قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

" الثعلب سيد الضظوى " سفير البورسعيدية فى عالم الساحرة المستديرة.. أول لاعب مصرى دخل نادى المائة وأول هداف للدوري


على مدار التاريخ ومنذ أن شرع المهندس الفرنسي فرديناند دليسبس، في تنفيذ مشروع حلمه بحفر قناة السويس وضرب أول معول في حفر أهم مانع مائي في العالم يربط البحرين الأحمر والأبيض في ذات المكان الذي مازالت منصة تمثاله تقف على المدخل الشمالي الغربي لقناة السويس بمحافظة بورسعيد كان هناك العديد من الشخصيات المصرية البورسعيدية الوطنية التي لها بصمات كبيرة أثرت في المجتمع البورسعيدى وكذلك المصري، ومن بين هذه الشخصيات، سيد التابعى محمد الضظوى.

مولد الضظوى ونشأته

ولد سيد التابعى محمد الضظوى فى أغسطس عام 1926 بمحافظة بورسعيد وسط أسره بسيطة بحى العرب وبالتحديد بشارع الثلاثينى والذى يسمى الآن شارع سعد زغلول والدقهلية، وكان الضظوى ترتيبه الرابع بين افراد أشقائه الذين كان يبلغ عددهم عشرة أفراد.

بدأ الضظوي لعب الكرة منذ نعومة أظافره كعادة شعب بورسعيد التى تتفتح أعينهم على كرة القدم، فكان يمارس الكرة فى شوارع المدينة التى شهدت موهبته التى كانت لافتة للأنظار وكانت الكرة آنذاك "كرة أكياس" تشبه كرة التنس فى الحجم ما يجعلها تتطلب مهارة عالية ودقة وتحكم أكثر من الكره التى نعرفها الآن.

الضظوى من المدرسة إلى عالم الساحرة المستديرة

بدأت الاستعانة بالضظوى منذ أن كان تلميذا فى مدرسة "النيل" الابتدائية من المدرسين فى المباريات التى كانوا ينظمونها وكانت تتجمع التلاميذ لترى الضظوى.

وفى أحد الأيام التى التى كان فيها يداعب الضظوى الكرة التى كانت بمثابة الخادم الأمين له وهذا لما كانت تفعله الكرة من طاعة ما بين أقدامه.

وعندما انتهى الضظوى من اللعب سمع صوتا يناديه وعندما التفت إلى اتجاه هذا الصوت وجد كابتن حسن الديب أو "أبو على" كمان كان يود لجماهير بورسعيد أن تنادى له والذى كان مدرب النادى المصرى آنذاك . فأبدى له إعجابه الشديد بموهبته الطاغية وطلب منه الالتحاق بالنادي المصري.

لينضم الضظوى بالفعل إلى صفوف الناشئين حيث كان عمره 14 عاما، وعندما لعب مع الفريق لفت إليه الأنظار بإحرازه للأهداف بشكل مهاري رائع، فنال استحسان الجماهير التى كانت نادرا ما تشاهد مباراة للناشئين .

الفرصة الذهبية

لعب للفريق الأول عندما جاءته الفرصة الذهبية عند غياب لاعب الفريق الأول ونجمه فى ذاك الوقت محمد لهيطه لظروف انشغاله بأداء امتحانات العام الدراسى وذلك قبل مباراة مهمة فى إحدى المسابقات التى كانت تنظم فى الأربعينيات وكانت أمام نادى بورفؤاد فلم يجد حسن الديب بديلا سوى سيد الضظوي.

فكانت المفاجأة له عندما أبلغه حسن الديب بالاستعانة به فى هذا اللقاء وكان الخوف ينتابه ولكن خبرة "أبو على" انتزعت منه الرهبة عندما نقل له ثقته فيه وفى إمكاناته وموهبته فطلب منه اللعب على طبيعته ولا يخشى شيئا.

فأخذ الضظوى بكلام أبو على وتحولت الرهبة إلى ثقه وثبات أخرجها الضظوى فى اللقاء محرزا الهدف التى انتهت عليه المباراة لتحمله الجماهير على الأعناق، ويصبح للضظوى مكانا أساسيا فى الفريق الأول للنادى المصرى ويكون سلاحه الهجومى فى جميع مبارياته.

هداف الدوري 3 مواسم متتالية

ومع بداية الدورى الممتاز المصرى لكرة القدم عام 1948 استطاع الضظوى أن يكون هدافه ثلاث مرات متتالية وذلك مواسم 48/49 محرزا 15هدفا و49/50 محرزا 13هدفا و50/51 محرزا 12 هدفا ليحقق بذلك رقما قياسيا لايزال صامدا باسمه حتى الآن وهو الحصول على هداف الدوري ثلاث أعوام متتالية.

واستمر الضظوى فى مسلسل التألق مع المصرى حيث كان قريبا جدا من تحقيق بطولة الدورى العام موسم 52/53 إلا ان التربص الذى لاقاه المصرى من قبل اتحاد الكره المصرى جاء ليحرمه من ذلك عندما قام بنقل مباراتين بورفؤاد مع الأهلى والمصرى مع الزمالك إلى القاهرة.

الضظوى مع الأهلي

رغم ما حققه الضظوى مع المصرى الا ان العلاقة قد توترت بينهم وذلك بسبب التربص من قبل حفنة قليلة من الجماهير المغردة التى هاجمته بضراوة فى إحدى مباريات الدورى والتى كان طالاتحاد السكندرى والتى كانت قد انتهت بفوز المصري بأربعة أهداف مقابل هدفين كان للضظوى نصيبا فيها بإحرازه هدفين.

