الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تخيل نفسك قبطى


فى غفلة من الزمن وفى عالم الخيال تبادل الشريكين فى الوطن الأدوار واستبدلا دينهما لفترة الاختبار، واتفقا أن يكون الزمن محدودا والتجربة تحت الاختبار، والتقييم والعودة حتمية والحديث عن اثارها يعتبر من الأمور المنهية.

المهم أصبحت الأغلبية أقلية والأقلية أغلبية وصار الوضع يسير بقانون اليد العليا والأوامر المنهية، وصارت أول ساعات النهار تمضى، وفقا لما كانت عليه الايام الخوالى والليالى الماضية، ولم تكن الموروثات القديمة بمستساغة لدى من كانوا بالامس أغلبية واصبحوا اليوم أقلية وعلى عكس ذلك كان ما أصبح عليه من كانوا بالامس أقلية وصاروا اليوم أغلبية فقد كانت ساعاتهم تمضى بطريقة ليست كما كانت هى وأصبحوا يشعرون بانهم صاروا نافذى القول والكلمة وعظيمى الأهمية.

ومع أن أوضاعهم النفسية تحسنت فى مقابل خسائرهم الحياتية الدنيوية المتمثلة بأن قانون الأقلية يجعلها تعمل على أن تكون فى غاية الأهمية وأن تكون سيطرتهم على مواقع ومنافذ تنفرد لهم وتجعلهم ذو حظ وأهمية.

على الرغم من ذلك فقد أكدت لهم ترانيم الحياة أن العيب ليس فى أى مقاييس صنعتها الأيادى الإنسانية، بل العيب فى انهم أعطوها أهمية وايضا تكمن فى أن الأغلبية كانت تغفل فى تكوينها ما حققته الأقلية من تفرد وتميز لم يسلخها من كل التكوينة المصرية تلك التى تحدت على مر العصور اية دعاوى للتفرقة والانسلاخ والعنصرية.

وأيضا تأكد للجانبين أن تبادل الأدوار لن يغير كون الشريكين أصحاب حق فى وطن يؤمن ابناءه بالحرية وبأن الدين لله والأرض هبة الله لاهلها، الذين تعاهدوا منذ بدء الخليقة على التعاطى بالسماحة والعفو والمحبة، وقبل ان تنتهى فترة تبادل الأدوار تبادلا بالسلام والمحبة معان خالدة هى ابسط معانى الإنسانية بان دينى يحاسبنى عليه ربى أما سلوكى وتعاملى فأنا محاسب عليه فى الدنيا بالقوانين الوضعية وكل ما نتركه عند الله فى صحف لا تنسى غفلة ولا ذرة ولا هفوة وعليه فلابد أن نقول سلاما من دار فانية الى دار الخلد والخلود والأبدية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط