اتحاد العرب من شارع جامعة الدول يقدم

لو تم الاتحاد العربى ياخير من ظهر فى سدة الحكم واعتلى السلطان سيجعل من منطقتنا ذات شأن ووضع وكيان حيث سيصبح إجمالي ناتجها القومى المحلى يحتل المرتبة الرابعة بعد الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي المرجو أن نصبح مثله، كما أن فى حال الاتحاد العربى الساعين إلى إقراره سيجعل مساحة منطقتنا ثلاثة عشرة ملايين كيلو متر وخمسمائة ألف كم متر مربع أى ما يجعلنا خريطة لوحدنا وسيكون وقتها عدد السكان ثلاثمائة وخمس وثمانين مليون نسمة أى ما يجعلنا نحتل المرتبة الثالثة بعد العملاقين الأصفر منهما الهند والأقصر الصين، واستكملت كلامى وقلت أما عن الوضع العسكرى فهنا الكلام العبقرى لأن الاتحاد العربى سيكون بمثابة رعب جيشى حيث إنه سيكون ساعتها ونعد معا ..أربعة ملايين جندى وتسعة آلاف طائرة حربية وأربعة آلاف هليوكبتر وتسعة عشرة آلاف دبابة وإحدى وخمسون ألف سيارة حربية، ولما رأيت العينان تبرق وظننت أنه انبهار فاستكملت وقلت جئنا لنقطة من أهم نقاط الاستفادة من الاتحاد الذى سيسمى بالعربى على غرار سابقه الاوروبى نقطة الزراعة والاستصلاح الزراعى فهل تعلم بان السودان فقط والحديث عن كل السودان وليس شمالها وجنوبها المفروض علينا فرض السيد على عبده الزنجى فالسودان استصلاح أراضيها الصالحة للزراعة والرى والمقدرة بثمانية مليون واربع هكتارات سيجعلها تنتج ما يقرب من ثمانية مئة مليون طن قمح ناهيك عن الثروة الحيوانية والتى ستتخطى حينها اربعة ملايين رأس من الماشية ومثليهم من الغنم واضعافهم من الدجاج يوميا ،ونطقت يوميا بتركيز مبالغ فيه لم يقابل بمثلما نطقته الا اننى استكملت حديثى وقلت.

من الحديث عن الزراعة إلى الطاقة التى إن قمنا فقط بتغطية عشرة فى المئة من صحارينا بالخلايا الشمسية سنكون ساعتها قد أنتجنا عشرين مليون ميجاوات ساعة وهو ما يكفي لاحتياج الكرة الأرضية بأكملها من الكهرباء، كما أن الاتحاد القادم سيجعل إنتاج الدول العربية من البترول يعادل ثلث الانتاج العالمى منه.

وفجأة لاحت فى ذهنى فكرة الحديث بلغة الدين بما إننا معروفون بالتدين الفطرى فقلت وكلى ثقة وربما غرور بغزو كبد الحديث قيمة الزكاة المعروفة بأنها اثنين ونصف فى المائة على الأموال المحفوظة دون تشغيل تبلغ حسبما هو معلن تسعة وعشرين مليار دولار سنويا وهو ما يكفي لبناء خمس وعشرون مليون مدينة تستوعب مليون شخص فى كل مدينة، وأيضا بناء عشر مستشفيات فى كل منها خمسمائة وخمسون سريرا، وأيضا عشرون مدرسة تستوعب كل واحدة منهم ثلاثة آلاف طالب، وثلاث مطارات فى كل مطار طاقة استيعابية لعشرة ملايين مسافر ،وبناء سبع جامعات يدرس فى كل منهم خمس وعشرون ألف طالب ...وقبل ان اكمل حديثى وازينه وادعمه بقولى ان من مصلحة الغرب وبلاد العم سام ان يعملوا جميعا على عدم تفكيرنا نحن طبق العسل بالاتحاد قبل ان اختتم حديثى بهذه الجملة الفارقة المؤيدة لما طرحته على السادة الرؤساء والملوك والزعماء كانت ردودهم كلهم بلا استثناء تندرج تحت هل وافق الرئيس او الملك او الزعيم فلان وان وافقوا فمسمى العملة لبلدى ام لعلان وايضا هل تصبح جمهورية ام ممدكة ام سلطنة ام ماذا سيكون القادم وتحت اى كيان وايضا الكلمة العليا والنهى والامر لمن منا يامحدثنا ياهمام وايضا وضعنا نحن الاسرة الحاكمة كيف سيكون فنحن لن نرضى باى تغيير عما كنا وكان وليكن فى علمك اننا لن نستفيد شيئا من هذا الاتحاد لاننا الان فى احسن حال فقوتنا ضاربة وكلمتنا نافذة نافدة على كل من محكومينا الطيبين الراضين بالذل والهوان واموالنا تعج بها البنوك وتمتعنا بها الدول الصديقة مهما اختلفت اللغة والاديان كل مانفعله فقط الاحتماء بدول عظمى بيدها تغيير الخرائط وتبديل الاوطان اذا لم نقدم لهم فروض الولاء والجزية ونحن واضعين يدنا على صغرنا راضين مهللين مسمين القهر نصح وارشاد ،وبفم مفتوح وبكلام يصعب شرح مفهومه وان عز قائله وترفع عن كل ماهو ذو شان جاءت كلمات الختام لتقول لنا افتح المذياع واسمع وردد وقل الاتحاد العربى من شارع جامعة الدول يقدم وصلة شرقية ممزوجة بالرقص والاشجان تأتيكم من كل منطقة معروفة بأنها مسماة فى كتاب الله بان فيها خير امة اخرجت للناس.انتظرونا بعد الفاصل فلدينا متعجز عن وصفه وقوله الكتب والبيان،