EN
عندما أبحر كريستوفر كولمبس إلىأراضيأمريكا وطافت رحلات ابن بطوطة وماركو بولو الرحالة -على اختلاف أزمانهم وديانتهم – كان الهدف منها هو استكشاف كل الكوكب الذينقطن به.. كانوا علماء أجلاءيريدون نفع المجتمعات وإثراءالتاريخ.
ولكن كما اكتشف نوبل طبيعة الديناميت التيكشفت له أن دائماما يكون للشيء وجه آخر.
وبعد ظهور كل الأراضى الجديدة والدول الجديدة ودول العالم الأول التيتربعت على عرش العالم بعدما كانت لا تكاد تظهر على الخريطة مطلقًا.. لم تكتفِ بتشكيل شعوبها وحكومتها ولكن بدأت فى تشكيل حدود الدول المجاورة بل وقسمت دولًا أخرى وغيرت من الحدود الكثير وشكلتها من جديد وهى سياسة فرض السيادة ..
ومما لا ريب فيه أن دول العالم الأول استطاعت أن تكون قوة اقتصادية وعلمية وينعم بها المواطن فى حياة كريمة وجودة حياةنفتقدها نحن ولكنها ليست المجتمعات المثالية.
بالطبع هى أوطان الأحلام لكن من يعانى فى الوطن العربى من مشاكل اقتصادية أوقهر ما أو انتقاص الحريات أو البيروقراطية أوجودةالحياة ولكن أيضًا أقول هى ليست المجتمعات المثالية ولا (اليوتوبيا) -ليست المدينة الفاضلة بصناعة أفلاطون.
ومن مصالح تلك الدول استقطاب كل الكوادر والكفاءات من الشعوب الأخرى وبالطبع توفر لهم الإمكاناتالتى نفتقرها نحن فى الشرق الأوسط ولكن هى تترك لشعوبها الحرية فى الحياة الشخصية والمجتمعات المفتوحة ولكنها حرية مزعومة فعندما اترك لك نوعًا من أنواع الحرية سآخذ منك حرية أخرى وهى التى تمس بسياسة الدولة والأمن القومي.
ولعل التكنولوجيا شديدة الحداثة فى مجتمعهم هى سلاح ذو حدين, أينعم هى تسهل الكثير فى حياة المواطن فى الغرب ولكن أيضًا هى إلكترونية وتحت نظر عين الحكومة ومخابراتها فالتصنت على المكالمات الصوتية وعلى خطوط سير المواطنين ومواقع التواصل الاجتماعى التى كانت من صنع أيديهم - وصدرت لنا - يسجل أعلى نسب فى الغرب، هى متعة شديدة للمواطن فى سهولة الحياة والاستمتاع بالتكنولوجيا ولكن أيضًا هى مسمار الحكومات الغربية فى بيت كل مواطن.
هى تحفظ لشعوبها بخصوصية مطلقة لا ننعم بها فى الشرق الأوسط لأنها لا تعبأ بتلك النقاط بل تعبأ بسيادة حكوماتها وأمنها القومى أكثر بكثير من حيوات المواطنين.
وحتى عن استقبال دول الغرب مؤخرًا وشعوب العالم الأول للاجئين السوريين لم يكن كلى الطهر.. فمصر أغلقت على الفور التأشيرات خوفًا من اندساس عناصر داعشية وكان قرارًا حكيمًا خوفًا على شعبها.. ولكن أيضًا دول الغرب استعرضوا كثيرًا فى استقبال اللاجئين على العلم من أن الأموال التى تنفقها عليهم هى من الضرائب الباهظة التى تفرضها على المواطنين الأصليين ولم يحظَ فقراء دول الغرب الأصليين بنفس الاهتمام البالغ الذين صنعوه لللاجئين السوريين.. وكان بالأفضل عوضا عن الاستعراض أن يتدخلوا لحل مشكلة سوريا الشقيق وتطهيرها وإعادة بناء الوطن بمساعدة كل الدول القوية الاقتصادية.
فالحكومات الغربية تهتم اهتمامًا بالغًا وتحرص حرصًا شديدًا على أن عن طريق فرض الضرائب تجعل الشعب كله فى مستوى اجتماعى واحد وهى مساواة اجتماعية بلا شك وشيء يمدح ولكن أيضا هى تحد من ساعات العمل للمواطن فيكتفى بما يصله للمستوى الاجتماعى المسموح له به من قبل الحكومة ومن هنا بالطبع سوف يحدث نقص فى عدد الأطباء مثلا المتاحين خلال اليوم وغيرهم من العاملين وستتأثر جودة حياة المواطن بشكل أو بآخر.. ولكنها ستضمن شكل اجتماعى واحد لكل رعاياها ومن هنا يسهل التحكم فى متطلبات المجتمع ..
كلنا نطمح فى حياة كريمة كمثل تلك التى ينعم بها العالم الأول وكلنا نطمح فى النظام والنظافة وأشياء كثيرة تبهرنا من الظاهر ولكنها تستقطب وتسرق كل الكفاءات المصرية خاصة والشرق أوسطية عامة فلماذا لا ننبهر الكثير بهم ولكن نأخذ ونقلد منهم النظام وننعم بكفاءتنا هنا ؟
