الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل ينام الظالمون!!


لم تكن يعنيها من الحياة أى شىء بعدما خاب ظنها فيمن أعطته كل شىء وخذلها سوى أن تعرف شيئا واحدا وهو هل ينام ملء جفونه بظلمه مثلما ينام من لايظلمون؟ومن أجل أن تعرف ذلك قامت بمحاولة غريبة من نوعها كلفتها أموالا كثيرة وهى زرع كاميرا فى شقته تعمل ليلا فقط وبالفعل قام أحد الجهابذة فى هذا المجال بزرع هذه الكاميرا ولأنه خبير فى هذا العلم فقد أتقن صناعته وأيضا دون أن يعرف صاحب الشقة الذى لم يكن ليتخيل أنه مراقب .

ومضى يوم تخوفت هى أن تراقبه لأنها كانت تتوقع غرقه فى الآثام وهى لن تتحمل أن تراه يضيف إلى غدره صفة أخرى وهى خيانته وبعد شد وجزر مع نفسها وتطمينها بأنها فقط تريد أن تعرف هل هو نادم ولايذوق النوم أم إنه قد طوى كل شىء واستطاع أن يزهو بغيه وغروره وينام قرير العين غير آسف على ماسببه من آلام وعذاب لمن لم تكن سوى أمينة له فى كل لحظة من لحظات عمرها معه والتى أعطت بلا مقابل بل وبرضى وصبر على أمل أن يقدر تضحياتها وصبرها على إهماله وخيانته وتجاهله وتقليص حياتها وحصرها على كونها تابع فقط يعطى ولايأخذ فالعطاء كان مقصورا على نفسه وعشيرته المقربون ،وتضحك من وهمها بأنها كانت تنتظر تقدير وتغيير فلاقت غدرا وهجرا وتعليقا، تجمع شجاعتها وتفتح كاميرا المراقبة وتراه عائدا الى المكان الذى اختاره ليكون مقر إقامته الاختيارية.

وبعد أكثر من عامين من هجره وعدم رؤيته تفاجأ به رجل آخر صار نحيفا مهتما بنفسه يرتدى ملابس لا تتناسب مع طبيعة عمره ولامع كونه جدا. ويتجول فى الشقه وفى يده الهاتف وصوته حنونا وفهمت من طريقته أنه يغازل أو يتغزل ووجدته كلما ينخفض صوته كلما هم بالتخلص من جزء من ملابسه حتى أصبح عاريا أمامها ولم تشعر بأنه هو كما كانت تنبهر به فقد تجمدت مشاعرها وأصبح مايشغل بالها هل سينام ويغط فى نوم عميق ولن يؤرقه ظلمه لها ولن يطلب من الله الغفران ولن يردد اسمها ويبوح لها بأسفه وندمه وهل يفكر فى التكفير عن ذنوبه تجاهها ويطلب من الله أن يطيل فى عمره وعمرها حتى يعوضها عن جحوده وجوره وأنانيته تجاهها ومعها.

انتظرت فوجدته مستمرا فى مغازلة من لاتعرفها أو تعرفها فلن تفرق كثيرا ففى كل الأحوال هو ابتعد وهى ارتضت رغما أو قهرا أوخنوعا، ظلت تشاهده والغريب أنها لم تنفعل وتغار وتتألم وتتأذى كل ماكانت تنتظره هو ماذا بعد وطال المشهد وانتهى بقبلات واحضان ووعد بعدم الافتراق وبانتظار شمس الغد وكل غد حتى يراها ويمتع عمره بها ومعها واختتم حواره بقوله سلام ياعمرى وبدت ملامحه سعيدة ووجهه مشرقا وعيونه تشع منها الحياة كلها.

وتوجه إلى ركن من أركان شقته الفخمة وصب من زجاجة مشروبا وأشعل سيجارا ملفوفا بطريقة غريبة وتمدد على إحدى الأرائك وأحضر هاتفه وطلب شخصا وحدثه فى أمور وظيفية وعملية وحياتية وتطرق الحديث إلى سهرات ونزوات وخطط لجذب مزيد من الجميلات وعندما انتهى وضع هاتفه وذهب إلى سريره وبجواره كانت هناك صوره لم تردى لمن تكون إلا أنه نظر إليها وقال لها بصوت حزين كل نعيم زائل وكل ظلام تبدده أنوار الفجر وكل ليل يتبعه نهار وكل يوم تبدأه خيوط شمسه وحتى يتحقق كل هذا فإلى اللقاء...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط