خطب النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- يومًا في المسلمين عندما دخل المدينة المنوّرة وأقبل أهلها عليه ليستمعوا إلى قوله، حيث اختصر أمورًا أربعة تعدّ أسبابًا مهمّة لدخول الجنّة، حين قال: «أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ».
وأوضح العلماء أن الأخلاقيّات التي تحدث عنها نبينا الكريم تؤثر تأثيرًا إيجابيًا على المسلمين وحياتهم، فإفشاء السّلام، فهذا الخلق الكريم هو من الأخلاقيّات التي تعدّ سببًا من أسباب دخول الجنّة ونيل رضوان الله تعالى، وإنّ افشاء السّلام ونشره بين المسلمين في كل مكان يصنع المودّة والمحبّة بينهم، فعلى المسلمين أن يحرصوا عليه بدون تمييز لمن يطرح عليهم السّلام.
وبين العلماء أن خلق إطعام الطّعام، هو ترجمة فعليّة لقيم التّكافل والتّعاون في المجتمع، حيث يشعر المسلم بحاجة أخيه المسلم ويقف معه في أحلك الظروف وأصعبها، وأما صلة الأرحام، وهذا خلق كريم يعدّ من أسباب دخول الجنّة، حيث يصنع المحبّة بين الأقارب ويبقي المجتمع قويًّا متماسكًا، وصلاة السّر، فالصّلاة في الخفاء بعيدًا عن أعين النّاس يحقّق الخشوع لله وصدق العبادة والتّوجه له سبحانه ممّا ينعكس إيجابًا على حياة المسلم وتعاملاته مع النّاس.