مرصد الإفتاء يرحب بفوز "ماكرون" برئاسة فرنسا.. ويدعو مسلمي باريس لاستثمار مواقفه الإيجابية لمحاربة «الإسلاموفوبيا».. ويؤكد: انتصاره على اليمين المتطرف يجدد الأمل في قلوب المسلمين

مرصد الإسلاموفوبيا:
فوز ماكرون يجدد الأمل في مواجهة الإسلاموفوبيا في فرنسا
يجب على مسلمي فرنسا استثمار مواقف "ماكرون" الإيجابية للقضاء على الإسلاموفوبيا
انتزاع حقوق مسلمي فرنسا يجب أن ينطلق من أرضية وطنية فرنسية تعلي القيم الفرنسية
الفرصة أصبحت سانحة الآن أمام مسلمي فرنسا لعلاج مشكلاتهم
الرئيس الفرنسي الجديد وعد المسلمين بعدم التعرض إلى إهانات بسبب دينهم
حفر فوز " إيمانويل ماكرون" في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، كل كلمات الهزيمة والخيبة بخط واضح على جبين كل الذين حاولوا تشويه صورة الإسلام، وحشد أوروبا ضده، ولعلهم تعلموا الدرس جيدًا بأن معاداة الإسلام والمسلمين لن تجلب لهم سوى الندامة والخسارة.
ففشل اليمين المتطرف وخسر الانتخابات الرئاسية الفرنسية، رغم محاولاته المستميتة في استغلال خوف بعض الأوروبيين من الإسلام، فيما يُعرف بالإسلاموفوبيا، لكسب التأييد الأوروبي، لكن الموازين اتقلبت رأسًا على عقب، ورجحت كفة المرشح "ماكرون" المعروف بمواقفه الجيدة من الإسلام والمسلمين، والذي اعترف في وقت لاحق بأن فرنسا ارتكبت أخطاء في بعض الأحيان باستهدافها المسلمين بشكل غير عادل، وهو ما علق عليه مرصد الإفتاء عقب فوزه بكرسي رئيس فرنسا مباشرة.
قال مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية، إنه بفوز " إيمانويل ماكرون" في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، والمعروف بمواقفه الجيدة تجاه الأقليات الدينية والمهاجرين، يجعل الفرصة سانحة أمام مسلمي فرنسا لعلاج الكثير من المشكلات التي تواجههم والتغلب على الكثير من المعوقات الخاصة بأوضاع المسلمين وحقهم في ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية.
وأكد «الإفتاء» أن مواقف "ماكرون" من قضايا المسلمين في فرنسا تعد جيدة وحيادية، وتشجع الأطراف والمؤسسات الإسلامية الفرنسية على التعاطي الإيجابي والفعال مع الرئيس الجديد بقصر الإليزيه، وطرحِ كافة الموضوعات والقضايا الإسلامية للنقاش والتفاعل، خاصة أن الرئيس الفرنسي الجديد سبق له أن أعلن عن مواقفه الإيجابية تجاه قضايا المسلمين، وما يتعرضون له من تمييز سلبي بسبب معتقدهم.
وأضاف أنه قد سبق لماكرون أثناء حملته الانتخابية أن أعلن أنه لن يقبل أن يتعرض الفرنسيون المسلمون إلى إهانات بسبب دينهم، وفي أكتوبر 2016، قال ماكرون: "إن فرنسا ارتكبت أخطاء في بعض الأحيان باستهدافها المسلمين بشكل غير عادل"، مشيرًا إلى أن بلاده يمكن أن تكون أقل صرامة في تطبيق قواعدها بشأن العلمانية.
ودعا «المرصد» مسلمي فرنسا إلى استثمار هذه المواقف الإيجابية للرئيس الفرنسي الجديد لمحاربة الإسلاموفوبيا ومواجهة تنامي اليمين المتطرف في فرنسا، الذي يتخذ مواقف عدائية تجاه المسلمين بشكل خاص، والأجانب بشكل عام، إضافة إلى توخي الحذر من ممارسات البعض، التي تسيء إلى الإسلام والمسلمين، وتسهم في ترسيخ الصورة السلبية عن المسلمين في العالم، على أن يكون العمل لانتزاع حقوق مسلمي فرنسا منطلقًا من أرضية وطنية فرنسية تعلي القيم الفرنسية وتعمل لصالح الوطن وتجانس المجتمع.
وكان العديد من الأصوات اليمينية في الغرب باتت مصدرًا لترويج الشائعات والأكاذيب عن المسلمين، مستغلين حالة العداء المتصاعدة للإسلام والمسلمين في الغرب، وحالة الهلع التي سببها تنظيم "داعش" الإرهابي في أوساط العديد من المجتمعات الأوروبية؛ لكسب التأييد السياسي والتصويت الانتخابي من جانب فئات كثيرة في المجتمعات الأوروبية، حتى أن زعيم المجموعة اليمينية المتطرفة "بريطانيا أولًا" قد قام بنشر فيديو كاذب على حسابه في "تويتر"، ادعى فيه أن المسلمين يحتفلون بالاعتداء الإرهابي الأخير الذي جرى في باريس، فيما كان الفيديو قديم يعود لعام 2009 ويظهر فيه مشجعو الكريكيت الباكستانيون وهم يحتفلون بانتصار فريقهم على فريق سيريلانك.
وأدان «مرصد الإسلاموفوبيا» وقتها تلك الشائعات من شأنه تأجيج مشاعر الكراهية ضد المسلمين، وتأليب الرأي العام الأوروبي ضدهم، وترجمة هذه المشاعر إلى سياسات وإجراءات تَحُدُّ مِن حرياتهم وتُقَيِّدُها، وهي أمور تَصُبُّ كلها في صالح طرفين أساسيين؛ هما: تنظيم داعش الإرهابي والتنظيمات المشابهة له، التي تستثمر تلك الحالة وهذه الممارسات العنصرية التي يتعرض لها المسلمون هناك، لتجنيد بعضهم وتحريض البعض الآخر على الانتقام من تلك المجتمعات وهذه الدول التي تقود حملات التمييز ضدهم.
وأوضح أن الطرف الآخر الأكثر استفادة من تلك الشائعات فهو: اليمين الديني المتطرف في أوروبا بشكل عام، بل إنه في كثير من الأحيان يكون هو مصدرَ الشائعة وصانعَها، كي يخلق حالةً من الخوف والعداء الصريح للإسلام والمسلمين؛ وبالتالي تذهب الأصوات إلى الأحزاب والتيارات الأكثر عداءً للإسلام والمسلمين.
وجدَّد المرصدُ دعوتَه الدولَ الأوروبيةَ بشكل عام، إلى سنِّ التشريعات والقوانين التي تجرِّم الإسلاموفوبيا وتبنِّي سياسات من شأنها تحقيق اندماج أكبر للمسلمين، ومشاركة المسلمين بشكل أكبر وأكثر فعالية في صياغة تلك البرامج والسياسات؛ كونَهم هم الأقدرَ على التعبير عن معوقات اندمج البعض منهم، ومعالجة المشكلات الأكثر إلحاحًا لدى فئات المسلمين هناك؛ وذلك على النحو الذي يحقق للشعوب والمجتمعات الأوروبية المزيد من التجانس والتعددية والاحترام للقيم والمعتقدات الدينية والثقافية.