بلغنا أيها الناس أن قوما كانوا ملوكا وزعماء ومن أفاضل الرؤساء وخير الخلق تجمعوا فى بقعة متاخمة لأرض الميعاد كما يطلق عليها مغتصبوها البعاد، هؤلاء المجتمعون جاءوا من عشرات الدول التى تسمى بحكم اللغة والدين والموقع (عربية) وبأحكام أخرى لم يتفق المسمون منذ انعقاد قممهم السابقة الرسمية وغير الرسمية بل ولا حتى فى مجالس السهر واللهو والإنس والمدادية أن يتفقوا على تسمية فلم يرفضوا وصفهم بدول عربية وشعوب متضاربة فى التسمية .
تجمع ممثلو هذه الدول فيما سمى بالقمة العربية الثامنة والعشرين وغيبوا وجود دولة هى بوابة لدولتهم الكبرى العربية وكانوا متفقين على ان سبب التغييب هو إرضاء لكبيرة الوقت الآن والتى ضاقت وتأففت اذا ما حضرت الدولة المنسية، وبما أنهم ليسوا أبناء أم واحدة بل من أمم كثيرة وإن اتفقوا على أن أباهم واحد ويسمى( الوطنية) فلم يستطيعوا أن يرفضوا او حتى ان يبدوا استياءهم الرافضة لوجود سوريا.
وسلموا على بعضهم البعض وبدأوا فى افتتاح قمتهم الروتينية وقام كل كبير منهم وقدم التحية وتحدث عن أمنيات وتمنيات عروبتهم الوطنية ومضت ساعات طويلة اختزل منها وقت ليس بالقليل لملء البطون الخاوية، وتدخين وربما شرب بعض من المواد المنعشة العفية، وعادوا إلى منصة قمتهم الفتية وجاء موعد وضع اللمسات النهائية وقالوا كلهم إن قمتهم انتهت على شجب وتنديد ورفض كل القيم البالية، وأيضا تعهدوا بأنقمتهم القادمة ستكون غير عادية وبأنهم سيطرقون أبوابًاجديدة ستجعل منهم دولًا قوية ولم ينسوا أن يوقعوا على بيان قمتهم العربية بأحرف من نور بأنهم سيغيرون تاريخ البشرية ولم يطلعوا المتابعين ولا المشردين الباحثين عن بقايا بلادهم الممزقة بين دعاوى الفقر والعرقية والديمقراطية عن فحوى خططهم المستقبلية لإعادة الأمن إلى بلادهم ولا أطماعهمونثر ريح الحرية.
فقط كان توقيعهم بأنهممتمسكون بعرش الحكم مادامت شعوبهم راضية وليس بمهم أنتكون مرضية.. وفى ذيلتوقيعاتهم أجمعواكلهم على الولاء للإمبراطورية الدولية التى ترعى بقاءهم على كراسيهم الوراثية.. وفى أثناءحفل التوقيع وخلال الجلسة الختامية قالت أولاهملأخراهمالست معى باننا خير امة عربية فردت عليها قائلة نحن فى مرتبة واحدة وفى درك متشابه الحساب والجزاء والعطية.
وخلف شاشات التلفاز وأثيرالإذاعاتوبين سطور جرائد ومجلات وصحف متراكمة ذات طبعة متشابهة الحروف والمعالجات والتحقيقات منذ انعقاد أولقمة فى أنشاص تاريخية خلف كل هذا كان هناك شعب لا يستحق سوى أن تحكمه هذه البوتقة المسماة بالأسرة العربية.