الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى دولة الظلم كلنا مذنبون


بدأ يومه كما يبدأه منذ عشر سنوات فى منزل الزوجية الذى ذهب اليه بحكم ان الزواج ضرورة لاسباب عدة اولها الانجاب وترك ذرية تحمل اسمه ،امرأته كغيرها مهما صنعت وتجملت لن تأخذ اكثر من كونها زوجة رجل شرقى واضف عليه انه بوليسى وعليه فقد اصبحت حياتهما معا اشبه بالمصادفة فى كل شىء ولكنهما لم يشعرا بانهما على وفاق او خلاف فكل منهما له حياتهما ويجمعهما اولادهما ،وهكذا مضت حياتهما حتى وقت قريب عندما شعر ان يده اليمنى تؤلمه واجرى الكشوفات والاشعات وكلها ظهرت بلا سبب لهذا الالم وبعد فترة من محاولته الاعتياد على الالم واقناع نفسه بما قاله الاطباء بانه صاغ سليم وان مابيده ربما يكون الم نفسى بعد ذلك ظهرت فى نفس اليد بقعة حمرا تكبر وتصغر فى فترات متباعدة وبلاسبب الا انها لاتختفى وبنفس السيناريو جاءت تشخيصات الاطباء واعقبهم تعامله معها كتعامله مع المه منها وفيها.

ومع الوقت اصبح يخجل من ان يظهر يده ببقعتها ويتحامل على نفسه حتى لايظهر المه هو الاخر ،وبنفس مقدرته على تحمل الالم وخزيه من البقعة كان وجوده فى بيته يحرجه ويزعجه لان ابناءه واظبوا على سؤاله من ايه ديه يابابا ؟وفى كل مره يقص حكاية من خياله وخيلاته يصور فيها تفانيه فى حب الوطن والقضاء على اعداءه وماكان يزعجه ليس سؤال ابناءه ولااجابته الكاذبة لهم ولكن كانت تزعجه نظرات زوجته التى لم يجد لها تفسيرا ولم يؤتى الشجاعة الكافية لان يواجهها ويسألها عن سر هذه النظرات ،مضت به حياته وفيها تكبر البقعة ويزداد الالم ويلجأ لكل الوسائل االعلاجية والمعرفية حتى المشعوذين والدجالين لجأ اليهم وارهبهم بطلته وطلعته وسلطانه مع انه كان يشحت منهم وصفة شفاء تخلصه مما هو فيه ولكنهم لم يصلوا الى مااراده ،اخفى بقعته بقفاز يرتديه فى معظم الاوقات صيفا وشتاء وباعذار ملفقة .وفى يوم وبعد عمل شاق يعود منزله فى قمة الارهاق ويغط فى نوم عميق ويطرق بابه الكثيرين وهو يحاول ان يقوم من نومه ليفتح لهم ولكنه لايستطيع وبقدر رغبته فى الاستيقاظ بقدر ألمه وضيقه من اصوات الطرق الذى يكسره الطارقين بكسرهم الباب والتفافهم حوله وفى عيونه الم وبداخلهم قوة ومحاولة للفتك به.

ويمعن النظر فيهم فيجدهم كانوا فى يوم من الايام خاضعين لسيطرته سواء لكونه مديرهم او لكونهم متهمين يجبرهم على الاعتراف بجريمتهم قسرا او قهرا ،وعندما يتذكرهم يرى عيونهم مركزة كل التركيز على يده المعذبة والمعذبة ويتكالبوا عليه وكل منهم يحاول ان ياخذ من البقعة بقدر عذابه من هذه اليد ويصرخ ويعلو صراخه ويخبىء يده بكل مافيها من الم وبقع ويعلو صراخه ويقابله اصرار منهم على محو البقعة فيصحو من نومه وزوجته وابناءه بجواره وهو ممسكا ببقعته خافيا المه وهم يمسحون دموعه التى عرف الان سببها ومصدرها ،،،،....
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط