علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل و"تعدية الشارع"، حيث إن الأخيرة ستساعدهم على اكتساب المهارات اللازمة لتعلم باقي الأنشطة فابدأوا بها، فعند عبور الطريق سيبدأون في تعلم مهارات كتم النفس استعدادًا لتلك المهمة الشاقة وهذا سيساعدهم في تعلم السباحة، وسيتعلمون الرماية قطعا، حيث سيقومون برمي أنفسهم أمام أقل السيارات سرعة.
أما الخفة والرشاقة المطلوبتان لتعليم الفروسية، فلا يوجد ما هو أقدر على إكسابهم تلك المهارة سوى الهروب من الأتوبيسات التي يصر سائقوها على ملاحقة عابري الطريق وكأنه عسكري الدرك وربنا كرمه وعثر على "حرامي غسيل المنطقة".
وبالطبع ناهيك عن توطيد صلتهم بالله والتسليم بأمره وذكر الشهادتين والإحساس بأن الدنيا فانية وأننا يجب أن نعمل لآخرتنا بإخلاص، حيث لا يفرق بينك وبينها إلا فرامل سائق أرعن، ولا داعي لأن أذكر طبعا فوائد تنمية المهارات اللغوية حيث سيتقنون كل الألفاظ البذيئة سواء بالعامية المخففة أو بالفصحى الفصيحة.
أكيد هذا أمر بديهي، فخلال رحلة العبور أنت "يا شاتم يا مشتوم"، بالإضافة لأهم ملكة وهي عدم وجود مجال للخطأ وهي من أهم تعاليم عبور الطريق، يا تنتصر يا تنتصر، يمد هذا النشاط فلذات أكبادنا بقدرات خارقة علي وضع الخطط والتكتيك المناسب لكل موقف لأن لكل شارع طبيعة، فهناك شوارع اتجاه واحد وهناك اتجاهان وهناك أيضا شوارع يعلم الله وحده من أين تظهر فيها السيارات فتجدها أربعة أو خمسة اتجاهات، وهذا يعلمهم العمل بكفاءة تحت الضغط، أما عن من فاتهم وقت التعلم كمن هم أمثالي فلنا الله وسنكتفي بأن نكون أكثر قربا من الله ونسأله أن يهبنا نعمة التعلم على كبر "بالفطرة" وتعزيز غريزة البقاء عند ممارسة هذا النشاط الخطير.