الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل ينسى المذنبون أن لهم أبناء ؟؟


كما طلب منى كنت فى المكان وكلى خوف مما جعله يلح فى أن يرانى وصوته كله خوف وقلق مع احتفاظه بعدم إبداء سبب اللقاء إلا عندما أحضر للمكان المعتاد وبما إننى تربطنى به صداقة تخطت أكثر من عشرين عاما وأنا على مقربة من تفاصيل حياته وآخرها تركه بيته وأولاده وزوجته دون أسباب معلنة.

وكلما تحدثت معه يتعلل بأشياء غير مقنعة وبأنه مل القالب العائلى ويريد أن يتحرر وبأن الطرف الآخر إذا لم يعجبه سلوكى فليتخذ إجراءاته وعندما قلت له أن أحد أصدقائنا رآك هو وآخرين فى صحبة فتاة وانت ممسكا بيدها أو كما يقولون بلغتنا الحالية (مأنجها) تهرب من الإدلاء بأية توضيحات وتصريحات إلا أن عيونه كانت تلمع بملامح شاب عشرينى سعيد كما كان عبدالحليم حافظ رحمه الله سعيدا فى حبه للبنى عبد العزيز فى فيلم الوسادة الخالية.

نفضت أفكارى ووجدته فى انتظارى حزينا وأن كان يحاول أن يبدو غير ذلك وسلمت عليه وسألته عن الأولاد وعن أمهم المهجورة منذ زمن فقال الإجابة التقليدية بخير، وقلت حينها أمال فيه ايه ؟قالى أنا هاتجنن ..فقلت له وأنا أمازحه، هتتجنن هو أنت أصلا كنت عاقل فيه حد بيعمل عمايلك ديه ويكون عاقل ؟فتبسم مجاهدا وقال ..الدنيا كلها اتشقلبت القلق هيموتنى والخوف بيدمر فيا ومش عارف اعمل ايه واتصرف إزاى.

فقلت له وأنا أضع قطعة حلوى فى فمى اعتدت عليها كلما شعرت بانخفاض سكرى وتنفيذا لنصيحة طبيبى قلت بالراحة بس فهمنى فيه ايه..فقال وكله اسى وربما آسف، كنت قاعد مع رجل دين وجرى بيننا حديثا فى كل الأمور وتوقفت معه عند معاقبة الأبناء بذنوب آبائهم وكان رده بأن للأبناء نصيب مما فعل آباؤهم من معاصي، ولا تتخيلى وقع هذه الكلمات على فقد جننت فأنا لا أتخيل أبدا أن تكون ابنتى مثل من كانوا ومروا فى طريقى.

فاستوقفته وقلت له كانوا زمان بيقولوا اللى بيجور بيجار على أهل بيته وخاصة الزوجة، فوضع يده على فمى وقال لا تكملى فأنا لا أوافقك على كلامك إلا هى أنها من نسل مريم، واستكمل حزينا وطلب منى المشورة فحسبت أنه يمازحنى ولكن ملامحه كانت تحمل إصرارا ورجاءً فى نفس الوقت فما كان منى إلا أن قللت من قيمة ما يقوله وبأن عليه أن يبحث عن أهل دين أهل ثقة وعلم وخاصة ان ربنا عادل لا يظلم فما ذنب من كان أبيها أو أمها عصاة يستحلون الحرام بأن تعاقب بهم فى نفسه.

واستشهدت على كلامى بأناس كانوا يعتلون هرم الفساد ولهم أبناء يكادوا أن يكونوا أنبياء واستطردت فى حديثى وهو ينظر لى بثبات وفى نهاية كلامى قال نسيت إن لى بنات فهل يعصمهن ربى ويبعد عنهن الآثام؟ فأجبته بقولى النبتة فى الأرض تخرج ولا يضيرها ان كان شرابها بول أو ماء.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط