لا أعتقد أن أحدا هاجم الفنان محمد رمضان أكثر مما هاجمته في "صدى البلد"، أي أنني آخر شخص يمكن أن يُتهم بمجاملته.
قام "رمضان" منذ أيام بإعلان تبرعه لمرضى السرطان، بمبلغ 3 ملايين جنيه، وهو التبرع الذي أعلنه عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي إنستجرام.
تعرض "الأسطورة" بعدها لحملة هجوم كبيرة عبر "السوشيال ميديا"، من كثيرين رأوا أنه يستعرض بتبرعه، وأن أعمال الخير يجب أن تكون سرية.
والحقيقة أني لست مع هؤلاء المهاجمين، وسعدت جدا بموقف الفنان المصري لسببين، الأول هو أنه لا يترك فرصة إلا ويؤكد من خلالها أنه إنسان، قبل أن يكون فنانا، ابتداء من زيارته لطفل مريض رغب في رؤيته قبل وفاته، وانتهاء بتبرعه لمستشفى سرطان الأطفال.
وأتعجب جدا من هؤلاء الذين يهاجمون "الرجل"، الذي أراد أن يكون مثالا يحتذى لدى غيره من النجوم، وبدلا من تشجيعه على هذه الخطوة، ودعوة غيره من النجوم للتبرع، راحوا يتهمونه بأسوأ الصفات، وكأنهم يعاقبونه على تبرعه، ويدعونه، مثل غيره، للفرجة فقط، وعدم التبرع لأي مريض، وهذا داء منتشر على صفحات التواصل الاجتماعي، من أبرز أعراضه السخرية والتهكم، وافتراض سوء النية الدائم، فعندما يظهر فنان في إعلان داعيا للتبرع، يقال: لماذا لا يتبرع هو؟ وإذا تبرع وأعلن يقال: أعمال الخير يجب أن تكون سرية وهكذا.
عزيزي محمد رمضان، لقد سعدت جدا بتبرعك، كما سعدت أكثر بإعلانك، ودعوتك غير المعلنة لغيرك من النجوم بالاقتداء بك، والتبرع بجزء من أموالهم لعلاج المرضى والفقراء.
وقد سعدت لتبرع "رمضان" لسببين، ذكرت السبب الأول، أما السبب الثاني، فهو صدق حدسي، حين وقفت مع "رمضان" في بدايته الفنية، حين ظهر على الشاشة لأول مرة منذ سنوات طويلة، فطلبت مني المحررة هبة عبدالفتاح، بمجلة "كلام الناس"، التي كنت حينها سكرتيرا لتحريرها، إجراء حوار مع الفنان الشاب، وعمل جلسة تصويرية خاصة، وهو ما رفضته رئيسة التحرير، التي لم تكن تعلمه يومها، ولم تكن تريد دفع أموال للمصور، من أجل فنان غير معروف، ولكني شعرت أننا قد نحرج الفنان الشاب في بدايته، رغم أني لم أكن أعرفه يومها، لذا قلت للمحررة بأنني سأتصرف، والتزمي مع "رمضان" على التصوير في الموعد المحدد، واتصلت بأحد أصدقائي من المصورين الموهوبين، طالبا منه تصوير "فوتوسيشن" لمحمد رمضان مجانا، وتم التصوير بالفعل في أحد الأماكن الأثرية المهمة، وتم نشر الموضوع بالفعل على صفحات مجلة "كلام الناس".
قابلت "رمضان" بعدها مرتين، ولم أحكِ له هذه القصة أبدا، التي أذكرها اليوم فقط لأعلن سعادتي بالوقوف مع إنسان وفنان، لا يغفل دوره المجتمعي، ولا يتخلى عن المشاركة في حلّ مشاكل وطنه وأهله، كواحد منا، شاء القدر أن يكون أيضا أفضل منا.
عزيزي محمد رمضان.. تبرع كمان وكمان.