قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سياسات الدروع البشرية


ليست سياسة غير مألوفة على تاريخ البشرية، على العكس تمامًا فهى من أقدم السياسات التى استخدمت منذ فجر التاريخ وبذوخ شمس الحريات والتعددية.. وهى ايضًا لفظ حربى يستخدم فى الحروب، لكن لعلنى أقصد هنا السياسة نفسها وليس الفن القتالى.

السياسة والحرب طالما اتفقا زمانا يسيرًا ولكن السياسة هى الفن القتالى العقلى لا الجسدى المادى.

حكومات شتى وقيادات شتى أوروبية ومصرية استخدمت سياسة الدروع البشرية.

ففى الحرب العالمية الأولى والثانية وأيضا فى مصر منذ عهد الملك فؤاد الاول-رحمة الله عليه- ومنذ تولى الملك فاروق الأول الحكم، وبدأت القيادة المصرية وقتها استشعار نبض الشعب والسخط على سلوك الملك الأكبر وبعده عن التدين والالتزام وكان هذا هو أول اتفاق برم بنية صافية من قبل القيادة المصرية بين الملكية والإخوان المسلمون.

حيث فى بادئ الأمر وفى بداية الدعوة استعانت القيادة الملكية برجال البنا كدروع بشرية ضد أى وشاية تجاه الملك الجديد ليغلفوه بغلاف التدين والالتزام ومرة أخرى لمواجهة الوفديين ولم تنتبه وقتها القيادة المصرية أن سياسة الدروع البشرية لن تعش طويلا ولكن تجدى الكثير فهى سياسة قصيرة العمر!

وبالفعل تنبه الملك لخطورة التنظيم السرى للجماعة وأمر بحل الجماعة وقتها.. لم ينفك الوقت ان يمضى حتى جاء عهد السادات ليستغل ايضًا الإخوان المسلمون ليكبد التيار الشيوعى خسائر كبيرة ويذهبوا فى خفية عن المشهد السياسى.

وحتى العهد السابق استعان بهم ذلك العهد كدروع بشرية وجعلهم فزاعة ضد فصيل معين لكى يضمن استقرار النظام وارساء التوريث وضمان نجاح انتقال السلطة من الاب للابن، وتخيل أن جعل الجماعة فزاعة لفصيل اخر او فصيلين مثل الاقباط والمستنيرين هو حماية وخط دفاع أول عن استقرار النظام ولكن هيهات فسقط النظام واستغل سقوطه أولا هم دروعه البشرية!

لا يقف الأمر فقط عند القيادات والسيادات فلعلك سيدى القارئ تشاهد فى برامج التوك شو يوميًا على شاشتك بعض من البرامج التى تدعو اثنان من تيارات مضادة لبعضهما البعض كى يكون لقاء شيقًا يحقق أعلى نسب مشاهدة بغض النظر عن الصالح العام وهى ايضا تستخدم الدروع البشرية لصالح شهرة البرنامج.

أما عن تقديرى للقيادة المصرية الحالية وهى قيادة ذكية داهية ولكن دهاء الأمانة والنية الوطنية فهى تعرف مليا ان ذلك النوع من السياسة لن يطيل فى نظام الحكم، وانه من اكثر السياسات سُمًا، لذا فلم ار حتى الآن قيادتنا الذكية تستعمل هذا النوع من السياسات، وردا على الهجوم الحاد الذى اُثير على لقاء الحاج حمام من المراشدة بسيادة الرئيس البارحة ويهاجمون اللقاء بانه غير عفوى وغير تلقائى.

بالطبع هو غير عفوى! لكنه حقيقى! غير عفوى لانه من المستحيل دعوة رجل مجهول الهوية بدون تصريح امنى لمثل هذا اللقاء! وبالطبع كان اقترابه من مساحة الأمان للرئيس من الجهة الأمنية عندما صافحه وأعطاه الدرع تجعل من أسس التأمين الاساسية لسيادة الرئيس ان يكون رجلا معروف الهوية وامن على سلامته والا سنكون سُذج فى تأمين شخصياتنا الاولى!

ولكنه حقيقى ومن الحسن أن يستأذن ذلك الشيخ المحترم القيادات ويحصل على التصاريح اللازمة ليعرض مشكلة بلدته امام الرئيس مسبقا قبل الزيارة ليحُرج من التقصير كل المسئولين المقصرين امام الرئيس فى حق الوطن
اذا فهل نحن نناقش بالعقل ولا نجعل المنطق ينقسم على ذاته ام تعجبنا سياسات قديمة كنا فيها جميعًا دروعًا بشرية؟.