعب المنافس في بطولة أفريقيا خسرها جميعا ولم يحقق أي تعادل، ويكفي أن الزمالك خسر 10 مباريات هذا الموسم منها 7 في الدوري و3 في أفريقيا رغم أن الموسم لم ينته حتى الآن.
خلاصة الكلام :
الاستقرار الإداري والفني لمنتخب ألمانيا جعله يتربع على عرش العالم في كافة البطولات، وعدم الاستقرار لفريق الزمالك سواء في تغيير المدربين أو التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين في كل موسم والاستغناء عن عدد آخر، بالإضافة لتدخل رئيس النادي في الأمور الفنية هو سبب تراجع الفريق الأبيض وانهياره خلال الفترة الأخيرة.
