قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

شُكْر الرئيس.. معاني ودلالات!

×

عاشت الجالية المصرية بالنمسا حالة من السعادة، لم تحظ غيرها من الجاليات المصرية في الخارج بمثيلتها، كانت تلك الحالة من الفرحة فريدة بكل معنى الكلمة، وكانت تلك اللحظات ذات خصوصية نادرة، تلك التي تلا فيها السفير عمر عامر سفير جمهورية مصر العربية لدى النمسا وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية خطابا ممهورا بتوقيع الرئيس عبد الفتاح السيسي يخص فيه أبناء الجالية المصرية بالنمسا بشكره، حيث شعر كل فرد من الحضور وكأن الخطاب موجه إليه، وكأن الرئيس يخصه هو، ويتحدث إليه، ما عبر عن التحام الرئيس بأبناء الشعب.

ذلك الشكر الذي يدفعنا للتأمل فيما يحمل من معاني، تلك المعاني التي لا يمكن أن تكون من الوضوح بمكان إلا إذا تعرفنا على السبب الذي جعل الرئيس يرسل خطاب شكر لجالية من أبناء مصر بالخارج، لأن التعرف على السبب يضع القارئ الكريم في الصورة، وهو ما يجعله كذلك يدرك الدلالات الكبيرة والمعاني العميقة لهذا الشكر من الرئيس.

شَكَرَ الرئيس عبد الفتاح السيسي أبناء الجالية المصرية في النمسا لأنهم تقدموا بهدية للشعب المصري عبارة عن عشرات من الأطنان من سلعة السكر، تكلفت ما يقرب من الثلاثين ألف يورو، ذلك المبلغ الذي يعد أقل من زهيد، حيث إن تكلفة أقل السلع أهمية في مصر تتخطى المليارات من الجنيهات، فماذا يمكن أن يمثل مبلغ ثلاثين ألف يورو إلا أقل القليل فيما تحتاجه مصر في كافة السلع، إنه قطرة ماء في المحيط، ومع ذلك يبعث الرئيس شخصيا خطاب شكر لمن قاموا بمثل هكذا عمل.

ذلك الشكر الذي يضعنا أمام دولة تقدر متمثلة في أعلى مسؤول فيها "رئيس الجمهورية" كل من يقوم بعمل ولو صغير للغاية كان هدفه رفع بعض معاناة أبناء هذا الشعب الذي وصفه الرئيس أنه يضرب المثل في الصبر والتحمل والتضحية من أجل العبور بالوطن إلى بر الأمان.

وفي جانب آخر من المشهد يظهر اطلاع الرئيس على كل كبيرة وصغيرة، ويبدو حرصه على التعرف على التفاصيل الدقيقة، وذلك ما يفسر أن أمرا كهذا الذي صدر عن جالية صغيرة العدد؛ حيث إن الجالية المصرية في النمسا لا تتخطى في أقصى تقدير عدد الثلاثين ألفا، لم يغب عن عين الرئيس، ولم يتسرب، وسط مسؤولياته الجسام، من ذهنه المتوقد.

ويمكننا من بعيد أيضا أن نتوقف عند عمل مؤسسات الدولة، وجهاتها السيادية، تلك التي تقيِّم الأمور بدقة متناهية، وتدرك إدراكا هائلا ما في عمل من الأعمال أيا كان حجمه من قيمة، ولذلك حرصت أن تنقله للرئيس عبد الفتاح السيسي، فيتعرف الرجل المهموم بعديد القضايا الكبرى من هكذا هدية صغيرة، على مشاعر أبناء جالية مصرية في الخارج تجاه أهلهم في داخل مصر، وأن هذه الجالية، وزعما مني يقترب إلى اليقين، وغيرها من كافة الجاليات المصرية في الخارج، ترتبط بجذورها ارتباطا وثيقا لا يمكن بحال أن تنفصم عنه، وذلك بانشغالها بالوطن وهمومه، ومعرفتها كل ما يدور في الداخل من أحداث وما يعتري الوطن من خطوب، وما يستهدف مصر من حروب، ومحاولتها المساهمة ولو باليسير لرفع المعاناة عن أبناء مصر بالداخل.

لقد تركت رسالة شكر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لأبناء الجالية المصرية بالنمسا اثرا بالغا في نفوس أبناء الجالية فأعلن الحضور منهم بمقر السفارة بفيينا أنهم مستمرون في محاولتهم مشاركة أبناء مصر بالخارج هموم الوطن، وذلك بدراسة ما يمكن أن يكون في استطاعة أبناء الجالية المساهمة به، حيث أعلنوا استقبالهم لأحد مسؤولي صندوق تحيا مصر للتعرف على المجالات أو المشروعات التي تناسبهم للإسهام فيها.

كما تركت رسالة الرئيس أثرا خارج النمسا حيث تمنت الجاليات المصرية الأخرى أن تحذو حذو الجالية المصرية بالنمسا، فطالب رئيس بيت العائلة المصرية في ألمانيا الصديق علاء ثابت السفير المصري بألمانيا بدر عبد العاطي برعاية نفس الفكرة التي يرعاها السفير عمر عامر بالنمسا، التي أظن أنها ستكون بداية لانطلاقة عمل منظم من مصريي الخارج يساهمون فيه بشيء من رفع العبء عن أبناء الشعب المصري.