ومن هنا أخد الضظوى قراره بترك المصرى والتوجه الى القاهره للالتحاق بنادى الزمالك ، الا أن المقابلة الجافة التى قوبل بها جعلته يترك النادى حيث قال المسؤولون له "نمتلك منك كثيرا".

ومضى الضظوى مذهولا مما حدث له من معاملة وعندما كان ينتابه اليأس لعب القدر دوره نجم الأهلى آنذاك يصطحبه معه الى النادى الأهلى وهناك وجد أشد الترحاب والاهتمام بعكس ما وجده فى نادى الزمالك.

وانتقل للأهلي ولعب له ستة مواسم حصد فيها الكثير والكثير من الألقاب ومنها بطولة الدوري والكأس والعودة لاقتناص لقب هداف الدورى من جديد موسم 58/59 محرزا 16 هدفا ليحقق بهذا اللقب رقما قياسيا جديدا كأكثر اللاعبين إحرازا للقب الهداف مناصفة مع نجم الترسانة السابق حسن الشاذلى ولكل منهما أربعة مرات.

كما أحرز فى لقاءات القمة ما بين الأهلى والزمالك 7 أهداف متساويا مع بوبو بنفس الرصيد والتى يتصدر الهداف فيها حسام حسن برصيد 9 أهداف.

إلى ان عاد الضظوى مرة اخرى الى النادى المصرى موسم 61/62 ولكنه لم يستمر طويلا ليعلن بعدها الاعتزال.

رحلة الثعلب الدولية

مثل الضظوى منتخب مصر فى تصفيات هلسنكي 1952 الأوليمبية وأستطاع الضظوى ورفاقه إحراز الفوز على الدنمارك فى المباراة التى أقيمت بملعب الجيش بالعباسية وحضرها البكباشى جمال عبد الناصر والذى أمر بعد المباراة بصرف 10 جنيهات ذهبية كمكافأة لكل لاعب شارك فى المباراة.

وشارك مع المنتخب فى عدة مباريات ودية مع اندية اوربيه أصحاب أسماء كبيرة فى عالم كرة القدم منها ألمانيا وهولندا واليونان وبلغاريا وبلجيكا وفى مباراة هولندا كانت الحكاية الشهيرة عندما نزلت ملكة هولندا الى ارض الملعب لإقناعها بأن ما يقدمه الضظوى من إبداع ومهارة ليس من ابداعه لكنه يضع مغناطيسى مثبت بمقدمة حذائه يجذب إليه الكرة بمجرد أن يرفع ساقه إلى أعلى وهو ما كان يشتهر به الضظوى.

وأكمل الضظوى مسيرة التألق مع المنتخب المصرى أمام الأندية الأوروبية حيث أحرز العديد من الأهداف وأمتر شباكهم بها ففاز المنتخب على النرويج 5 /4 وأحرز الضظوى أهداف مصر الخمس.

كما سجل أهدافا لا حصر لها فى مرمى شيلى واليونان وهولندا وسوريا وكان المدربين الأجانب بمصر آنذاك يرون أنه من الممكن أن يصبح أحسن لاعبى العالم بسهوله لو كان يلعب بأوروبا.

رفقاء الضظوى

عاصر سيد الضظوي لاعبين عديدة سواء فى المصرى أو فى الاهلى والمنتخب القومى ومن أبرز هؤلاء (ألدو و عادل الجزار وأمين رشدى والسعيد الوحش ومصطفى الشناوى وعلى العطوى من المصرى وصالح سليم ورفعت الفناجيلى ومحمود الجوهرى وميمى الشربينى وعبده نصحى من الأهلى وحمدى عبد الفتاح من الترسانة

مواقف جمعت الضظوى برفقائه

جمعت بين الثعلب ورفاقه العديد من المواقف سواء بالملعب أو بخارجه و منها موقفا جمع بينه وبين عبده نصحى عندما كان نصحى فى بداياته، حيث وجد الضظوى مدافعا صلدا قويا فارع القوام يقوم برقابته فى المباراة وناجح فى الحد من خطورته المعهودة فبكل ذكاء ومكر تحدث معه وأقنعه بالتقدم الى الامام لكي يحرز أهدافا وتعرفه الناس لكون وقوفه بجواره لا يفيده بشىء ولم يتعرف عليه أحد بعكس ما يحرز أهدافا مستندا بأنه إذا أحرز أهدافا أو لم يحرز فالجميع يعرف الضظوى، وأخذ نصحى بكلام الثعلب وتقدم وترك رقابته وإذا بنصحى يرى الضظوى يحرز هدفا فى مرمى فريقه.

رحيل الضظوى

وفى الرابع والعشرون من ديسمبر 1991 ودعت جماهير الكرة المصرية بدموع الأسى الثعلب الموهوب الذى فارق الحياة عن عمر يناهز 65 سنة، ليسدل الزمن الستار عن موهبة أثرت الكرة المصرية، فقد كان اسمه علامة للتميز والتألق والابداع، وله بصمات فى تاريخ كرة القدم المصرية لايمكن غفلها مما قدمه من انجازات وأرقام قياسية لم يحققها سواه، فهو اول من يدخل نادى المائة واول من كان هدافا للدورى فهو موهبة من طراز فريد يصعب على العين رؤية مثلها كما يصعب على أحد تقليدها ونفس الحال ينطبق على أرقامه التى يصعب تحطيمها.