قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الكوميديا الرمضانية.. تبحث عن مؤلف


تظل الكوميديا أصعب أنواع الكتابة، وأصبح كتابتها "عملة" نادرة الآن؛ بعد أن كشف السباق الدرامي الحالي عن "ندرة" في مؤلفي الكوميديا، ولم يعد لدينا كتاب بموهبة أبوالسعود الإبياري ويوسف عوف والسيد بدير وصولا لأحمد رجب، فهؤلاء كانوا موهوبين في صناعة المواقف الكوميدية والتلاعب بالألفاظ دون ابتذال وتقديم المبالغة المقبولة في كتابة المواقف الكوميدية المبنية على الانفعالات أو المفاجأة بشكل ناجح وساعدهم ممثلين يملكون مهارات الأداء الكوميدي ولذلك التمس بعض العذر لنجوم الكوميديا الحاليين في بحثهم عن نص كوميدي.

التوقعات كانت تشير إلى استحواذ الأعمال الكوميدية على أكبر نسبة مشاهدة خلال السباق الرمضاني الحالي لكثرة الأعمال المعروضة "ستة أعمال" وأيضا لوجود عدد من الأسماء اللامعة في عالم الكوميديا الحالية تتصدى لبطولتها مثل عادل إمام وياسمين عبدالعزيز وأحمد مكي ودنيا سمير غانم وظلت المؤشرات لصالح أعمال الكوميدية حتى اليومين الأوليين قبل أن يتحول فجأة "مزاج" الجمهور لأعمال درامية أخرى ولم يتبق منها إلا عدد قليل يتابعه الجمهور بنسب مشاهدة متفاوته مثل "هربانة منها " و"عفاريت عدلي علام" و"ريح المدام".

يظل النجم الكبير عادل إمام صاحب الجدل الأكبر في أي عمل يقدمه هكذا هو طوال تاريخه الفني ونجوميته تحمله عبئًا مضاعفًا غير أي نجم آخر، هذا العام حاول زعيم الكوميديا العربية الخروج عن المألوف وتقديم دراما جديدة يمتزج فيها الواقع مع الخيال مع كاتبه المفضل يوسف معاطي.

ورغم تقديرنا الكبير لإصرار هذا النجم الأسطوري في تاريخ الفن العرب على الإستمرار والنجاح في المنافسة إلا ان المنطق كان يقول عليه أن يأخذ قسطا من الراحة للظهور بشكل جديد فتلك الفترة أشبه بما حدث معه بداية الألفية الحالية بعد صعود الكوميديانات الجدد وسيطرتهم وهو ما دفعه للبحث عن حلول فنية جديدة مع جيل جديد من المخرجين والمؤلفين للتواصل مع الجمهور وأعتقد انه يحتاج لفترة راحة وتأمل الأن من التليفزيون بعد ستة مواسم متتالية ولو قرر العمل أتمنى أن يكون فيلما سينمائيا.

ورغم أن فكرة المسلسل الحالي "عفاريت عدلي علام" الذي يشاركه بطولته هاله صدقي وغادة عادل جيدة جدا إلا إن السيناريو حتى الأن"ممل" بشكل لافت وهو آفة بعض أعمال الزعيم في الدراما ولذلك كان هناك حديثا هامسا عن خلاف في وجهات النظر بين مخرج العمل ولجأ المخرج رامي إمام لمؤلف أخر من الشباب له عدد من التجارب القليلة وطلب منه تعديل بعض الأشياء بالحلقات، وسنرى كيف ستسير الحلقات إلى النهاية.

حتى الأن العمل الكوميدي الأفضل من حيث المحتوى الكوميدي الراقي والمناسب لجمهور التليفزيون مسلسل "هربانة منها" لياسمين عبدالعزيز والتي نجحت في الهروب من الملل الدرامي بحكايات جديدة يوميا تتناول معها نماذج إجتماعية من الواقع مرتبطة بمشكلات يعاني منها الجميع مثل الزواج والطلاق والعنوسة وتدخل الأهل وغيرها مما جذب الجمهور إلى المسلسل والعمل من إخراج معتز التوني وهو من المخرجين الذين لديهم إحساس كوميدي عالي وبمشاركة مصطفى خاطر ولكن الكتابة والتي تبارى عليها أكثر من مؤلف لإنجاز الحلقات لم تكن على مستوى واحد فهناك حلقات كانت ضعيفة وأخرى قوية واجتهدت ياسمين وتفوقت في تقديم أكثر من شخصية ومعها مصطفى خاطر ونجوم الكوميديا المشاركين بالعمل قدر المستطاع رغم أن عنصر الوقت أيضا لم يكن في صالحهم.

