الواد ده بتاعي!

هكذا قالت طفلة صغيرة لا تدرك معني حقيقة الكلمات، حالة من الفرح بالشهرة والأضواء دون إدراك كامل لما وراء تلك الأضواء، جيل بأكمله لم يعد يعي ما وراء الكلمة، كَتَبَت على نفسها دون وعي منها أن تظل تلك الأغنية في ذاكرة التاريخ وفي ذاكرة كتابها الذي ربما لم يًُفْتحٓ بعد أمام الله للحساب نظرًا لصغر سنها، تنبه أيها الكريم أن كل منا مسئول عن الأثر الذي يتركه علي أرض المولى عز وجل.. فكن صاحب أثر كريم لا تشوبه شائبة حتى يفتخر بك المولى عز وجل وتشهد لك الأشهاد بالصلاح والتقوى.

أتعجب من الكلمات التي تحملها تلك الأغنية لفتاة تتسم بالبراءة، ربما لا تدرك حقيقة الأمر وما فُعِلَ بها علي يد بعض الأشخاص بنية فتح طريق الشهرة والنجاح وربما بنية المزاح، ربما حان الآن أن نقف جميعًا موقف صدق وتقوى، وننتبه لهذا الجيل البريء الذي لم يُحاسَب بعد عن أفعاله وعما فعله به الآخرون من ظلم وإساءة.

كلمات تتسم بالفوضى الأخلاقية أخجل أن أسمعها من فتاة في عمر الزهور وأخاف على ابنتي أن تتأثر بها وتُصَدِق ما بها من كلمات وتعيش في واقع من الخيال بمصادقة طفل أو ربما شاب تتحارب عليه الفتيات.. أين القيم الأخلاقية التي تربينا عليها من الأديان السماوية؟ .. وهل مفهوم الفن هو الإساءة لأطفال في عمر الزهور؟...

حذرنا المولي عز وجل من اتخاذ الأخدان واللجوء إلي العفة والتطهّر حيث قال : ( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (5) سورة المائدة.

كما قال المولي عز وجل فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ) النساء 25، وهو أمر صريح لا يحتمل النقاش أن نبعد أنفسنا وذوينا وأولادنا عن التفكير في اتخاذ أخدان أو أخلاء فما بال ما تحمله كلمات أغنية الواد ده بتاعي من طفلة جميلة تحمل ألوان البراءة والصغر فهي دعوة لجيل بأكمله من اتخاذ ما حرمه الله تعالي وتشجيع لمستقبل يحمل في باطنه محرمات تفسد النفوس وتقضي على التقوى وتفتح أبواب الشيطان.