أصدرت مؤخرًا الكاتبة والباحثة السورية رندا قسيس كتابًا بعنوان "سراديب الآلهة".
وتمكنت قسيس في كتباها الجديد من طرح حقائق وتحديات ثقافية تكسر بها تابوهات، من خلال معالجة نثربولوجية.
وقالت رندا قسيس "لم أفكر للحظة أن هذا الكتاب سيكون صدمة في مجتمعاتنا العربية المليئة بالتابوهات ولكن كل ما أحرص عليه هو أن أقدم بمثل هذا التحدي الثقافي لعالمنا علنا نعطي الفرصة للعقول للتفكير والخروج من القالب الصلب المحيط بهم، خاصة في ظل تمتع البلدان العربية برياح الربيع العربي، وفي ظل افتقاد المكتبة العربية لمثل هذا النوع من الكتب التي تقدم أفكار وتعالجها أنثروبولوجيا داخل سراديب الالهة، وإضافة إلي نقل الكثير من الحقائق النفسية التي تعبر أخطاء مجتمعاتنا المتشددة التي دفعتني منذ بداية حياتي أن أبحث عن حقيقة المعرفة بعيدًا عن الثقافة المجتمعية المحيطة والتمرد في ذاتي علي ما هو خادم لمبدأ القطيع الاجتماعي".
وأضافت "بعد العديد من الدراسات والأبحاث الأنثربولوجية للمعتقدات النفسية والأساطير اتضح لي أن المحرك الأساسي الذي بنيت عليه هذه المعتقدات أداتها الخصبة هى فضاءاته اللاواعية والتي تمثل الرغبات الجنسية، ولكن قد يكون التحدي الحقيقي هو ذلك الاستنتاج الذي يؤكد علي أن نظام الأخلاقيات الدينية وما يندرج تحته من قوالب جامدة ومحرمات ما هو إلا ناتج عن تطورات أساطير قديمة تعمل علي التحكم في الغريزة وتنظيمها بما يلاءم النظام الاجتماعي وخدمة سلطة الأمر والنهي، وذلك لعجزها عن فهم الجنس وفهم الغاز الطبيعة".
وقالت إنه من خلال خيال الإنسان الحر، يمكن نسج مجموعة من التابوهات الاجتماعية من خلال آلهة وأرواح تناسب أسس الثقافة الاجتماعية للجامعة والمصالح المشتركة بين الأفراد إلي يومنا هذا لتخضعها لمجموعة من الشروط الثقافية والاجتماعية والبيئية، وذلك في محاولة للتحكم في ما يسمي بمصطلح الاكتفاء الغريزي لتنظيم الجنس بين أفراد الجماعة الواحدة العاكسة للمعادلات النفسية للأفراد، وما أردت توضيحه من خلال كتابي هو تحقيق المصالحة بين الغرائز والواقع الاجتماعي بما يتناسب مع درجة الوعي للأفراد والجماعة".
وذكرت أنها من خلال هذا الكتاب وضعت أحد ركائز الثورة ضد التعصب الأعمى والتخلف وذلك لنسف الخرافات العقلية من خلال إعمال لغة العلم والعقل، وذلك من خلال الكشف عن الجذر الأسطوري للأخلاق من خلال وجهه الطوطمي، وذلك من خلال دراسة مرحلة ما قبل الروحانيات والتي كانت البذرة الأولي في وضع ركائز الأخلاق، مستندة في ذات الوقت على العلوم ولغة العقل كي تضيء بعض الأماكن المظلمة، ولتعيد ترتيبها من خلال فكر مجرد من العواطف والقناعات الذاتية.