اما دنيا سمير غانم صاحبة الحضور القوي في الدراما التليفزيونية مؤخرا فوجيء الجميع بمستوي فني "ضعيف" لمسلسلها "في ال لا لا لاند" فكان له من أسمه نصيبا كبيرا من الكسل أصاب صناعه! ورغم أن المؤشرات كانت تشير لتقديم عمل جيد بفريق عمل ناجح، لكن لا أعرف على ماذا راهن صناع هذا المسلسل هل على "المكان" الجديد؟! الاحداث تدور في جزيرة بتايلاند والحالة الفنية كانت تصلح أكثر لعمل سينمائي وليس مسلسل ثلاثين حلقة وحتى الأن لم يجد أبطال المسلسل شيئا سوى تبادل القفشات والإفيهات و"القلش" على بعضهم البعض وكأنهم في رحلة! دون سيناريو واضح أو حوار جيد والإخراج مثلهم تائه فوق الجزيرة دون رؤية رغم أن مخرج العمل أحمد الجندي لديه خبرة في الأعمال الكوميدية!

كوميديا السوشيال ميديا!

اما رهان الكوميديان أحمد مكي فكان على "الفانتازيا" ومسلسل خلصانة بشياكه والتي سبق وقدم شبيها لها في السينما مع فيلم "سيما علي بابا" والذي فشل وتراجعت أسهمه السينمائية بسببه ولم تفلح فكرة إستعانة مكي بالثنائي الكوميدي شيكو وهشام ماجد في تقديم تجربة كوميدية ناجحة رغم انتظار جمهور كبير لها وبدأت نسبة المشاهدة والتفاعل مع المسلسل تتراجع! ورغم المجهود الواضح في الملابس والديكور إلا ان العمل جاء أقل من توقعات جمهور الأبطال الثلاثة وحتى الافيهات اعتبرها الجمهور "قديمة" ومسروقة من رواد السوشيال ميديا! والأكثر إستفادة من التجربة ستكون الوافدة الجديدة لعالم الكوميديا دينا الشربيني وهي ممثلة موهوبة.

الجميع يتحدث عن معركة "فنية" جانبية بين فهمي وشركاه "سابقا" شيكو وهشام واللذان انضما لأحمد مكي وكانت أمنيتهم أن يسحبوا البساط ويحلقوا منفردين فسقطوا "جمعاء" وفي المقابل نجح فهمي ومسلسله "ريح المدام" في سحب البساط منهم إلى الآن والفارق يتسع يوميا لصالحه ومعه أكرم حسني بعد أن نجحا في تشكيل ثنائي كوميدي أصبح حديث الجمهور وجمل المسلسل الأكثر تداولا عبر السوشيال ميديا وظهرت بشكل جيد أيضا معهما مي عمر.

وللأسف يشترك المسلسلان في استخدام الكم الأكبر من الألفاظ "البذيئة" والمتداولة بين الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي لانتزاع الضحكات مثل "فشخ _ فشيخ_ ميلفات..." وغيرها واضحكني تعبير للشباب على هذه المسلسلات "لازم مؤلفين المسلسلات يدفعوا فلوس للناس بتوع السوشيال ميديا"!

وفي نهاية الأسبوع الأول بدأت أسمع أن هناك ردود أفعال على مسلسل كوميدي آخر هو "ازي الصحة" لأحمد رزق وايتن عامر وهو يقدم كوميديا جيدة ولكن توقيت عرضه ليس في صالحه وسط كم أعمال النجوم وربما ينجح في العرض الثاني عقب رمضان.