لا شك أن هناك معلومة لا يعرفها الكثير فى مصر وهى أن الكنيسة المصرية القبطية كانت حتى عهد البابا كيرليس السادس فى شبة اتحاد مع الكنيسة الإثيوبية وكانت زيارات البابا كيرليس السادس لا تتوقف إلى آخر أباطرة إثيوبيا ( الامبراطور هيلا سلاسى ) وكان رسامة المطران لاثيوبيا تتم من قبل الكنيسة المصرية ويكون مطرانًا مصريًا .. وفى آخر عام 1959م تم رسامة البطريرك( جاثليق) بطريرك إثيوبيا على يد البابا كيرليس السادس بطريرك الكنيسة المرقسية بمصر وعقُدت اتفاقات حبيِة بين الكنيستين ولكن بعدها انشقت الكنيسة الإثيوبية عن المصرية بحلول الحكم الشيوعي وبعض الاضطرابات السياسية ولكن عادت مؤخرًا بعض أوجه التعاون بين الكنيستين مثل مشاركة وفد منهم فى الانتخابات البابوية وآخرها تلك التى حدثت فى بداية عهد البابا تواضروس الثانى بابا وبطريرك الكنيسة المرقسية ومشاركة وفد من الكنيسة المصرية فى انتخاباتهم أيضًا.. وكل ذلك يرجع لأن الكنيستين على مذهب واحد وطائفة واحدة وهى طائفة( الارثوذكس).
لا شك أيضا أن الكنسية وكل دور العبادة لا يجب ان تنخرط فى السياسة والدين والسياسة لا يمكن خلطهما بعضهما البعض ولكن إذا وقع الوطن فى أزمة كمثل تلك سد النهضة الذى يقام حاليًا فى اثيوبيا والذي هو طبقًا لمبادرة حوض النيل وليس اتفاقية حوض النيل يعتبر غير قانونى والذى بدأت فيه اثيوبيا ووقعت عليه اثناء حكم المعزول محمد مرسى والذى يهدد الأمن القومى لمصر بشكل صريح ويهدد كل نسمة حية على أرض الوطن إذا من هنا كان لابد مناشدة الكنيسة فى أخذ دور معين وطنى من الطراز الأول لا سياسى .. الكنيسة لا تشتغل بالسياسة ولكنها تشتغل وتنشغل بالوطنية واذا كانت العلاقات الطيبة ذات التاريخ السابق بين الكنيسة المصرية والإثيوبية فلما المانع من تدخل الكنيسة ؟
المهمات الوطنية لا علاقة لها بالسياسة على الإطلاق بل هى واجب وطنى على كل فرد مصرى مسيحى ,مسلم , رجل دين ,عالم أو حتى رجل الشارع البسيط ! والبابا تواضروس الثانى معروف عنه أنه رجل وطنى وقبله البابا شنوده الثالث والاثنان رفضا التدخل الأجنبى فى حل مشاكل خاصة بالوطن.
لذا فلماذا لا نناشد الكنيسة المصرية اليوم قبل الغد بإرسال وفد كنسى مثقف مكون من قانونى محنك ومفاوض سياسى وخبير علاقات عامة ودولية لدراسة مشكلة سد النهضة بشكل ودى.؟؟ -ربما عدم قانونية ذلك السد طبقًا لمبادرة حوض النيل الذى فيه 10 دول منها إثيوبيا -تستطيع الكنيسة الإثيوبية أن تجعل لها طريقًا للحكومة الإثيوبية .
ربما يرى البعض أنها خطوة لن تجدى الكثير ولكن نحن كل يوم فى غفلة عن تلك الكارثة وفى أمس الحاجة لأي مكسب او أى خطوة أو لأى معلومة تجعلنا نطعن فى شرعية ذلك السد الذى ولد فى عهد المخلوع ولم يعبأ بالأمن القومى لمصر ولكن نحن الآن نتمتع برجال قيادة مصرية ذكية وبطريرك ومسئولين كثرة يقدمون كل ما يملكون لأجل مستقبل مصر وأمنها وسلامة اجيالها وسلامة أمنها القومى.
فاسمعى ياكنيستى النداء وعليكى أن تلبى النداء الوطنى.
فاسمعى ياكنيستى النداء وعليكى أن تلبى النداء الوطنى.